على عجل، جاء العيد وراح. الأضاحي ذُبحتْ. الثياب، جديدة وقديمة، لبستْ. واشترى الأولاد، فيما اشتروا، مسدسات الماء. الله لو أن الرصاص الفلسطيني - الفلسطيني، كهذا: رصاص من ماء الحنفية! في العيد، بدت صنعاء عاصمة عازبة، او دار عزاء. المدينة، بمقاهيها ومطاعمها، بأكشاكها ومكتباتها، بشحاذيها وأباطرتها... كل شيء فيها مغلق. وكأن الأمر مجرد لوحة قلابة، على باب محل. قبيل العيد، تجد، في ميدان التحرير، وامتداداته، لشارعي القصر وجمال كل شيء: الباعة، بساطين ودكاكين، متجولين ومقيمين، حمّالين ونشالين، ألبسة ومجوهرات. كل شيء، يحضر قبيل العيد، في شكل زحام. اما بعده، فلا يبقى شيء، عدا شرطي بردان. في العيد، يجبر المكسور ويوصل المقطوع. انما قبله، معيشياً تزداد اسعار الغسل والكي، في المغاسل، مرتين. أجور التاكسي كذلك. فسيارات، وباصات، النقل البري، بين المحافظاتوصنعاء: حيث الموت المجاني وحوادث السير المرورية المروعة. ولليلة العيد، يمنياً، لزوميات. فتجد الكعك في التنور والنساء يغسلن القطايف حافيات. وفي ميدان التحرير، تجد، براميل البنزين، أما وقد فرغت، معبأة بالمكسرات: لوزاً وفستقاً. قرعاً وزبيباً. وحب العزيز. والباعة فلاحون فيما الكوب الخشبي، المستخدم للغرف، يدعى: نفر. قل نفرين، يلح عليك البائع. زد على كل ذلك اكتظاظ صالونات الحلاقة، ليل نهار، بالناس. حمامات البخار، هي الاخرى، ملأى. شرطي المرور تحت المظلة. المهموم يدخن اكثر. ويردد المغلوبون على أمرهم: العيد عيد العافية. في المقابل، صبيحة العيد، هي، بامتياز، يوم الجزارين، حتى انك تجد، في الساعات الباكرة، بعد صلاة الفجر، بسطات جزارة متنقلة خاصة، على شوارع سير الباصات. ثم يتدفق الاطفال، فرحين نشطين، بالقبضايات والثياب الجديدة، هم البهجة، هم القبلة المحبوسة بين الشفتين، يحررها، العيد، فتشيع ثقافة وممارسة. العيد وصنعاء: ضدان، مساء، توأمان صباحاً. اذا تبدو، في الاول، كما لو انها، محطة بنزين نائية بين محافظتين! حتى شارع المطاعم، بضجيجه، ساعة المغرب، وأصوات البوتغازات تبدو على غير العادة، رومانسية للغاية. أيام وتعود الحرارة الى الهاتف، وتفك المحلات التجارية اقفالها، وتنتظم الرتابة من جديد. محمد العبسي - بريد الكتروني