يفتك مرض الزهايمر حالياً ب36 مليون مسنّ في العالم، وتزداد خطورة الإصابة به في الدول العربية، بسبب انتشار أمراض القلب والسمنة، التي قد تقود إليه في مراحل متقدمة من العمر، نتيجة للتدخين وعدم ممارسة الرياضة وفقدان التوازن الغذائي الصحي. ويعد مرض الزهايمر المسبب الرئيسي الرابع للوفاة في الدول المتقدمة، وتتوقع الإحصائيات العالمية عدد المصابين به ب66 مليون مسن عام 2030م، و115 مليون مسن عام 2050م، يواكب ذلك ارتفاع هائل في مصاريف علاجهم قدرت بأكثر من 600 مليار دولار، بينما حذرت منظمة الصحة العالمية الدول العربية التي يبلغ عدد سكانها 355 مليون نسمة، من تفشي هذا المرض لديها، داعية إلى اتخاذ إجراءات طبية احتياطية للحيلولة دون الإصابة به. والزهايمر هو عبارة عن مرض نفسي عميق الغور يحدث للأشخاص المسنين، خاصة النساء، عندما تتراكم لديهم بروتينات أميلويد في مسالك أعصاب الدماغ لتشوهها تدريجياً فتؤدي إلى تدمير الملايين منها حتى يتقلص حجم المخ، وينتج عن ذلك فقدان الذاكرة، وصعوبة استخدام المنطق العقلي واللغة في الحوار والارتباك وعدم القدرة على القيام بمهام أمور الحياة اليومية، وما يتخلل ذلك من أنماط اجتماعية تتعلق بالأسرة والمجتمع، ويطلق على ذلك «الخرف». وذكرت الأممالمتحدة أن من تجاوزوا سن الستين في العالم يشكلون واحدا من كل عشرة أشخاص، مشيرة إلى أن عدد كبار السن سيرتفع من 600 مليون نسمة حالياً إلى ملياري نسمة بحلول عام 2050م، وسيكون بهذا العام واحد من كبار السن بين كل خمسة أشخاص، ليصبح عدد من تجاوز سن الستين سنة ثلث سكان العالم، معظمهم في البلدان النامية، بسبب التراجع المستمر في معدلات الخصوبة وزيادة متوسط العمر المأمول. وفي المملكة أفادت مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات أن نسبة المسنين السعوديين (60 فأكثر) هي 5.4 %، وأوضحت في تقريرها الديموجرافي أن نسبة السعوديين في الفئة العمرية من 15 إلى 64 سنة يشكلون 64.7 % من السكان، وأن ما نسبته 09ر70% من أسباب وفاة السعوديين كانت بسبب الأمراض. من جهتها أعدت «الجمعية السعودية الخيرية لمرض الزهايمر بالرياض» التي يرأس مجلس إدارتها صاحب السمو الأمير سعود بن خالد بن عبدالله بن عبدالرحمن، خططاً استراتيجية منذ إنشائها قبل عامين، لمواجهة هذا المرض بالتعاون مع وزارتي الصحة والشؤون الاجتماعية والجهات الأكاديمية والعلمية ذات الاختصاص، من خلال التركيز على الجوانب التوعوية، والصحية، والاجتماعية لجميع فئات المجتمع السعودي، وتخفيف وطأة الخوف منه.