بدأ وفد عراقي رفيع برئاسة وزير الدفاع عبدالقادر محمد جاسم محادثات مع كبار المسؤولين الاتراك لإقناعهم باتخاذ"تدابير مشتركة"يمكن من خلالها تفادي غزو الشمال العراقي وشن حملة عسكرية على"حزب العمال الكردستاني"، في وقت اظهرت انقرة تشدداً في مواقفها، وانتقد رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان دعوة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الى ضبط النفس. وقال اردوغان"بالطبع يمكنها رايس أن تعرب عن الأمل بأن لا تشن تركيا عملية خارج حدودها غير أن القرار في شأن ضرورة مثل هذا التدخل يعود الينا". وأضاف:"ألا يتساءل الناس عما يفعل الاميركيون في العراق على بعد عشرة آلاف كيلومتر من ديارهم؟ أنا متضايق من حزب العمال الكردستاني فما الذي ضايق الاميركيين في العراق؟". وأكد ان بلاده مصممة على عمل عسكري في شمال العراق"متى اقتضى الوضع"ذلك. راجع ص 2 و3 وقال مصدر رسمي عراقي ان المحادثات بدأت مساء وتستمر اليوم، من دون ان يكشف جدول لقاءات الوفد المؤلف من ثمانية اعضاء بينهم مسؤولون امنيون كبار وممثلان عن"الاتحاد الوطني الكردستاني"و"الحزب الديموقراطي الكردستاني". وحمّلت الحكومة العراقية وفدها إلى أنقرة تعليمات عن"استعدادها لتنفيذ شروط تركية"في مقابل تخلي الجيش التركي عن شن عملية عسكرية أحادية الجانب في اقليم كردستان العراقي للقضاء على قواعد المتمردين الذين يشنون انطلاقاً منه هجمات دموية داخل الاراضي التركية. وقال ياسين مجيد المستشار الخاص لرئيس الوزراء العراقي ل"الحياة"إن الوفد يضم، اضافة الى وزير الدفاع، وزير الأمن الوطني شيروان الوائلي وعدداً كبيراً من المستشارين والخبراء الامنيين، لافتاً الى وجود ممثل عن إقليم كردستان في عداده. وكشف ياسين أن رئيس الحكومة نوري المالكي اجتمع مع الوفد قبل ساعات من مغادرته بغداد، وحمّله رسالة الى أنقرة بأن الحكومة العراقية ملتزمة تعهداتها في"وجوب محاربة حزب العمال الكردستاني الإرهابي ووقف نشاطاته المسلحة بكل الوسائل المتاحة". وأشار الى أن المالكي أبلغ أعضاء الوفد بأن بغداد"مستعدة لتنفيذ بعض المطالب التركية"ومن بينها غلق مكاتب"العمال"نهائياً ووقف الدعم والإسناد اللذين يتلقاهما الحزب من شمال البلاد، وطالب حكومة اقليم كردستان بضرورة"تفهم خطورة التهديدات التركية، وأن تعمل مع الحكومة المركزية لاتخاذ مواقف موحدة إزاء القضية". وأكد الجيش التركي امس أنه أحبط هجوماً جديداً شنه"حزب العمال"في جنوب شرقي تركيا ليل الثلثاء الماضي، ما أدى الى مقتل"أكثر من 30 ارهابياً"، وفقاً لبيان قيادة الأركان التركية. وفي أنقرة، قال الرئيس التركي عبدالله غل في اجتماع للدول المطلة على البحر الاسود،"نحترم وحدة العراق وسلامة اراضيه لكن صبرنا نفد ولن نقبل باستخدام الاراضي العراقية لنشاطات إرهابية". وأعلن"حزب العمال"في بيان نشرته وكالة"فرات"الموالية للاكراد، أن الجنود الاتراك الثمانية الذين أسرهم لا يزالون في تركيا. ونقلت الوكالة عن القيادة العسكرية للحزب أن الجنود محتجزون في منطقة تسيطر عليها حركة التمرد"في شمال كردستان"، أي منطقة جنوب شرقي تركيا. ويأتي البيان بعيد تأكيد مسؤول أميركي رفيع أن واشنطن تبذل جهوداً للتوصل الى الافراج عن الجنود الاتراك الثمانية. وقال ماثيو بريزا مساعد وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون الاوروبية والاوروبية - الآسيوية"نبذل كل ما في وسعنا، ونعمل مع الحكومتين التركية والعراقية لضمان الإفراج عن الرهائن".