احتفلت مدن محافظة الأنبار بعيد الفطر المبارك، ومارس الناس شعائرهم بابتهاج لم يشهدوا له مثيلاً منذ أربع سنوات بعد تحسن الأوضاع الأمنية المتدهورة سابقاً نتيجة الحملة الناجحة لعشائر المحافظة ضد تنظيم"القاعدة في بلاد الرافدين". ومنذ أول ساعات صباح يومي الجمعة والسبت، كانت أجهزة الشرطة مستنفرة في غالبية مدن الانبار حيث وقفت عناصر الأمن على المسالك والطرق المؤدية إلى المساجد لحراستها، ومنعت حركة السيارات قربها خلال صلاتي العيد والجمعة. كما لم تشهد معظم مدن المحافظة وقوع حوادث أمنية، باستثناء الكرمة التي أفادت الشرطة فيها"أنها اعتقلت ثلاثة أشخاص يرتدون أحزمة ناسفة كانوا يريدون تفجير أنفسهم بالمصلين خلال صلاة العيد". وقال مصدر في الشرطة إن"التحقيقات مع المسلحين أدت إلى اعتقال سبعة أشخاص آخرين من مدبري العملية". كما ساعدت شرطة الفلوجة على إضفاء أجواء من الفرح على ليلة العيد عندما أقدمت على اطلاق 75 معتقلاً ممن لم تُثبت إدانتهم. وقال ضرغام العيساوي شقيق أحد المعتقلين المفرج عنهم إن سعادتهم بالعيد كانت ستكون ناقصة لولا الافراج عن شقيقه عامر. وقال الشيخ الدكتور ثامر الجميلي مقرر قسم الشريعة في كلية القانون في الفلوجة"إن هذا العيد يختلف جذرياً عن أعياد السنوات الأربع الأخيرة، إذ سلبتنا قوات الاحتلال والجماعات المسلحة المتشددة الفرح خلال الأعوام الماضية لما أشاعته من أجواء الرعب والهلع عبر عمليات القتل اليومية واستباحة دماء الأبرياء التي لم يسلم منا حتى علماء الدين الذين استهدفهم مسلحو القاعدة على نطاق واسع ولأسباب تافهة حتى بات أحدهم يخشى اعتلاء المنبر خشية أن يؤخذ بكلمة حق يقولها". وأشار الى"المتغيرات التي شهدتها السنة الماضية، والتي كان أبرزها نهوض عشائر الأنبار في وجه القاعدة، ما أسفر عن طردها من معظم مدن المحافظة، ثم تأسيس قوات شرطة محلية مدعومة من العشائر". ورأى أن"المفرح في الأمر أن ذلك تحقق بجهد عراقي بحت ومن دون الاستعانة بجيش الاحتلال، حتى أن مبررات وجود الأخير في المحافظة أخذت تتلاشى، واضطرت القوات الأميركية إلى سحب جزء من قواتها". أما الأستاذ في العلوم السياسية نافع بحر فرأى أن"هذا العيد يمر علينا في ظروف أفضل من الأعياد السابقة نتيجة تحسن الوضع الأمني الذي أسهمت فيه العشائر بفاعلية بعدما استفزها المسلحون الفوضويون في شكل لم يعد في الإمكان السكوت عنه". وقال المسؤول في شرطة الصقلاوية يوسف داود إن"الشرطي لم يكن يستطيع كشف اسمه في العيد الماضي أو حتى وجهه أو الوقوف في الشارع. كان رجال الشرطة يرتدون الأقنعة خشية الكشف عن هوياتهم. ومع ذلك، كانت القاعدة تحصل على معلومات عنهم، وتقتلهم في منازلهم. أما الآن، فإن الشرطة أخذت زمام المبادرة وانعكست الصورة، فبات الشرطي يعلن عن نفسه، فيما يُطارد أفراد القاعدة".