نأى الرئيس جورج بوش بنفسه عن توقعات ببدء انسحاب القوات الاميركية من العراق اعتباراً من نهاية الصيف المقبل، مؤكداً انه لن يقبل بتحديد جدول زمني لمثل هذا الانسحاب. وقال بوش في حديث الى "يو اس اي توداي":"نحن في هذه الادارة لا نضع جداول زمنية لأن العدو سيعدل تكتيكه تبعاً لتحرك الولاياتالمتحدة". ويشير هذا التصريح الى تشدد في موقف بوش، الذي يتوقع ان يخوض صراعاً مع الكونغرس الداعي الى"اعادة نشر"132 ألف جندي في العراق في غضون ستة أشهر. وجاء موقف بوش في أعقاب تصريحات أدلى بها الاسبوع الماضي قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال جورج كايسي، الذي قال إن التعزيزات التي يتم ارسالها حالياً الى العراق قد تبدأ الانسحاب في آب اغسطس او ايلول سبتمبر المقبل. وأكد كايسي لدى مرافقته وزير الدفاع روبرت غيتس خلال زيارة العراق"اعتقد بأن التوقعات لبدء الانسحاب هي في نهاية الصيف"إذا تم تسجيل تحسن في الوضع الأمني في بغداد. ورفض بوش، بعد مقتل 25 جندياً اميركيا السبت في أحد الايام الأكثر دموية في العراق منذ اجتياحه في آذار مارس 2003، التكهن بأي موعد للانسحاب. ولم يستبعد امكان وجود قوات اميركية في العراق لدى تولي الرئيس المقبل للولايات المتحدة مهماته في 20 كانون الثاني يناير 2009. وقال رداً على سؤال عما اذا كان خلفه سيواجه بدوره المشكلة العراقية ان"المعركة طويلة". وكان أعلن في كلمته الى الاميركيين في 10 كانون الثاني قراره ارسال تعزيزات من 21500 عسكري الى العراق لمساعدة الحكومة في السيطرة على الوضع. وبدأت طلائع التعزيزات المعلن عنها بالوصول الى بغداد، إذ وصل الاحد 3200 عسكري. ويتوقع ان يدافع بوش عن استراتيجيته في خطابه حول حال الاتحاد الذي سيلقيه خلال جلسة مشتركة لمجلسي الكونغرس اليوم. غير ان الديموقراطيين يؤكدون انه لن يحصل على"شيك على بياض". وهم يدرسون اقتراحات تراوح بين اصدار قرار غير ملزم من الكونغرس برفض زيادة القوات، وتحديد حد أقصى لها عند المستوى الذي هي عليه حالياً، او قطع التمويل عن الحرب. وما يعزز تصميم الكونغرس، نتائج استطلاعات الرأي التي أظهر آخرها ان 70 في المئة من الاميركيين لا يوافقون على سياسة بوش في العراق. وفي مواجهة الانتقادات، اكد الرئيس الأميركي مجدداً ثقته بأنه سيكون في وسع العراقيين بعد سنتين ان يتولوا مسؤولية مكافحة المتمردين والميليشيات، متجنباً في المقابل اطلاق اي افتراضات لانتهاء الحرب في هذه المهلة. وأقر بأن النهاية المشينة لحرب فيتنام لا تزال ماثلة في ذهنه، إذ تم اجلاء الاميركيين وحلفائهم الفيتناميين من سطح السفارة الاميركية في سايغون عام 1975. ورداً على سؤال عما اذا كان استخلص أي عبرة من هذه الهزيمة، قال:"نعم، علينا الانتصار. الانتصار حين نخوض معركة من أجل الأمن". وجدد تحذيراته السابقة الى ايران التي تتهمها واشنطن بمد المتمردين والميليشيات الشيعية الموالية لها في العراق بالاسلحة والذخائر. وقال مسؤولون في الادارة الاميركية ان بوش وقع امرا تنفيذيا قبل بضعة اشهر ينص على استراتيجية جديدة هجومية حيال ايران في العراق. الى ذلك أفادت صحيفة"واشنطن بوست"الاحد ان بوش رفض اقتراحا قدمه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في 30 تشرين الثاني نوفمبر يقضي بسحب القوات ونقل السيطرة الامنية عليها الى حكومته. وأضافت، استناداً الى عدد من المسؤولين في الادارة الاميركية لم تكشف هويتهم ان بوش سارع الى رفض هذه الفكرة، معتبراً انها"غير واقعية". غير ان السناتور الديموقراطية هيلاري كلينتون التي دخلت السبت السباق للفوز بالترشيح الديموقراطي للانتخابات الرئاسية، عبرت في مقابلة بثتها شبكة"سي ان ان"الاحد عن شكها بقدرة المالكي. وقالت انها"لا تثق اطلاقاً"في قدرته على إحلال السلام والامن في العراق. وسألت:"لماذا لا نقول لنظام المالكي اننا سنقطع التمويل عن قواته - بما في ذلك قوات الامن الخاصة التي تتولى امن اعضاء هذه الحكومة - اذا لم يبدأوا باثبات استعدادهم وقدرتهم على القيام بما نراه جميعا ضروريا؟".