ارتفعت اسعار السجائر ومعسل النرجيلة في قطاع غزة ارتفاعاً كبيراً خلال الأيام الاخيرة، في ظل استياء شعبي عارم في مجتمع يدخن معظم أفراده السجائر أو النرجيلة. وقفز سعر علبة السجائر من نوع"مارلبورو"المصنوعة في مصر بامتياز من الشركة الام الاميركية، الى نحو 35 شيكلا الدولار يساوي 4 شواكل في غضون الأيام الاخيرة، بعدما استقر عند حاجز 20 شيكلاً خلال شهر رمضان الفضيل. وبلغ سعر ارخص انواع السجائر، وهي من نوع"كليوبترا"المصرية الصنع، نحو 16 شيكلاً، فيما تراوحت أسعار بقية أنواع السجائر بين السعرين 16 و35 شيكلاً. اما سعر علبة معسل النرجيلة من صنع محلي بزنة 200 غرام، فبلغ 16 شيكلاً، فيما قفز سعر نظيرتها المصرية الى 35 شيكلا، علماً ان ثمنها المسجل على العلبة هو 350 قرشاً، أي أقل من ثلاثة شواكل بقليل. وفي جناح خاص ببائعي السجائر المصرية المهربة في ميدان فلسطين"الساحة"وسط مدينة غزة، جال عشرات المواطنين، من دون أن يشتري معظمهم أي صنف من أنواع السجائر أو المعسل. وجلس عشرات التجار من الشبان صغار السن واحياناً الفتية خلف"بسطات"اصطفت فوقها عشرات"كروزات"السجائر من الاصناف والأنواع المختلفة، كلها من صنع مصري تم تهريبه عبر انفاق تحت الشريط الحدودي الفاصل بين مدينتي رفح الفلسطينية والمصرية. وفي ظل غياب السجائر الأجنبية المستوردة بواسطة مستوردين فلسطينيين أو تلك المحلية المصنعة في مدينتي القدس وبيت جالا في الضفة الغربية، راجت تجارة السجائر الاجنبية المصنعة في مصر والمهربة الى القطاع. ويتراوح سعر علبة السجائر الاجنبية المصنعة في مصر بامتياز من الشركات الأم بين 4 شواكل وعشرة. اما السجائر الاجنبية المستوردة عبر وكلاء فلسطينيين فيبلغ سعر ارخصها نحو عشرة شواكل في حين يبلغ اغلاها 15 شيكلا، وهي من نوع"مارلبورو"أو"روثمان"أو"دافيدوف". اما علبة"مارلبورو"، فيبلغ سعرها في اسرائيل 19 شيكلا، فيما يبلغ سعر"روثمان"14 شيكلا. وتشير احصاءات قديمة الى ان الفلسطينيين في الاراضي الفلسطينية ينفقون نحو 500 مليون دولار سنوياً على تدخين السجائر. واستشرت في الاعوام الاخيرة بين الرجال والنساء على حد سواء ظاهرة تدخين النرجيلة التي يطلق عليها الفلسطينيون"الشيشة". اذ بات من المألوف ان ترى رجالا ونساء يدخنون"الشيشة"في الفنادق والمطاعم والملاهي، خصوصا في أوساط الطبقتين الغنية والمتوسطة الآخذة في التقلص باستمرار لصالح تحول المجتمع الى طبقتين فقط: الاغنياء والفقراء. وفي سبيل الحصول على سيجارتهم المفضلة وبالسعر المطلوب، لجأ كثير من الصحافيين او العاملين في منظمات اهلية وغيرهم الى زملائهم من الصحافيين الاجانب كي يجلبوا لهم معهم السجائر من مدينة رام الله بالسعر الفلسطيني، او من القدسالمحتلة بالسعر الاسرائيلي. كما لجأ آخرون الى بعض الديبلوماسيين والسفراء والعاملين في السفارات والقناصل الاجنبية في فلسطين كي يحملوا لهم معهم ما استطاعوا من علب السجائر واشياء اخرى غير متوافرة في القطاع بسبب الحصار الخانق الذي تفرضه اسرائيل على القطاع وزادت من تشديده في اعقاب سيطرة"حماس"عليه بالقوة قبل أربعة اشهر. وتعددت اسباب ارتفاع أسعار السجائر في القطاع. ويقول العارفون ببواطن الامور ان هناك اسباباً عدة لارتفاع اسعار السجائر، منها ان حكومة الوحدة الوطنية المقالة برئاسة اسماعيل هنية تفرض رسوما مرتفعة على السجائر المستوردة والمهربة من مصر على حد سواء. وقال مصدر حكومي ل"الحياة"ان الحكومة تفرض نحو سبعة شواكل ونصف شيكل على كل علبة سجائر. وعلى رغم ان السواد الاعظم من قادة"حماس"وكوادرها لا يدخنون اعتقادا منهم ان التدخين حرام شرعاً، فإن الحركة تبيح تحصيل الجمارك والرسوم من السجائر. ويرى العارفون ان عدم سماح اسرائيل بدخول السجائر الى القطاع، خصوصا بعدما اعتبرته كيانا معاديا، يمثل سببا اضافيا لارتفاع اسعارها، فضلا عن التلاعب من كبار التجار، علاوة على عدم اهتمام حكومة هنية بفرض رقابة صارمة على اسعار السجائر او غيرها من السلع التي ارتفعت أسعارها بشكل جنوني خلال الأسابيع والأيام الاخيرة.