سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
البرلمان التركي يصوت اليوم على السماح بإرسال قوات إلى شمال العراق . أردوغان يحذر "داعمي الإرهاب" من نفاد صبر أنقرة والمالكي مستعد لتقديم ضمانات مقابل حل سياسي
يتوقع أن يصوت البرلمان التركي اليوم على قرار يمنح الحكومة اذناً بارسال الجيش الى شمال العراق لملاحقة عناصر"حزب العمال الكردستاني". وفيما شدد رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان على ان"صبر تركيا نفد حيال الإرهابيين والذين يدعمونهم ويحمونهم"، أعلن نظيره العراقي نوري المالكي أن بغداد"مستعدة لاجراء حوار عاجل مع كبار المسؤولين الأتراك لحل الاشكالات العالقة واعطاء الضمانات التي تنظم العلاقة بين الدولتين الجارتين وعدم الانجرار وراء المقاصد الشريرة"ل"الكردستاني". لكنه لم يوضح ماهية هذه الضمانات. ودعا اردوغان بغداد وأكراد العراق الى"التعاون"، والتحرك ضد"الكردستاني"لتجنب تداعيات تدخل عسكري، وتمنى نجاح المساعي الديبلوماسية في حل الأزمة الحالية، مشيراً الى ان الحصول على موافقة البرلمان على شن هجوم في شمال العراق لا يعني بالضرورة أن هناك توغلاً عسكرياً وشيكاً. وطالب"القيادة العراقية وقيادة منطقة الحكم الذاتي في شمال العراق ببناء سياج بينهما والمنظمة الارهابية". وحذر"العاجزين عن النأي بأنفسهم عن الإرهاب"من أنهم"لن يكونوا في منأى عن الآثار السلبية لعمليات مكافحة الارهاب". وأكد أن"أي تحرك عسكري تركي في شمال العراق سيستهدف عناصر حزب العمال الكردستاني"، موضحاً أن"انقرة لا تسعى لزعزعة الاستقرار أو الأمن في شمال العراق، لكنها مضطرة للدفاع عن نفسها". في غضون ذلك، بدأت ترتفع الأصوات المعارضة للحل العسكري في تركيا بين النواب الأكراد وبعض نواب"حزب العدالة والتنمية"الحاكم ذوي الأصول الكردية. ويتوقع مراقبون ان يصوت 60 نائباً من"حزب العدالة والتنمية"ضد قرار ارسال الجيش الى العراق في حال كان التصويت سراً، لكن في حال كان التصويت علناً فسيكون عدد المعارضين أقل. وفي كلتا الحالتين سيحدث هذا الاقتراع شرخاً داخل صفوف"العدالة"، علماً بأن الحكومة تتوقع مصادقة البرلمان على مشروعها بسهولة نتيجة دعم نواب المعارضة القومية والعلمانية فضلاً عن مؤيديها. وكان نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي التقى فور وصوله الى انقرة أمس الرئيس عبدالله غُل ورئيس الوزراء طيب رجب أردوغان وسألهما"اعطاء الديبلوماسية والتحرك العراقي السياسي على الأرض فرصة للوصول الى حل سلمي للأزمة وعدم التسرع باللجوء الى الحل العسكري". وأعرب الهاشمي عن تفهمه"للقلق والانزعاج التركيين من هجمات حزب العمال الكردستاني وانتشاره على أرض العراق". وأكد أن حكومته تعتبره"حزباً ارهابياً ولا يمكن ان توافق على استخدامه أراضيها للهجوم على تركيا". وكان المالكي، الذي رأس أمس اجتماعاً ل"خلية أزمة"، أعلن في ختامه"ارسال وفد سياسي أمني عالي المستوى الى تركيا لمعالجة التطورات الأخيرة على الحدود المشتركة بين البلدين"، شدد على أهمية تفعيل عمل اللجنة الثلاثية العراقية - الأميركية - التركية، ومباشرة العمل بالاتفاقات الأمنية الموقعة بين البلدين. وقال إن حكومته"تجدد التزامها منع النشاطات الإرهابية التي يقوم بها حزب العمال الكردستاني من منطلق حرصها على أمن واستقرار المنطقة ودول الجوار". كما أكد حرصه على"اقامة أفضل العلاقات بين الدولتين الجارتين على أساس حسن الجوار والمصالح المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية". وكان أكد في بيان سابق ان حكومته"تسعى بكل الوسائل لحل الأزمة"، وأنه"لن يقبل بالحلول العسكرية". وأضاف ان حكومته على"ثقة من أن أصدقاءنا في الحكومة التركية على درجة عالية من الالتزام ... وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وعدم السماح باستخدام أراضي كل دولة للاضرار بجارتها".