أكد السفير السعودي لدى لبنان عبدالعزيز خوجة ل "الحياة" ان المبادرة العربية لإيجاد مخرج من الأزمة السياسية اللبنانية "هي الأساس" بالنسبة الى السعودية، مشيراً الى انه "ليست هناك مبادرة سعودية لأن مبادرة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى مدعومة من المملكة ومن الجامعة". وفيما نقل مساء عن مصادر قيادية في"حزب الله" تصعيدا في المواقف، تحدثت معلومات عن عودة الى البحث في صيغة 19+ 10+"الوزير الملك"كحل للوضع الحكومي. وأعلن رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة من الكويت صباح امس بعد اجتماعه مع أمير الدولة الشيخ صباح الأحمد الجابر وكبار المسؤولين الكويتيين، دعم الكويتللبنان ولإنجاح المؤتمر العربي والدولي لمساعدته على النهوض باقتصاده ومعالجة ديونه باريس -3 عبر مشاركتها فيه. كما نُقل عن الشيخ صباح"تفهمه الكامل لما يجري في لبنان ودعم الحكومة اللبنانية في خطواتها لتدعيم الصف اللبناني". وإذ انتقل السنيورة الى البحرين بعد ظهر امس حيث تلقى دعماً من ملكها حمد بن عيسى آل خليفة لمؤتمر"باريس -3"، وقع الصندوق العربي للتنمية في الكويت ووزير المال اللبناني جهاد أزعور اتفاق قرض للبنان بقيمة 207.5 مليون دولار، بفائدة متدنية ولمدة 25 سنة مع فترة سماح للتسديد لمدة 8 سنوات، للمساعدة في إزالة أضرار العدوان الإسرائيلي على لبنان التي لحقت بمشاريع القطاع الخاص. راجع ص 7 و8 وشدد السنيورة على أن لا فراق ولا طلاق بين اللبنانيين، مشيراً الى انهم سيجلسون مع بعضهم ويحلون مشاكلهم، فيما أكد ملك البحرين أهمية توحيد الصف وتقريب وجهات النظر بين اللبنانيين، وأمل بأن تساهم المبادرات العربية في احتواء الأزمة في لبنان. ووصل السنيورة والوفد المرافق له الى أبو ظبي مساء امس للقاء كبار المسؤولين في دولة الامارات في اطار جولته، على ان ينتقل اليوم الى القاهرة التي كان بدأ بها جولته، ليلتقي الأمين العام للجامعة من أجل البحث في جهود الأخير لإيجاد مخرج من الأزمة اللبنانية الداخلية. كما ينتظر ان يزور السنيورة قطر. في بيروت جدد السفير خوجة نفيه وجود أي مبادرة سعودية، في تعليقه على نشر أنباء عن طرحه أفكاراً خلال لقاء جمعه السبت الماضي مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري في حضور المعاون السياسي للأمين العام ل"حزب الله"الحاج حسين الخليل والنائب في حركة"أمل"علي حسن خليل، وتخلله غداء وأن هذه الأفكار تتناول مخارج للخلاف بين الأكثرية والمعارضة حول موضوعي المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة المتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه والجرائم المرتبطة بها، وفي شأن قيام حكومة وحدة وطنية من طريق توسيع الحكومة الحالية الى 30 وزيراً. وقال السفير خوجة ل"الحياة":"لا شيء من الحقيقة في الحديث عن وجود مبادرة. أنا أتحرك لتقريب وجهات النظر، ومن أجل ان يجلس الأفرقاء مع بعضهم بعضاً للتوصل الى حلول للمشاكل. وليست هناك مبادرة أو أي شيء من هذا القبيل". ورداً على سؤال عما يُطرح من أفكار في اطار التحرك الذي يقوم به، قال:"هناك أفكار يجري تداولها، لكن المملكة لا تريد ان تقفز في البحث في هذه الأفكار من أجل التوصل الى حلول، فوق مبادرة الجامعة العربية. مبادرة الجامعة هي الأساس وهي مدعومة من المملكة ومن الجامعة". وأضاف:"ألتقي الاخوان جميعاً لأن رغبة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وتوجيهات وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل هي أن يجلس الأفرقاء المختلفون مع بعضهم للتوصل الى حلول بينهم. وهذا سمعه كل من زار المملكة ومن الزوار كان وفد"حزب الله"آخر العام الفائت، ونحن نقوم بمسعى استناداً الى اعتقاد قيادة المملكة بأن أساس الحل هو جلوس القادة اللبنانيين مع بعضهم ونتحرك من أجل أن يصفو الجو بينهم كي يجتمعوا في لقاءات معينة". وقال السفير خوجة أن اللقاء الذي جمعه السبت مع بري والحاج الخليل والنائب خليل"صحيح، لكن طلبت ان يكون بعيداً من الإعلام، لئلا يقال ان هناك مبادرة سعودية، فاذا فشل المسعى سيقولون أيضاً ان المبادرة السعودية فشلت". وإذ رفض خوجة الخوض في الأفكار التي طرحت، علمت"الحياة"من مصادر اطلعت على الافكار التي جرى تداولها خلال الاجتماع في مقر بري وتقدم بها المعاون السياسي للأمين العام ل"حزب الله"ونوقشت، تشمل العودة الى صيغة توسيع الحكومة على أساس الاقتراح القديم الذي تضمنته مبادرة عمرو موسى، أي 19 وزيراً للأكثرية و10 للمعارضة ووزير"ملك". لكن الخليل اقترح ان يسميه الرئيس بري، مع ضمانات خطية بعدم استقالة وزراء المعارضة لإطاحة الحكومة، في وقت كانت مبادرة موسى تطرح أن يكون للسنيورة دور في قبول التسمية، وهو ما سبب خلافاً دفع بالأمين العام للجامعة العربية الى تعليق تحركه، الى أن تنضج ظروف الحلول. وربطت مصادر وزارية استئناف الاتصالات بين"حزب الله"والسفير خوجة خلال الاسبوع الماضي، بأجواء الاتصالات الإيرانية - السعودية التي تواصلت منذ ما قبل زيارة وفد الحزب الى المملكة العربية السعودية نهاية العام 2006، وصدور بيان الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله في 26 كانون الأول ديسمبر الماضي والذي دعا حجاج بيت الله الحرام الى"سد الطريق على كل من يريد إيقاع الفتنة بين المسلمين بقول أو عمل أو شعار أو ممارسة". كما ان استئناف هذه الاتصالات جاء انعكاساً لمخاوف إيرانية من تأثير تطور الفتنة الشيعية - السنّية وامتدادها الى لبنان وهو ما تحرص إيران على تجنبه"، كما قالت المصادر الوزارية نفسها. وكان السنيورة تحدث في الكويت عن أهمية"قاعدة التوازن والتلازم في الحل"بين إقرار المحكمة ذات الطابع الدولي وتوسيع الحكومة. لكن اقتراح"حزب الله"الأخير يقضي بحصول المعارضة على الثلث مع إبقاء آلية تسمية الوزير الحادي عشر غامضة في شكل لا يزيل هواجس الأكثرية من إمساك المعارضة بقرار الحكومة. ولكن مقدمة نشرة تلفزيون"المنار"التابع ل"حزب الله"، اشارت ليل أمس الى ان"الابواب السياسية أُقفلت وفتحت ابواب التصعيد بقوة". ونقل"المنار"عن مصادر قيادية في الحزب قولها ان"السبب هو ان الطرف الآخر لم يستجب لمطالب الشراكة الوطنية الحقيقية... والأيام القليلة المقبلة كفيلة بإيضاح الخطوات التنفيذية للمعارضة"، في اشارة الى الخطوات التصعيدية التي تحدث عدد من قادتها عن نية اتخاذها، على ان تبلغ الذروة بالتزامن مع انعقاد"باريس -3"في 25 الجاري.