يبدأ "مؤتمر هرتسيليا" السنوي السابع، تحت عنوان "ميزان المناعة والأمن القومي لاسرائيل" أعماله اليوم في مدينة هرتسيليا، شمال تل ابيب على ان يختتمها رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت ب "خطاب هرتسيليا" مساء الأربعاء المقبل. ويشكل المؤتمر السابع، مثله مثل المؤتمرات السابقة التي نظمها "المعهد للسياسة والاستراتيجية في المركز المتعدد المجالات - هرتسيليا"، "لقاء القمة" السنوي الأهم والأرقى في اسرائيل بمشاركة النخب السياسية والأمنية والاقتصادية والأكاديمية والاجتماعية والثقافية والاعلامية وضيوف يهود من خارج اسرئيل يولي منظمو المؤتمر وزنا خاصا لآرائهم. كما يعتبر"مؤتمر هرتسيليا"أهم منصة لطرح أفكار سياسية ودراسات وأبحاث استراتيجية وأوراق عمل سبق لصناع القرار ان استعانوا بمثلها وتبنوا بعضها بعد ان طرحت في المؤتمرات السابقة. ويوفر المؤتمر أيضا فرصة لاستشراف اتجاهات التفكير لدى سدنة الدولة العبرية في مواجهة التحديات الرئيسة على الأجندة الاسرائيلية، على مختلف الصعد. واكتسب"مؤتمر هرتسيليا"سمعة ومكانة خاصتين بعد ان استخدمه رئيس الحكومة السابق ارييل شارون منصة أطلق عبرها أفكارا تحولت خططا رسمية للحكومات. اذ أعلن خلال المؤتمر الثالث دعمه"خريطة الطريق الدولية"فحصل بعد أشهر على"رسالة الضمانات الأميركية". وفي المؤتمر الرابع اطلق خطة"فك الارتباط"عن قطاع غزة. وتبعه رئيس الحكومة الحالي ايهود اولمرت، في المؤتمر السادس قبل عام في اطلاق خطته للانسحاب الأحادي من أجزاء في الضفة الغربية وترسيم حدود اسرائيل، قبل أن يعيدها الى الدرج بعد الحرب على لبنان. لكن خلافا للمؤتمرات السابقة التي طغى على اهتماماتها الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي، يتبوأ الفشل في الحرب على لبنان واسقاطاته العسكرية والسياسية الداخلية والاقليمية صدارة الموضوعات التي يتناولها المؤتمر فضلا عن"التهديد الايراني"الذي يحتل مركز اهتمام بارز منذ ان انطلق"مؤتمر هرتسيليا"الأول عام 2001. وفيما سادت المؤتمرات الأخيرة نبرة تفاؤل جراء احتلال العراق عام 2003 ثم رحيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عام 2004 ونشوء"فرص استراتيجية نادرة"لاسرائيل اتاحت لأركانها الحديث عن إملاء حل أحادي للصراع الفلسطيني - الاسرائيلي، تخيم على أجواء مؤتمر هذا العام غمامة استقالة رئيس هيئة أركان الجيش الجنرال دان حالوتس والتحقيق المتواصل في فشل الحرب على لبنان والتهويل من الخطر الايراني. ومن أهم العناوين المطروحة على أجندة المؤتمر السابع، كما وردت في الاعلان الرسمي عنه: "ميزان المناعة والأمن القومي - تصورات"، و"متغيرات جيو - استراتيجية في الحلبة العالمية"، و"اتجاهات للتجدد والتعظم في الجيش"و"تنشيط الحوار الاستراتيجي الأميركي - الاسرائيلي"، و"المعاني الاستراتيجية للنظام النووي العالمي الناشىء"، و"المواجهة مع المشروع النووي الايراني - منع وردع"، و"اعرف عدوك - اتخاذ القرار في العالم العربي"، و"ايران وحرب لبنان الثانية وتغيير النموذج باراديم في الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي"، و"العرب في اسرائيل والدولة اليهودية"، و"العلاقات الاستراتيجية مع الولاياتالمتحدة والناتو والاتحاد الاوروبي"، و"سياسة الاتحاد الاوروبي تحت رئاسة المانيا"، و"سياسة الولاياتالمتحدة بعد الانتخابات النصفية"، و"تحديات السياسة الخارجية - نظرة من اسرائيل ومن اوروبا"، و"أبعاد سياسية لمقاربات اقتصادية في المنطقة بين المشاركين وزير المال الفلسطيني السابق سلام فياض"، و"هوية يهودية في المناعة القومية"، و"اسرائيل والشتات - شراكة كونية للشعب اليهودي مع دولة اسرائيل"، و"النضال ضد نزع الشرعية عن الدولة اليهودية"، و"الديبلوماسية والسياسة على الجيهة الاسرائيلية - العربية"، و"مستقبل اقتصاد اسرائيل - النمو وتقليص الفقر"، و"شراكة في الجليل: تطوير يهودي - عربي للجليل بعد الحرب على لبنان"، و"عرض نتائج استطلاع رأي عن الوطنية والمناعة القومية في اسرائيل بعد الحرب على لبنان". ويتم اجمال المؤتمر في وثيقة خاصة تتضمن تلخيصا لأعماله ويتم تعميمها رسمياً.