اقترحت الولاياتالمتحدة على شريكي السلام في السودان، "حزب المؤتمر الوطني" و "الحركة الشعبية لتحرير السودان"، إقامة منطقة عازلة منزوعة السلاح على طول الحدود بين شمال البلاد وجنوبها لتجنب أي احتكاكات بين الجانبين. وتمسكت الخرطوم ببدء محادثات السلام مع متمردي دارفور السبت المقبل في سرت الليبية على رغم اعلان ستة فصائل مقاطعتها. وكشفت تقارير أمس ان المبعوث الرئاسي الأميركي إلى السودان أندرو ناتسيوس بعث إلى طرفي اتفاق السلام الأسبوع الماضي اقتراحاً لإقامة منطقة عازلة بين قواتهما في مساحة 40 كيلومتراً وتكون منزوعة السلاح بواقع 20 كيلومتراً داخل حدود الشمال ومثلها داخل حدود الجنوب، واسناد مهمات المراقبة إلى بعثة الأممالمتحدة في السودان. وأضاف ان"الحركة الشعبية"وافقت على الاقتراح الأميركي، بينما طالب حزب المؤتمر الوطني بإمهاله لدرس الاقتراح. وعرض رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زناوي وساطة بين طرفي الأزمة لدى استقباله مساعد الرئيس الدكتور نافع علي نافع الذي زار أديس أبابا وسلّم وثائق في شأن الأزمة إلى زناوي ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي الفا عمر كوناري. كما وصل الى الخرطوم مسؤول الرئاسة الاريترية يماني قبراب والمبعوث الصيني الى دارفور ليو قويجين بهدف دفع جهود حل الأزمة بين شريكي الحكم. وأجرى مبعوث الأممالمتحدة الجديد إلى السودان أشرف قاضي أمس محادثات مع مساعد الرئيس نافع وينتظر ان يلتقي زعيم"الحركة الشعبية"سلفاكير ميارديت. إلى ذلك يقود مساعد الرئيس نافع علي نافع غداً الجمعة وفد الحكومة الى جولة مفاوضات ليبيا المقرر أن تنطلق السبت. وأكد مستشار الرئيس الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل ان المفاوضات قائمة في مواعيدها، وان كل الاشارات الاقليمية والدولية تؤكد ذلك. وشدد اسماعيل في تصريحات أمس على أن الحكومة سترسل وفدها المفاوض في المكان والزمان المحددين، ويسبق افتتاح المفاوضات اجتماع لوزراء الخارجية في الدول المجاورة ل"وضع النقاط على الحروف قبل الدخول في المفاوضات". واتّهم"الحركة الشعبية"بالسعي إلى اجهاض المفاوضات بتعليق نشاط وزرائها فى الحكومة الاتحادية. ووصل الى ليبيا أمس قادة من فصائل متمردي دارفور على رغم اعلان ستة فصائل متمردة أخرى مجتمعة في جوبا، عاصمة الجنوب السوداني، مقاطعة محادثات سرت. وقال القيادي في"حركة تحرير السودان"أحمد عبد الشافي إن فصيله وخمسة فصائل أخرى اتخذت هذا القرار"لأن وسطاء الاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة لم يستجيبوا طلبات المتمردين تأجيل المحادثات بما يسمح لهم بصوغ موقف موحد والاتفاق على وفد يمثلهم". وكانت"حركة العدل والمساواة"أكدت أمس انها ستقاطع المفاوضات.