أعرب الرئيس العراقي جلال طالباني في باريس بأن تمتنع تركيا عن التدخل عسكرياً في شمال العراق لمهاجمة قواعد تابعة ل"حزب العمال الكردستاني". ولفت بعد لقاء عقده مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي في قصر الاليزيه الى أنه ليس هناك أي توتر على صعيد العلاقات التركية - العراقية، موضحاً ان هذا التوتر"محصور على الحدود بين الجيش التركي وقوات حزب العمال". وقال طالباني، الذي التقى ساركوزي للمرة الأولى منذ تولي الأخير لمنصبه بحضور وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير:"نأمل ان تكون حكمة صديقنا رئيس الوزراء التركي رجب طيب كافية لمنع حصول تدخل عسكري". وتابع"نحن كحكومة عراقية مستعدون للتعاون مع السلطات التركية من اجل التوصل الى اتفاق، واننا بصدد تفعيل اللجنة الثلاثية المؤلفة من تركياوالعراق والولايات المتحدة لتسوية هذه المشكلة". وأكد طالباني، الذي توجه لاحقاً الى مقر وزارة الخارجية الفرنسية حيث أقام كوشنير مأدبة غداء على شرفه، رفض العراق لنشاطات"حزب العمال"قائلاً:"نعتبر نشاطات حزب العمال الكردستاني معادية اولاً للشعب التركي ومن ثم للمصالح التركية وتطور تركيا الحديث في اتجاه الديموقراطية، وندعو حزب العمال الكردستاني الى وقف المعارك والنشاطات العسكرية المزعومة لأن الحكومة المحلية الكردية والشعب الكردي لن يقبلا بها". واضاف"طلبنا من حزب العمال ان يوقف القتال وان ينهي نشاطه العسكري". وقال طالباني ان فرنسا ستشارك بصفة مراقب في الاجتماع الذي سيعقد للبحث في هذه القضية في اسطنبول في 2 و3 تشرين الثاني نوفمبر المقبل، مشيراً الى أن لها دوراً كبيراً في توضيح مواقف الطرفين. وأضاف أنه"ليس هناك توتر بين الحكومتين العراقية والتركية، بل أن علاقاتهما جيدة. ومنذ فترة وجيزة زار وزير الداخلية العراقيتركيا حيث تم توقيع اتفاق للتعاون الأمني بين البلدين، وأن التوتر محصور على الحدود بين الجيش التركي ومقاتلي حزب العمال". وبالنسبة لمحادثاته مع ساكوزي، قال طالباني انه أوجز له الوضع في العراق على الصعد السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية، وحصل على تأكيدات بتعزيز الصداقة الفرنسية - العراقية في كل المجالات. وأضاف ان"الدور الفرنسي المنشود والمعروف هو مساعدة الشعب العراقي على تحقيق المصالحة الوطنية وإعادة بناء العراق وإقناع الدول المجاورة بعدم التدخل في شؤونه الداخلية". وتابع ان ساركوزي وعد بتقديم دعم سياسي للعراق ودعم المصالحة والمساعدة على تدريب قوات الأمن العراقية وتشجيع الشركات الفرنسية على العمل في العراق وأيضاً تقديم مساعدة صحية". ورداً على سؤال حول الاتفاقات النفطية الموقعة بين حكومة كردستان وشركات أجنبية، أجاب طالباني ان هذه الاتفاقات، وبموجب الدستور العراقي، لا تصبح نافذة الا بعد الموافقة والتوقيع عليها من جانب الحكومة العراقية، إذ أن النفط والغاز ملكية وطنية وعائداتهما جزء من الموازنة الوطنية وينبغي أن توزع على الشعب العراقي كافة. ونقل الناطق باسم الرئاسة الفرنسية دافيد مارتينون عن ساركوزي قوله ان فرنسا تريد عراقاً قوياً وموحداً وديموقراطياً ومتصالحاً مع نفسه. وأضاف ان فرنسا ستساعد العراق على مستويات عدة منها فتح المركز القنصلي في اربيل، وتشجيع الشركات الفرنسية على العمل في العراق، خصوصاً في المناطق التي تقل خطورة عن سواها، ككردستان، ومواصلة المساعدة على تأهيل القوات العراقية، وتقديم مساعدات صحية انطلاقاً من اربيل.