يصل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى مراكش بعد ظهر الاثنين في أول زيارة دولة للمغرب منذ انتخابه رئيساً في أيار مايو الماضي. ووصف الناطق باسم الرئاسة الفرنسية ديفيد مارتينون الزيارة التي تدوم حتى الأربعاء، بأنها مهمة جداً كونها الأولى التي يقوم بها الرئيس الفرنسي الى"بلد عزيز تربطه صداقة تاريخية وقديمة بفرنسا". واعلنت واشنطن امس ان ساركوزي سيقوم في 6و7 الشهر المقبل بزيارته الاولى للبيت الابيض للبحث مع الرئيس جورج بوش في قضايا عدة بينها افغانستان ونزاع الشرق الاوسط. وقال مارتينون إن الرئيس الفرنسي يقدّر العاهل المغربي الملك محمد السادس الذي سبق والتقاه مرات عدة عندما كان وزيراً للداخلية ورئيساً لحزب الاتحاد للحركة الشعبية،"لجهوده في مسيرة الاصلاح". وقال مارتينون إن ساركوزي سيبدأ زيارته بمحادثات يجريها في مراكش مع العاهل المغربي ويلتقي رئيس الحكومة الجديد عباس الفاسي ثم ينتقل إلى الرباط صباح الثلثاء حيث يلقي خطاباً في البرلمان ويزور ورشة تتعلق بمشروع للنقل قطارات، ثم ينتقل ظهراً إلى طنجة حيث يزور منشآت المرفأ الضخم في المدينة ويلقي خطاباً حول مشروعه للاتحاد المتوسطي. وكشف مصدر مغربي ل"الحياة"أن الرباط تسلمت أفكار الرئيس ساركوزي حول مشروع الاتحاد المتوسطي و"هي أفكار للبحث والتشاور وليست مشروعاً نهائياً". وتجدر الإشارة، في هذا الإطار، إلى أن المغرب هو الدولة الوحيدة في المتوسط التي يربطها حوار سياسي قوي ومنتظم بالاتحاد الأوروبي عبر لقاءات على مستوى الوزراء تتم كل ستة شهور. وقال سفير المغرب في فرنسا فتح الله السجلماسين ل"الحياة"ان المغرب يتطلع الى تطوير علاقة أبعد مما هي الآن مع الاتحاد الأوروبي. وأضاف ان المغرب ليس مرشحاً للانتماء إلى الاتحاد الأوروبي، ولكن بين الانتماء والتعاون التقليدي هناك مجال ينبغي اغتنامه وتوسيعه، وهو ما سماه"الوضع المتقدم"مع الاتحاد الأوروبي تمهيداً للتقدم في"الشراكة الاستراتيجية"مع الأوروبيين. في غضون ذلك، قال مارتينون ان 70 رئيساً لشركات فرنسية سيكونون في طنجة خلال وجود ساركوزي فيها، موضحاً أن فرنسا هي المستثمر الأجنبي الأول في المملكة المغربية. وتوقعت مصادر مختلفة ان يتم توقيع عقد لإنشاء القطار السريع من طنجة شمالاً الى أكادير جنوباً عبر دار البيضاء وربما في اتجاه وجدة شرقاً، على أن يوضع خط مستقبلي محتمل، إذا سمحت الظروف السياسية، في اتجاه وهرانالجزائر. وأضافت أن المرحلة الأولى من بناء هذا الخط ستكون بين طنجة ودار البيضاء وذلك خلال السنة 2008 على أن يبدأ التشغيل في 2013 أو 2015. وقال مصدر مغربي ان المسؤولين المغاربة سيبحثون مع نظرائهم الفرنسيين في مشروع لانتاج طاقة نووية مدنية في المغرب. أما بالنسبة الى القضايا الدولية، فمعروف ان فرنسا أيدت خطة المغرب لمنح الصحراء الغربية حكماً ذاتياً موسعاً، وقالت ان الخطة"أساس جيد"للمفاوضات لحل هذا النزاع. وأوضح السفير المغربي في باريس أن بلده عازم على التفاوض في إطار مشروع حكم ذاتي للصحراء في إطار السيادة المغربية،"لكن لا يمكن للمغرب أن يتخلى عن سيادته على أراضيه". وقال السجلماسين رداً على سؤال عما إذا كان المغرب يتوقع أن تقوم فرنسا بدور الوسيط حول الصحراء المغربية بين الجزائر والمغرب، فأجاب:"نحن نرحب بكل ما يساعد على التوصل الى حل وسلام".