قال مصدر فرنسي رفيع مطلع على الملف اللبناني ان عدم انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان ضمن المهلة الدستورية بسبب عرقلة المسار الديموقراطي سيدفع فرنسا الى عدم استبعاد اتخاذ إجراءات معينة في إطار مجلس الأمن. وأشار المصدر الى ان هذه الإجراءات لن تكون على نمط الإجراءات التنفيذية التي تتخذها الولاياتالمتحدة إنما عبر الأممالمتحدة ومجلس الأمن. وقال المصدر ل"الحياة"ان الوزراء الأوروبيين الثلاثة أرادوا من زيارة لبنان الأسبوع الماضي توجيه رسالة من الأسرة الدولية حول ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية ضمن المهلة الدستورية، وأنهم عادوا بانطباع يؤشر الى بداية أمل حول الوضع. وأضاف ان سورية تعرف جيداً مواقف فرنسا وفحوى رسائلها المتعددة ومفادها ان عدم إجراء الانتخابات الرئاسية في الموعد الدستوري سيحمل الجانب الفرنسي الى استخلاص النتائج المترتبة عن ذلك على صعيد علاقات فرنسا بسورية، وأن هذه النتائج على صلة ايضاً بنوعية الرئيس المقبل وما إذا كان سيادياً ويحظى باحترام جميع الأطراف اللبنانيين. وتابع ان على سورية ان تسدد ما هو مطلوب منها قبل ان يستعاد الحوار معها، وأن فرنسا تتمنى منذ اجتماع سان كلو مرشحاً رئاسياً قريباً من الأكثرية ومقبولاً لدى المعارضة ولا يكون معادياً للدول المجاورة لأن فرنسا ليست على حرب صليبية مع جيران لبنان. وأوضح المصدر ان النهج الفرنسي يختلف عن النهج الأميركي بالنسبة الى الاستحقاق الرئاسي، ففرنسا تدعو الى انتخاب رئيس قريب من الأكثرية ومقبول من الجميع في حين ان الولاياتالمتحدة تقول ان في حال عدم توافر وفاق حول مرشح مقبول من الأكثرية والمعارضة، فلتجر الانتخابات على أسس الديموقراطية الممثلة بالغالبية الشرعية. وعما إذا كانت فرنسا تعترف بمثل هذا المرشح، قال المصدر ان فرنسا لا تريد وضع نفسها ضمن هذا المنظور حالياً وتفضل التشجيع على التوصل الى اتفاق. وعما إذا كانت محادثات الرئيس نيكولا ساركوزي ورئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود أولمرت تطرقت الى الوضع في لبنان وپ"حزب الله"وسورية، قال المصدر انه لم يجر التطرق الى الوضع اللبناني لأن الجانب الفرنسي على علم برفض إسرائيل مبدأ الانسحاب من مزارع شبعا وأن القضايا الأخرى، هي من النوع الداخلي اللبناني التي لا يريد الجانب الفرنسي إثارتها مع الجانب الإسرائيلي. وقال المصدر ان ساركوزي شجع أولمرت على التقدم نحو السلام وأبلغه ضرورة انتهاز الفرصة التاريخية المتوافرة لذلك. ومضى يقول ان أولمرت اكد لساركوزي انه جاهز وتناول معه موضوع القدس والحدود واللاجئين، مؤكداً انه مستعد للتباحث في شأن المواضيع الثلاثة، لكن الجانب الفلسطيني غير مستعد لأنه لا يطبق شق خريطة الطريق المرتبط بالإرهاب، بحسب أولمرت.