عاشت مدينة جبيل شمال بيروت وضواحيها منذ ساعات الصباح الأولى امس جواً من التشنج ما لبث ان تحول الى صدامات أطلق خلالها الرصاص وأصيب عدد من الأشخاص بجروح. ومع بداية النهار وحوالى الساعة السابعة، بدأ شباب"التيار الوطني الحر"بزعامة النائب ميشال عون تجمعات على مداخل المدينة قرب مستشفى سيدة مارتين وانتشروا على الأوتوستراد المؤدي الى بيروت مما حال دون مرور السيارات باتجاه العاصمة، ولكن من دون إحراق دواليب أو سيارات، وتحت أنظار عناصر الجيش الذي لم يتدخل. ولكن، وحوالى الساعة الثامنة صباحاً، لوحظت تجمعات لپ"القوات اللبنانية"على بعد حوالى مئتي متر من تجمع"العونيين". وما لبث ان حصل تلاسن بين بعض هؤلاء مع مجموعة من شباب"التيار"تخلله إطلاق للرصاص، ما ادى الى اصابة آنسة من آل يونس كما أصيب شاب من آل حويك تردد ان إصابته خطرة وآخر من آل فرح. وساد جو من الاستنفار بين المجموعات المتواجدة، وتدخل الجيش للفصل بينها في شكل حال دون التصادم. وكان النائبان عباس الهاشم وشامل موزايا من"التيار الوطني الحر"يحاولان تهدئة الأمور لجهة أنصارها. وقال النائب الهاشم:"أطلق عدد من المجرمين القتلة النار صباحاً وتعرضوا للأبرياء والعزّل ولم يكن هناك أي إشعال للإطارات أو أعمال اخرى من جانب المعتصمين. نحن في جبيل لسنا في حاجة الى إشعال إطارات ولكن بعد الكمين الذي تعرضت له مجموعة من عناصرنا العزّل وأصيبت فيه فتاة عمرها 22 سنة وشاب عمره 17 سنة فإن ما حدث بعد ذلك كان رداً طبيعياً". وبقي"تمترس"مجموعتي"التيار"و"القوات"قرب"سيدة مارتين"على الأوتوستراد، يفصل بينهما مغاوير الجيش حتى الساعة الواحدة والربع تقريباً عندما تم التفاهم بين قوات الجيش اللبناني والمسؤولين عن الاعتصام والتظاهر على فتح الطريق. وبالفعل بدأ شباب"التيار"إخلاء الأوتوستراد والعودة الى منازلهم بإشراف النائب شامل موزايا. ولدى توجه قوة من الجيش نحو شباب"القوات"وعدد من أنصار النائب فارس سعيد الذي كان متواجداً معهم لإبلاغهم أن الطريق فُتحت وأن لا لزوم للبقاء في أماكنهم، حصل تلاسن وسمع إطلاق نار اصيب خلاله اكثر من سبعة اشخاص من"القوات اللبنانية"ومن أنصار سعيد وجميع هذه الإصابات كانت في الأرجل ونُقل جميع المصابين الى مستشفى سيدة مارتين ومستشفى سيدة المعونات. وصرّح سعيد بالقول:"نحن هنا كمواطنين جبيليين في حركة سلمية عفوية شعبية نطالب بفتح الطرق المقفلة من قبل الانقلابيين، ونناشد القوى الأمنية من جيش وقوى أمن داخلي المحافظة علينا وعلى الآخرين عبر فتح الطريق حتى فتح كل طرقات لبنان". وأضاف:"سنستمر ببقائنا هنا في مدخل جبيل حتى فتح الطريق، ولا نريد الاصطدام مع أحد". وعند مدخل مستشفى سيدة المعونات سُمع من عدد من انصار القوات يكيلون الشتائم للعماد ميشال وللجيش اللبناني ويتوعدون بالانتقام. ومشط الجيش المنطقة التي حصل فيها إطلاق النار، وطُلب من جميع الذين كانوا متجمّعين في المنطقة التي حصل فيها الحادث، التفرق. وتمركزت قوى المغاوير على الجسر الذي يفصل بين مركز"القوات اللبنانية"ومركز تجمع"العونيين"وساد الهدوء منطقة الأوتوستراد التي كانت مسرحاً لهذه الأعمال. وسرت إشاعات وروايات كثيرة وحاول كل فريق إلقاء اللوم على الفريق الآخر. وتردد ان الشخص الذي أطلق النار على المتظاهرين والمعتصمين في الصباح الباكر هو من إحدى قرى جرود جبيل ويدعى ب. ف. وسرت إشاعات انه اعتُقل، ولكن قوى الأمن لم تؤكد ولم تنف مثل هذه الروايات. وكان الإقفال في مدينة جبيل شاملاً باستثناء مطعم في السوق القديمة يملكه روجيه اده رئيس حزب السلام. وبعضهم وهو من انصار السلطة او الأكثرية قال انه أقفل ليس لأنه متضامن مع المعارضة ولكن لأنه رأى المشهد منذ ساعات الصباح الأولى وتوقع انه لن يرى زبوناً واحداً يدخل متجره. وكان الأوتوستراد الساحلي مسرحاً لتوتر ومواجهات في غير مكان، خصوصاً عندما تجمع مواطنون وعناصر من"القوات اللبنانية"في مواجهة المضربين، لفتح الطريق. وشهدت منطقة نهر الموت ابرز المواجهات منذ الصباح. وتمكن الجيش اللبناني من الفصل بين المضربين وعناصر"القوات"وأعاد فتح الطريق قرابة الحادية عشرة. ولكن التوتر ما لبث ان تجدد عند الواحدة ظهراً في المنطقة، صعوداً الى شارع نيو جديدة والجديدة حيث سجلت اعتداءات من المتظاهرين على المحال التجارية. وحاولت القوى الأمنية تهدئة الوضع من دون استعمال القوة. وفي الثالثة بعد الظهر أفيد ان الجيش اللبناني بدأ مجدداً فتح طريق نهر الموت. وفي منطقة كسروان، بدأ المضربون يتوافدون الى الطريق الرئيسية منذ الخامسة فجراً. وتركز تحركهم في اتجاه الاوتوستراد خصوصاً عند منطقة نهر الكلب حيث اقفلوا مسربي الطريق بالحواجز البشرية والاطارات المحروقة. وأدى التحرك الى اشكالات مع مواطنين متوجهين الى اعمالهم، واضطر بعضهم الى النزول من سيارته وإكمال سيره مشياً. وتحرك انصار"القوات اللبنانية"لمنع اقفال الطريق في المنطقة. وكان المشهد مشابهاً في أواسط كسروان، تحديداً في ريفون وعشقوت وعجلتون، حيث قطع عدد من المضربين الطرق، ما أدى الى حصول إشكال بين بعض الشباب، وإصابة كل من: عماد الياس رزق، جورج ابي رزق، نعيم الخوري، بيبو حداد، انطوان صبح، سهيل طانيوس مطر، زياد منصور مطر وميلاد أمين، ونقلوا جميعاً الى مستشفى"سان جورج"في عجلتون للمعالجة.