بدأ الاتحاد الأفريقي أمس أعمال قمته الثامنة في أديس أبابا باختيار غانا لتولي رئاسة الاتحاد بدل السودان الذي وافق على القرار تلافياً لانقسام الدول الافريقية. وفي وقت هيمنت قضية دارفور على الاجتماعات بين نحو 20 من زعماء القارة السمراء، عرضت ايطاليا تنظيم مؤتمر سلام حول الصومال. وقال مستشار للرئيس عمر البشير ل"الحياة"ان سبعة من"حكماء افريقيا"عقدوا لقاء مع الرئيس السوداني قبيل الجلسة المغلقة للقمة وطلبوا منه سحب ترشيح بلاده للرئاسة لمنع وقوع انقسام بين الدول الافريقية، ووعدوه بمنحه الرئاسة في الدورة المقبلة، وتعهدوا السعى معه إلى تسوية أزمة دارفور التي كانت سبباً في فقد بلاده الرئاسة دورتين، لافتاً إلى أن البشير وافق على ذلك بعد تثبيت حق بلاده في الرئاسة. وسيتولى رئيس غانا جون اجيكوم كوفور رئاسة الاتحاد لمدة سنة، على أن تعود الرئاسة في العام المقبل الى شرق افريقيا. وقال وزير الخارجية السوداني الدكتور لام اكول لوكالة"فرانس برس":"لقد كان الخيار جيداً. السودان قبل طوعاً التنازل عن الرئاسة لمصلحة غانا البلد العظيم". وأضاف:"اخترنا غانا للحفاظ على وحدة القارة". وأكدت حبيبة مجري مديرة الاتصالات في الاتحاد الافريقي:"تنحى السودان لمصلحة غانا. وانتخبت غانا لمدة سنة". وأوضحت"ان رؤساء الدول والحكومات ذكروا بأن الرئاسة الدورية ستعود العام المقبل الى شرق افريقيا"كما كان يفترض ان تكون عليه الحال لعام 2007 بحسب مبدأ التداول الاقليمي. وصرّح وزير خارجية رواندا تشارلز موريجاندي بأن القرار لا يعني بالضرورة ان تذهب الرئاسة للسودان المرة المقبلة. في غضون ذلك، تعرضت الحكومة السودانية لانتقادات حادة من رئيس المفوضية الأفريقية ألفا عمر كوناري الذي دعا الى"وقف المجازر وعمليات القصف"التي يشنها الجيش السوداني في دارفور والسعي بدل ذلك إلى تحقيق السلام في الإقليم. كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في كلمته إلى وقف ما أسماه العنف وسياسة"الأرض المحروقة"التي تنتهجها مختلف الأطراف في دارفور. وحض القادة الأفارقة على إيجاد حل"للمعضلة التي صنعها رفض السودان نشر قوات من الأممالمتحدة في الإقليم". وأضاف متوجهاً إلى الدول الافريقية:"علينا العمل معاً لوضع حد للعنف وسياسات الأرض المحروقة التي تعتمدها أطراف عدة بينها الميليشيات، وكذلك لعمليات القصف". وقال أيضاً"ان عدد ضحايا هذه الأزمة غير مقبول ... علينا التصدي للبعد الإقليمي للأزمة". وقال مون:"يجب أن نعمل معاً لإيقاف العنف وسياسة الأرض المحروقة المتبعة من قبل أطراف متعددة، بما فيها الميليشيا، وكذلك وقف تفجير القنابل التي لا تزال تشكل صفة مروعة للحياة في دارفور". وقال عن الأزمة"إنها تحول دون تمتع السودان ككل بإمكاناته في التقدم كبلد سلمي، ومزدهر وديموقراطي، الشيء الذي يؤدي بدوره إلى عرقلة مستقبل المنطقة". كما دعا متمردي دارفور الذين لم يوقعوا اتفاق أبوجا للسلام إلى الانضمام إليه، مشيراً إلى ضرورة بناء إجماع على نشر قوات أفريقية أممية مشتركة في الإقليم. وأجرى كي مون محادثات منفصلة مع البشير وكوناري ركزت على أزمة دارفور وتنفيذ حزم الدعم الأممي للقوة الافريقية المنتشرة في دارفور وذلك في حضور المبعوث الدولي إلى دارفور يان الياسون والوسيط الافريقي في أزمة الإقليم سالم أحمد سالم. وطلب مون من البشير الموافقة فوراً على نشر قوة مختلطة من المنظمة الدولية والاتحاد الأفريقي في دارفور من أجل وضع حد ل"المأساة الإنسانية"التي يعيشها الإقليم، محذراً من أن المجتمع الدولى لن يصمت طويلا ازاء ما يجرى هناك. وقال ان الاممالمتحدة ستسعى مع الاتحاد الافريقى لضم المتمردين الى العملية السلمية عبر محادثات بين الخرطوم والفصائل المتمردة قريبا. في غضون ذلك أ ف ب قال رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي في قمة الاتحاد الافريقي ان ايطاليا القوة المستعمرة السابقة للصومال، مستعدة لاستضافة مؤتمر للسلام في هذا البلد. وقال برودي في خطاب امام قمة الاتحاد إن"ايطاليا تتابع بقلق تطور الوضع في الصومال. نؤكد التزامنا تنظيم مؤتمر حول السلام في الصومال ما أن تسمح الظروف بذلك، من اجل اعادة السلام"الى هذا البلد. ويشهد الصومال افقر دولة في القرن الافريقي، حرباً أهلية منذ 1991. وتحاول الحكومة الصومالية منذ بداية 2007 بسط سلطتها على أراضي البلاد بعد دحر"المحاكم الاسلامية"بمساعدة القوات الاثيوبية.