كشفت مجلة "دير شبيغل" الألمانية الأسبوعية أن الوسيط الدولي السري المكلف من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التوسط بين إسرائيل و"حزب الله"لتحقيق صفقة تبادل شاملة للأسرى وجثث المقاتلين والجنود، رجل استخبارات ألماني شارك في عمليات تبادل سابقة، خصوصاً في العملية الكبيرة التي حصلت عام 2004، وعلى رغم أن المجلة لم تفصح عن اسم الوسيط المعروف في عالم أجهزة الاستخبارات الدولية بكنية"السيد حزب الله"على حد قولها، إلا أنها ذكرت أنه موظف في جهاز الاستخبارات الألمانية"بي إن دي"درس العربية التي يتكلمها بطلاقة وشكل الاختيار الأول للأمين العام السابق كوفي أنان لدى بحثه عن وسيط دولي بين إسرائيل و"حزب الله"بعد حرب تموز يوليو 2006. وأضافت المجلة أن"السيد حزب الله"كان مسؤولاً عن ال"بي إن دي"في بيروت وعلى اطلاع كبير على دقائق السياسة السورية. ومنذ التقائه مع أنان في أيلول سبتمبر 2006 وهو يقوم بزيارات مكوكية بين تل أبيب وبرلين ونيويورك وبيروت، وأثمرت جهوده أخيراً عملية تبادل"رمزية"قد تفتح باب الأمل على عملية أوسع لاحقاً على رغم التوقعات المتناقضة والشروط المتبادلة بين الطرفين المعنيين على حد تعبير مصادر المجلة الألمانية. وتابعت أن حل قضية الأسرى وتبادل الجثث"شرط يسبق أي إمكان لنزع التوتر واستعادة الهدوء وقد توصل في نهايتها إلى إقرار معاهدة سلام بين إسرائيل ولبنان". وأشارت"دير شبيغل"إلى التصريحات الإيجابية والمتفائلة لكل من زعيم"حزب الله"السيد حسن نصرالله ورئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود أولمرت بعد نجاح عملية التبادل السرية"الرمزية"التي أجريت الأسبوع الماضي وقادها الوسيط الألماني بنفسه على نقطة من الحدود اللبنانية الإسرائيلية. و ذكرت أن"حزب الله"سلم إسرائيل مقابل تسلمه جثتي مقاتلين له وأسير مريض جثة الإسرائيلي الأثيوبي الأصل غابريل دافيت الذي اختفى عام 2005 في ظروف غير واضحة بعد، ورسالة قد تكون الأهم للدولة العبرية في هذه الصفقة هي للطيار الإسرائيلي رون أراد المختفي منذ 1986 كان كتبها على الأرجح عام 1988 بعد اعتقاله في لبنان ووقوعه في أيدي"حزب الله"كما قالت المجلة. وتابعت أن التفاؤل بامكان تبادل واسع للأسرى بين الطرفين تعترضه عقبتان رئيسيتان: الأولى تتمثل في إصرار إسرائيل على معرفة مصير أراد على رغم تكون انطباع لدى المسؤولين فيها أن نصرالله جدي في نفيه عدم معرفته ما حل به، والثانية رفض إسرائيل الافراج عن السجين اللبناني سمير القنطار لكونه قتل أفراد عائلة إسرائيلية. وزادت المجلة أن نصرالله يطالب إلى جانب قنطار باطلاق سراح أربعة مقاتلين له مقابل تسليم الأسيرين الإسرائيليين اللذين يعتقد المسوؤلون في تل أبيب أنهما توفيا ملاحظة أن زعيم"حزب الله"تخلى عن مطلبه السابق بالافراج عن ألف سجين غالبيتهم من الفلسطينيين.