تحتفل دول العالم في الأول من تشرين الأول أكتوبر من كل عام باليوم العالمي لكبار السن. ويأتي احتفال هذا العام في وقت توقع تقرير لمنظمة الأممالمتحدة للطفولة "يونيسف" ان يزداد عدد المسنين حول العالم من 600 مليون نسمة الى حوالي بليوني نسمة بحلول عام 2050 وسيكون هناك مسن بين كل خمسة اشخاص، وبحلول عام 2150 من المتوقع ان تصل أعمار ثلث سكان العالم الى ستين عاماً أو اكثر. وللمرة الأولى يتجاوز عدد المسنين عدد الأطفال في العالم، وهذا يعني ان النظرة للأطفال على أنهم يمثلون المستقبل في طريقها للتغير بحيث يصبح المستقبل مرتبطاً بكبار السن، وهو اتجاه وصفه صندوق الأممالمتحدة للسكان بأنه يعد ابرز تحول في التركيبة السكانية في التاريخ. وكان تحسين الرعاية الصحية خلال العشرين سنة الماضية أدى الى ارتفاع متوسط العمر الى 66 سنة، كما ان وسائل التكنولوجيا الحديثة زادت من قدرة المسنين على التعامل مع ظروف الحياة، وأدى هذا التحول السريع في التركيبة السكانية الى إرغام كثير من دول العالم على التفكير بسرعة وبعمق في ما سيترتب على هذا - حيث سيكون هناك بليونا متقدم في السن سيحتاجون الى رعاية صحية متقدمة ودعم مادي. وتوضح إحصائيات منظمة الصحة العالمية أن هناك 226 مليون شخص ممن تجاوزت اعمارهم الستين سنة في أوروبا وأميركا ودول جنوب شرقي آسيا، و171 مليون شخص في الدول النامية في آسيا وأفريقيا وأميركا الجنوبية. وتشير الاحصاءات الدولية الى اختلال واضح في الهرم السكاني في الدول الغربية المتقدمة نتيجة للزيادة الكبيرة في أعداد المسنين حيث بلغت نسبتهم أكثر من 20 في المئة من عدد السكان في هذه الدول حيث بلغ المتوسط العام للأعمار في الولاياتالمتحدة 77.6 سنة مقابل 51.4 سنة في أفريقيا، كما بلغ 74.1 سنة في أوروبا، و67.9 سنة في آسيا و70.4 سنة في أميركا الجنوبية. ويبلغ عدد المسنين فوق 80 سنة في الصين 11 مليون شخص أي ما نسبته 16 في المئة من عدد المعمرين في العالم، وهناك 25 في المئة من المسنين في العالم في دول اوروبا وأميركا الشمالية، وحوالي 5 في المئة من سكان القارة الأفريقية مسنون. وأصبحت اليابان من الدول الذي يرتفع فيها عمر المسنين ويصل عمر المرأة اليابانية إلى 85 سنة و78 سنة بالنسبة للرجل وثلاثة أرباع من تعدوا المئة سنة من النساء، وهذا المؤشر يقلق السلطات اليابانية. وتشير آخر الإحصاءات اليابانية في هذا الصدد إلى أن هناك 20 شخصاً تعدوا المئة سنة من بين كل 100 ألف مواطن ياباني ومع مطلع عام 2015 سيتعدى مواطن ياباني من كل من المسنين الأربعة، الستين سنة أي يصل عدد المسنين إلى 25 ألف شخص يتعدون المئة سنة. ويرجع العلماء السبب وراء طول العمر في اليابان إلى الحالة الصحية للمواطنين وتناولهم كل ما هو غني بفيتامين"سي". وفي فرنسا يتوقع العلماء أن يزداد عدد المسنين - أي الذين تعدوا الستين من عمرهم - إلى 60 في المئة خلال الخمس وعشرين عاماً المقبلة ما يغير من وجه فرنسا عام 2030، كما سيزداد عدد الذين تعدوا الثمانين من عمرهم حتى 2030 بحوالي 75 في المئة. هذا ما أكدته الدراسة التي أجراها أخيراً اثنان من علماء الإحصاء البشري هما أوليفيه ليون وباسكال جود وفروي بعنوان"الشيخوخة وتغيير الخريطة الديموغرافية المحتومة في عام 2030". وتبلغ نسبة المسنين في مصر 6 في المئة من مجموع السكان ومن المتوقع أن تصل هذه النسبة إلى 21 في المئة عام 2050. ولفت التقرير إلى ارتفاع نسبة كبار السن في الدول العربية بمعدلات كبيرة نتيجة التوعية والتقدم في أساليب العلاج. وتصدرت الكويت البلاد العربية في ارتفاع متوسط الأعمار حيث بلغت 76.7 سنة مقابل 49 سنة في إريتريا وفي البحرين 73.8 سنة، وفي السعودية 72.9 سنة وفي الإمارات العربية 75.8 سنة وفي مصر 66.6 سنة ما يدل على أن متوسط الأعمار يرتفع في البلاد العربية التي تتمتع بدخول مرتفعة وتتوافر فيها خدمات صحية واجتماعية متقدمة. وينبه خبراء السكان إلى أن شيخوخة سكان العالم تدعو للقلق في شتى بلدان العالم النامية والمتقدمة، وأن البلدان النامية بالذات ستواجه أشد التحديات من حيث الموارد إذ عليها أن تتعامل مع التنمية ومع شيخوخة السكان في وقت واحد.