طالب رؤساء الطائفة العربية الدرزية في إسرائيل ونواب عرب في الكنيست رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت بالاعتذار عن قيام الشرطة الإسرائيلية بتدنيس بيت الصلاة للدروز الخلوة في قرية البقيعة الجليلية، وبتعيين لجنة تحقيق محايدة في الهجوم المسلح الذي نفذته الشرطة فجر أمس على أهالي القرية ومحاكمة المسؤولين عنه. وكانت مئات من عناصر الشرطة و"الوحدات الخاصة"و"حرس الحدود"دهمت القرية فجر أمس لتنفيذ حملة اعتقالات لمشبوهين بإحراق مزرعة دجاج تابعة لمستوطن يهودي في"البقيعة الجديدة"استغلها لنصب هوائي للهواتف المحمولة يدعي سكان القرية العربية أنه تسبب في إصابة العشرات منهم بالسرطان، وحطموه. وأفاق الأهالي النائمون على صرخات استغاثة من بعض السكان احتجاجاً على اقتحام الشرطة الخلوة في القرية ذات الغالبية الدرزية المرغمة على التجند في الجيش الإسرائيلي. وتسبب هذا الاقتحام وإمطار المكان بالغاز المسيل للدموع في مواجهات عنيفة بين الشرطة والأهالي الذين خرجوا بنسائهم ورجالهم إلى مركز القرية، استخدم فيها الطرفان الأسلحة، وجرح العشرات، بينهم اثنان في حال خطيرة. ولحقت أضرار كبيرة بالمنازل والسيارات. ورد شباب ملثمون على نيران الشرطة بالمثل وبإلقاء الحجارة الكبيرة على الجنود وسياراتهم، وأغلقوا مداخل القرية كافة قبل أن يحتجزوا شرطية إسرائيلية في الخلوة رافضين الإفراج عنها قبل أن تفرج الشرطة عن خمسة شبان اعتقلتهم. وتدخل مشايخ ووجهاء الطائفة الدرزية وأجروا اتصالات مع قيادة الشرطة وجهات حكومية أثمرت بعد ساعات عن تبادل المحتجزين وتمكين أفراد الشرطة المحاصرين داخل البلدة بالخروج منها. وأحصت المستشفيات وصول أكثر من 30 مصاباً، ثلثاهم من عناصر الشرطة والسكان. واستهجن أهالي القرية ممارسات الشرطة وسخر عدد منهم من"الادعاء الممجوج بأن هناك حلفاً دموياً بين اليهود والدروز في إسرائيل"على خلفية خدمة الأخيرين في الجيش الإسرائيلي. وقالوا إن المؤسسة الإسرائيلية"لا تفرق بين مسلم ومسيحي ودرزي فجميعهم في نظرها عرب أعداء يجب استخدام العنف لقمعهم". وأكدوا أنه لو كانت البقيعة بلدة يهودية لما اقتحمتها الشرطة بمثل هذا العدد من القوات ولما تجرأت على استخدام الرصاص الحي. وقال محامي السلطة المحلية في البقيعة فؤاد خير للإذاعة الإسرائيلية إن ما أثار حنق الأهالي هو"القرار التعيس للشرطة تدنيس الخلوة وإدخال قواتها المسلحة إلى مركز القرية وضرب واستفزاز السكان الهادئين في ساعة متقدمة من الليل". واعتبر تصدي الأهالي"تأكيداً على أن النخوة ما زالت في أحسن حالاتها". واعتبر النائب العربي الدرزي من"التجمع الوطني الديموقراطي"سعيد نفاع أن ما حصل في البقيعة"هو نهج بدأت تتبعه الشرطة في بلداتنا العربية لقمع أي تظاهرة مطالبة بأي حق كان". وأضاف أن"ما حدث ليس عملية اعتقال مشتبهين، إنما عملية مطابقة لما يحدث في الضفة الغربية من عمليات دهم واعتقال". واعتبر الأمين العام ل"التجمع"عوض عبدالفتاح"العدوان على البقيعة يوماً أسود آخر"في تاريخ علاقة الدولة العبرية مع العرب، مضيفاً أنه"في الوقت نفسه يوم اعتزاز وافتخار لأهالي البقيعة الذين وقفوا، برجالهم ونسائهم وأطفالهم وقفة عز وكرامة دفاعاً عن قريتهم". ونقلت مصادر صحافية عن مسؤولين في الشرطة اعتبارهم"الشغب في البقيعة"تحذيراً من الوضع هناك،"خصوصاً انتشار ظاهرة الملثمين التي أوحت بأننا في الضفة الغربية"، وحقيقة أن السلاح الذي أصاب عدداً من أفراد الشرطة هو"سلاح إسرائيلي حصل عليه الملثمون أثناء خدمتهم الإلزامية في الجيش".