ازدهرت تجارة العدسات اللاصقة جداً في السنوات المنصرمة، وهي تكاد تحلّ محلّ النظارات الطبية. وقد مكنت الذين يعانون من مشكلات بصرية من أن يستغنوا عن هذه الأخيرة، وأن يصبحوا، من ناحية المظهر، كالأصحاء.وأضحت العدسات اللاصقة تستخدم لأهداف تجميلية، لأنها سمحت للنساء بأن يغيّرن ألوان البؤبؤ، بحسب المناسبة أو الأزياء! وأمام الاستعمال المضطرد للعدسات اللاصقة، الطبية والتجميلية، هناك عدد من الحقائق التي ينبغي معرفتها للاستفادة منها كما يجب، ولتجنب المشكلات التي يمكن أن تتمخض عنها: الاستعمال الآمن للعدسات اللاصقة يعتمد، أولاً وأخيراً، على حسن التعامل معها، ومن الضروري اتباع التعليمات الخاصة بها لاستخدامها في صورة سليمة لئلاّ تؤدي الى اصابات خطيرة للعين. ولتحقيق هذا الهدف، لا بد من غسل اليدين جيداً بالماء والصابون قبل تناول العدسات. ولا تُلتقط العدسة سوى بإصبعي السبابة والابهام، ويجب وضع العدسة على الجزء الأبيض للعين، ومن ثم يتم تحريكها في اتجاه البؤبؤ. وفي حال استخدام مستحضرات التجميل أو الماسكرا يجب أن توضع هذه بعد تثبيت العدسات في العين، وليس قبلها. ويجب تنظيف علبة العدسات جيداً وفي شكل منتظم، وغلق محلول التنظيف بإحكام، وعدم تركه مفتوحاً أو مشرعاً للهواء، والعمل على حفظه في درجة حرارة معتدلة، لأن الحرارة العالية أو المنخفضة تؤثر في تركيبه الكيميائي. وفي ما يتعلق بالمحاليل المستعملة للعناية بالعدسات اللاصقة، فإن اللافت فيها أنها غالباً ما تكون متعددة الوظائف. فهي تطهّر وتعقّم وتغسل. غير أن الأبحاث التي أجريت عليها في المختبرات، كشفت أن قلة قليلة منها تملك خاصة التعقيم والتطهير. وفي المقابل، تبيّن أنها كلها سامة لخلايا القرنية والملتحمة المزروعة في أنابيب الاختبار، وهذا يدلّ على أن مثل هذه المحاليل يمكن أن تكون خطرة على العين. يجب العزوف عن استعمال العدسات اللاصقة عند الإصابة بالرشح. وفي هذا الإطار يؤكد الدكتور جيرالد بويم، رئيس قسم العدسات اللاصقة في رابطة أطباء العيون في مدينة ديسلدورف في ألمانيا، أن من لا يتقيدون بهذه النصيحة، يصبحون عرضة للإصابة بعدوى العين، اذا وضعوا أيديهم أمام أفواههم لحظة العطس أو السعال ومن ثم قاموا بمسح أعينهم باليد الملوّثة. يُنصح بخلع العدسات اللاصقة يومياً، وبتنظيفها جيداً، بغض النظر عن نوعها، من أجل ضمان سلامة العينين. كما ينصح بغمر العدسات تماماً في العلبة المخصصة لها، وعدم استعمال أي محلول آخر غير المحلول المعدّ لها. وإذا ظهرت افرازات تخرج من العين، فيجب عدم استخدام العدسات، حتى لو كانت المفرزات خفيفة. اهمال العناية بالعدسات اللاصقة قد يلحق بالعين أضراراً بالغة الخطورة، ومنها تقرّح القرنية، والتهاب الملتحمة، ومثل هذه الأضرار يشاهَد كثيراً عند مستعملي العدسات لفترات طويلة، أو الذين يتركونها في أعينهم عند النوم. يجب نزع العدسة من العين حالاً، عند ظهور عوارض من الأعراض الآتية: الحكّة، الحرقة، الوخز، الشعور بجسم غريب في العين، احمرار زائد في العين، الضبابية في الرؤية، الإحساس بالجفاف، رؤية هالات حول الأشياء. يجب التخلّص من العدسات اللاصقة عند انتهاء صلاحيتها المقدّرة، أو اصابتها بتشققات. هناك بعض الأدوية التي تسبب جفافاً في العين، وبالتالي فهي مسؤولة عن الشعور المتزايد بوجود العدسة، ومن هذه نذكر مضادات الحساسية، ومزيلات الاحتقان، ومدرّات البول، والمهدئات ومرخيات العضلات. أخيراً، العدسات اللاصقة التجميلية شأنها شأن العدسات اللاصقة الطبية، أي أنها يجب أن تُستعمل بعد استشارة الطبيب، وأن تولّى عناية خاصة، كما لو كانت عدسات طبية. ويجب الحذر كل الحذر، من العدسات الملونة الرخيصة التي تباع في أسواق البضائع القديمة أو من طريق الانترنت، فهي تجعل العين أجمل، لكن نوعيتها الرديئة قد تتسبّب بالعمى أحياناً.