دعا الرئيس السوداني عمر البشير والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى متمردي دارفور إلى وقف النار أسوة بالخرطوم، في وقت قرر وسطاء الأممالمتحدة والاتحاد الافريقي في محادثات سرت بين الحكومة وبعض فصائل التمرد ايفاد فريق إلى دارفور وجنوب السودان اليوم الأربعاء لاقناع قادة الفصائل الرئيسية التي قاطعت المفاوضات بالانضمام اليها. وحض الرئيس جورج بوش، في ختام محادثات أجراها مع نظيره الاوغندي يويري موسيفيني في البيت الأبيض أمس، الأممالمتحدة على نشر قوة السلام في دارفور، وقال بوش إنه تحادث مع الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون ودعاه الى"التحرك ونشر جنود في منطقة دارفور في أسرع وقت ممكن". وعقد في الخرطوم أمس مؤتمر عربي لمعالجة الأوضاع الانسانية في دارفور بمشاركة أكثر من 45 دولة عربية ومنظمة إنسانية فضلاً عن جهات أجنبية شاركت بصفة مراقب. وركّز المؤتمر على إيواء المشردين وتوفير الخدمات الصحية والتعليمية لهم. وقال البشير إن استكمال بناء السلام في دارفور وضمان سلامته والمحافظة عليه يستوجب توفير احتياجات المتأثرين في الحرب، وجدد التزامه نشر قوات مختلطة من الأممالمتحدة والاتحاد الافريقي في الإقليم، ودعا المتمردين الى الاستجابة لقرار حكومته وقف النار، مؤكداً أن وفده إلى سرت يتفاوض مع المتمردين بقلب مفتوح لاقرار السلام. ورأى موسى أن أمام مفاوضات سرت خيارا واحدا هو النجاح، ودعا حركات التمرد في دارفور إلى وقف النار أسوة بالحكومة. وطالب الفصائل التي قاطعت المحادثات الى الانضمام فوراً إلى طاولة التفاوض من أجل إيجاد تسوية سريعة توقف معاناة مواطني دارفور"لأن الوضع الحالي لا يمكن أن يكون طريقاً إلى الحياة"، ودعا المجتمع الدولي إلى تشجيع المتمردين نحو السلام. ودان في شدة محاولات خطف أطفال من دارفور من مخيمات اللاجئين في تشاد واعتبرها جريمة نكراء مطالباً بردع مرتكبيها. أما مسؤول الشؤون الافريقية في الخارجية الليبية علي عبدالسلام التريكي فقال، من جانبه، في ندوة على هامش المؤتمر العربي، إن فصائل دارفور يتجاوز عددها 32 فصيلاً، مؤكداً أن المجتمع الدولي لن يسمح بغياب الفصائل. ودعا إلى فرض عقوبات مشددة على معرقلي سلام دارفور، كما نادى بأن تكون سرت آخر مطاف لمفاوضات السلام. ووصف هجوم المجموعات المسلحة على القوات الحكومية والافريقية في دارفور بأنه جريمة. وأعلن التريكي رفض ليبيا أي انشقاق أو تمرد أو انفصال في السودان، إلا اذا كان عبر طرق متفق عليها. وأشار إلى أن ظاهرة التمرد في افريقيا تحتاج الى دراسة. إلى ذلك، ينتظر أن يتوجه إلى جوبا، عاصمة إقليم جنوب السودان، ودارفور اليوم الأربعاء فريق من وسطاء محادثات سرت بقيادة مستشار الشؤون السياسية للاتحاد الأفريقي السفير بوقو نيام، للقاء قادة فصائل"حركة تحرير السودان"التي قاطعت سرت وهم أحمد عبد الشافع وخميس أبكر وجار النبي عبدالكريم والدكتور صالح آدم الموجودون في جوبا، وإلي امرآي في شمال دارفور لمقابلة كل من قائدي"حركة تحرير السودان - فصيل الوحدة"عبدالله يحيى والدكتور شريف حرير، وإلى جبل مون للقاء رئيس"حركة العدل والمساواة"الدكتور خليل إبراهيم. وينتظر أن يكون فريق الوساطة حدد ليل أمس سقفاً زمنياً للفصائل لترتيب أوضاعها قبل استئناف المفاوضات، ويرجح أن تكون المهلة الممنوحة للمتمردين شهراً. وعلم أن الوسطاء رفضوا اقتراحاً اريترياً بتعليق جولة المفاوضات وتشكيل فريق مشترك يضم الأممالمتحدة والاتحاد الافريقي ودول الجوار ليبيا ومصر وتشاد واريتريا، إلى جانب أميركا والنروج، لمقابلة المقاطعين للمحادثات في خارج مدينة جوبا وفي الميدان وفي عواصم مختلفة. وطالبت الفصائل المشاركة في محادثات سرت الوسطاء بمنحها مهلة ما بين ثلاثة أسابيع الى شهرين. وأثارت قضية تمثيل الفصائل التي تم تصنيفها الى فصائل سياسية - عسكرية وأخرى عسكرية وأخرى سياسية بحتة، وطالبت في هذا الشأن بضرورة مراعاة حجم ووزن الفصائل ميدانياً عند تمثيل الوفود المشاركة لاحقاً، مع مراعاة مشاركة الجميع من دون عزل أحد. ودعت إلى تمثيل المرأة وعقد ورش تأهيلية للمفاوضين. وأكدت لفريق الوساطة أنهم جاؤوا إلى سرت التزاماً بوعود قطعوها لكنهم ليسوا مفاوضين، وان المفاوضين الحقيقيين الممسكين بالملفات المختلفة سيشاركون عندما تبدأ المحادثات عملياً، واعلنوا عن مغادرة البعض منهم إلى جوبا والميدان، بينما يبقى البعض الآخر في سرت الى حين تحديد جدول زمني واستئناف المحادثات بصورة عملية. وجددت الوساطة تأكيدها أن فكرة تأجيل المحادثات غير مطروحة وغير مقبولة حالياً. وقال الناطق باسم وسطاء الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي أحمد فوزي ان هذا الموضوع لم يثر وليست هناك نية لتعليق المحادثات حتى ولو لساعة. بيد انه عاد وقال"لكن يمكن أن تتوقف المحادثات لمدة أسبوع أو أسبوعين إذا ما دخلنا في مناقشة القضايا الأساسية المتعلقة بالتعويضات والسلطة والثروة لمزيد من التحضير والمشاورات بين الفصائل". وزاد:"من الطبيعي ان تتوقف المحادثات ولكن ليس الآن وبعد الافتتاح مباشرة". وقال رداً على سؤال حول مطالبة غالبية الفصائل بتأجيل المفاوضات:"هذا ليس صحيحاً... ولو طالب غالبيتهم لوافقنا، ولكن لم يطلب التأجيل سوى فصيل أو فصيلين". وقال القائم بالأعمال الأميركي في الخرطوم البرتو فرنانديز إن المفاوضات الجارية بين الحكومة ومتمردي دارفور في سرت الليبية لم تفشل حتى الآن.