أعلن قصر الرئاسة الفرنسية امس في بيان قصير"انفصال الرئيس نيكولا ساركوزي عن زوجته سيسيليا باتفاق متبادل". وجاء البيان ليضع حداً لتكهنات في هذا الشأن تتداولها وسائل الاعلام الفرنسية والعالمية منذ اسابيع، وغياب سيسيليا من كل الاحتفالات الرسمية التي كانت تقتضي حضورها الى جانب الرئيس، منذ احتفال الاليزيه بالعيد الوطني في 14 تموز يوليو الماضي. واوضحت الرئاسة في بيان لاحق ان هذا الانفصال يعني الطلاق، بعد لغط في شأن المعنى القانوني للانفصال. عاشت سيسيليا ساركوزي 49 عاماً، الى جانب نيكولا ساركوزي لمدة 20 عاماً. وهو زوجها الثاني الذي وقع في حبها، منذ ان أجرى مراسم زواجها، بصفته رئيس بلدية نويي سور سين، من مقدم البرامج جاك مارتان. وهي الزوجة الثانية لساركوزي، وله ولدان من زواجه السابق. وكانت سيسيليا غادرت البيت الزوجي العام 2005 عندما سافرت الى نيويورك. ونشرت، حينها، مجلة"باري ماتش"صورها مع صديقها الجديد ريشار أتياس الذي يعمل في مجال الإعلان. واعترف ساركوزي ان حياته العائلية تواجه مصاعب. وانتهت هذه المصاعب بعودة سيسيليا العام 2006، قبيل انطلاق الحملة الانتخابية الرئاسية. ومن المعروف ان لها تأثيراً كبيراً في قرارات زوجها، خصوصاً في اختيار معاونيه. ومن المعروف ايضاً انها لم تقترع في الدورة الثانية من الانتخابات، بعدما شاركت في الدورة الأولى، مع ابنتيها، وليس مع زوجها المرشح. وليلة الاقتراع في الدورة الثانية، دعت الأصدقاء القريبين إلى احد المطاعم في جادة الشانزليزيه، حضر الجميع وغابت هي. ثم عادت وظهرت بعد رجاء وضغوط من الأصدقاء لتشارك مع زوجها الفائز بالرئاسة في مهرجان بعيد إعلان النتائج، ثم سافرا معا إلى مالطا للراحة بعد النصر. وبحسب الروايات أن سيسيليا ستعود الى ساركوزي، لكنها ستفترق عنه بعد أن يتم انتخابه، وأنها ستساعده على النصر ثم تعود وتغادر إلى حياتها العادية كما تريدها. وهي ابلغت"الحياة"، في مقابلة سابقة، أن القصور والمظاهر لا تهمها. وقالت:"انني لا اتعلق بمظاهر القصور والمناصب". عادت سيسيليا إلى القصر الرئاسي بعد انتخاب زوجها رئيساً. واتخذت لها فيه مكتباً ومستشارة إعلامية ومستشاراً ديبلوماسياً. وبدأت تفكر في امكان الانتقال للسكن في الاليزيه مع عائلتها. لكن، لوحظ خلال عطلة الصيف الماضي في الولاياتالمتحدة، أنها امتنعت عن حضور مأدبة غداء خاصة أقامها الرئيس جورج بوش على شرف ساركوزي بحجة أنها مصابة بالتهاب في الحلق. ثم ظهرت في اليوم التالي تتسوّق مع صديقاتها، فكان واضحاً أنها قررت الانفصال عن زوجها. فسيسيليا كانت دائماً تردد أنها لن تؤثر سلباً على حياة نيكولا السياسية. فكانت تريد ايصاله الى الرئاسة ثم المغادرة، ولكن الضغوط ازدادت عليها لتحاول أن تبقى. وحاولت ولم تتمكن. ليشهد القصر الرئاسي، للمرة الاولى في تاريخ فرنسا الجمهورية، طلاقاً.