يأتي مؤتمر"النساء ينجبن"Women Deliver، الذي يعقد في لندن، اليوم وحتى 20 الجاري، تحت شعار"الاستثمار في النساء مجدٍ"، في مناسبة مرور عشرين سنة على مبادرة"الأمومة الآمنة"العالمية 1987. وفي"مركز إكسل"، يجتمع نحو 3 آلاف مشترك لتقويم الأوضاع الصحية للأمهات والرضّع في العالم قياساً على التطورات الاجتماعية والاقتصادية في كل بلد. ومن معايير التقدّم التي تثبت أن الاستثمار في النساء مجدٍ فعلاً، تحسّن الأوضاع التربوية للفتيات، تأخير سن الزواج والحمل، استخدام وسائط منع الحمل، تحسّن أوضاع التغذية الأسرية، والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والقانونية للنساء. ويربط المجتمعون ربطاً وثيقاً بين صحة النساء والأمهات والرضّع، وصحّة الأوطان، على المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. موت زهرة المعلن لعلّ قصّة زهرة، وهي أم لخمسة أطفال من دارفور، تلخّص معاناة الأمهات في بقاع كثيرة من العالم يسود فيها الفقر والبؤس. لم يكفِ تلك الأم اقتلاعها مع أسرتها من قريتها، ومعاناة قسوة الحياة في مخيّم زمزم للاجئين بدارفور، حتى قضى عليها الفقر والتقاليد. اضطرّت زهرة الى الفرار مع أولادها الخمسة، وهي حامل بولدها السادس، بينما هرب زوجها إلى جهة أخرى. وظلوا يسيرون يومين حتى بلغوا مخيّم اللاجئين. وهناك عانوا سوء التغذية، وأخذت صحتها تتدهور. فأصرّت أمينة، ابنة حميها، على أخذها إلى المركز الطبي في المخيّم. نالت زهرة المتعبة العناية اللازمة وخضعت لمراقبة دورية، لأنها كانت تعاني فقر الدم أنيميا. وعندما أتاها المخاض، كان من المفترض أن تذهب إلى مستشفى لتنال العلاج اللازم. ولكنها، كبقية النساء هناك، فضّلت التوليد بالطريقة التقليدية، على يد قابلة. ذات مساء، أتاها المخاض ولا وسائل متوافرة لنقلها إلى المستشفى. أنجبت زهرة ولداً جميلاً، ولكنها لم تلبث أن فارقت الحياة وهي في طريقها إلى المستشفى في عربة تجرّها دابة، إثر صدمة مفاجئة بسبب نزيف حاد أصابها. ماتت زهرة وبقي أولادها الستة في عهدة أمينة التي لديها تسعة أبناء، ولا من معيل. معدّل الوفيات"النفاسية"يتدنّى؟ يشير تقرير صدر حديثاً عن"منظمة الصحة العالمية"و"يونيسيف"و"صندوق الأممالمتحدة للسكان"و"البنك الدولي"، إلى أن معدل الوفيات النفاسية في العالم - أي عدد الوفيات التي تحصل خلال 40 يوماً على عملية الولادة، مقابل كل 100 ألف ولادة حية - آخذ في التدنّي ببطء شديد بحيث يتعذر تحقيق الهدف الخامس من"الأهداف الإنمائية للألفية"، الذي يرمي إلى تحسين الصحة النفاسية والحيلولة دون وفاة المرأة أثناء الحمل والولادة. وكان يُتوقّع حفض سنوي بنسبة 5.5 في المئة في معدلات الوفيات النفاسية، خلال الفترة ما بين 1990 و2105، لتحقيق الهدف الخامس من"الأهداف الإنمائية للألفية". ويتضح من أرقام التقرير حدوث خفض سنوي يقل عن 1 في المئة عام 2005، بحيث لقيت 536000 امرأة حتفهن لأسباب نفاسية، وذلك بالمقارنة مع 576000 امرأة في 1990. وقد حدثت 99 في المئة من هذه الوفيات في البلدان النامية. ويتبين من مؤشرات الوفيات النفاسية أن أكبر فجوة بين البلدان الغنية والبلدان الفقيرة هي الفجوة المتعلقة بالوفيات النفاسية، من بين المقاييس الصحية الأخرى. وقد بلغ معدل الوفيات النفاسية عام 2005 أعلى درجاته في المناطق النامية، ليصل الى 450 حالة وفاة نفاسية مقابل كل 100 ألف ولادة حية، وذلك في تناقض صارخ مع المعدل في الدول المتقدمة، وهو 9 حالات وفاة كل 100 ألف. والبلدان التي سُجلت فيها أعلى معدّلات للوفيات النفاسية، لم تحرز أي تقدم يُذكر على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية. ويتضح من التقديرات الجديدة للوفيات النفاسية أن على رغم تحقيق مكاسب في البلدان المتوسطة الدخل، فإن الخفض السنوي خلال الفترة ما بين عام 1990 وعام 2005 في مناطق أفريقية تقع جنوب الصحراء، لم يتجاوز 0.1 في المئة. ولم تبلغ أي منطقة النسبة الضرورية للتدني السنوي البالغة 5.5 في المئة أثناء الفترة نفسها. وحتى تتحسّن الأوضاع، يبلغ عدد النساء اللواتي يمتن أثناء الحمل والولادة نحو نصف مليون سنوياً. ... كل دقيقة تموت امرأة حامل أو أثناء الولادة. النص ينشر بالتعاون مع صندوق الأممالمتحدة للسكان. www.UNFPA.org