ككل سنة في شهر تشرين الأول أكتوبر تحضّر كاتدرائية سان لويس العريقة الواقعة على هضبة قرطاج المطلّة على البحر المتوسط، نفسها لاستقبال تظاهرة"الأكتوبر الموسيقي لقرطاج". وليل أول من أمس انطلقت الدورة ال 13 للتظاهرة التي تستمر حتى 31 من الشهر الجاري، بعرض"Mireille"لمجموعة البالية الأوروبية التي قدمت 5 لوحات راقصة مستوحاة من رائعة فريديريك ميسترال الحائز على جائزة نوبل عام 1904، والتي تصوّر قصة الحب المأسوية التي عاشها"فانسون وميراي"، وسبق أن قدمها شارل ونو سنة 1863 بعنوان"ميرايو". جمالية العرض تمثّلت بجمعه بين فتنة الموسيقى وبراعة أداء الراقصين في تناغم محترف. ولعلّ للفضاء إضافاته أيضاً حيث كان لهذا المكان الدافئ المفعم بزخارف وأيقونات ومنمنمات كثيرة ومتنوعة، تأثيره على روح العرض ما جعل الجمهور يعيش حلماً وارفاً ويقلّب أوراق كتاب"ميراي"مرة أخرى في تصور جديد في قرن جديد وفي اقتباس ل ر. لاي وكوريغرافيا ل ج.س. جيل. السهرات تتواصل حتى نهاية الشهر الجاري وتتضمن عدداً من العروض الموسيقية حيث كان الموعد أمس مع عرض الثنائي التركي"تركي وكوراد"، بينما سيكون اليوم مع فرقة"Singing Gژnژrations"من النمسا، أما عرض الغد فيُحييه ثلاثي سيرايلس من تشيخيا. وسيكون الجمهور التونسي على موعد مع فرق موسيقية من مختلف الجنسيات منها رباعي كريمون من إيطاليا، وفرقة"تومواكي يوشيدا"من اليابان، مجموعة"لومباقا كيمبوديان"من أندونيسيا، ومجموعة فرحات بوعلاّقي من تونس، وهو العرض التونسي الوحيد في التظاهرة. ومن السهرات المميّزة خلال التظاهرة سهرة الثلثاء 23 تشرين الأول مع أهم عازفي البيانو السويسري كريديك بيشيا الحاصل على عدد كبير من الجوائز الدولية. وسيكرّم المهرجان الفنان الأوبرالي العالمي لوشيانو بافاروتي في حفلة يحييها إيزيو مونتي على البيانو وإيلينا ريام سوبرانو وجيوردانو ماتسارو تينور، الخميس المقبل. أما سهرة الاختتام فستكون مع كايث ب براون من الولاياتالمتحدة الأميركية وهو عرض للكونتري بلوز. وفي حديثه الى"الحياة" أكد مصطفى العقبي مدير مؤسس تظاهرة"الاكتوبر الموسيقي لقرطاج"أن جوّ الأكروبوليوم في قرطاج الذي كان أصلاً كاتدرائية"سان لويس"الشهيرة، فرض أو أوحى بنوعية العروض الفنية الممكن إقامتها فيه، وذلك بعد تدخل الدولة لحماية المعلم من الإهمال وإيلائه مكانة ثقافية وفكرية وفنيّة مرموقة. وحول الفرق الموسيقية المشاركة في التظاهرة، يقول العقبي أنها منتقاة بحرفية عالية في نية تقريب هذه الأنماط الموسيقية التي هي كلاسيكية بالأساس إلى أكبر شريحة ممكنة من الجماهير.