نقلت صحيفة "لو جورنال دو ديمانش" عن مصادر قريبة من أوساط حكومية في طرابلس ان ليبيا ستطلب شراء ما بين 13 و18 طائرة قتالية من طراز "رافال" من مصنع "داسو للطيران" بهدف تحديث جيشها، لتكون بذلك الزبون الأجنبي الأول لهذه الطائرة. وكتبت الصحيفة "ان القرار السياسي بشراء طائرات قتالية فرنسية من طراز "رافال" اتُخذ أخيراً على أعلى المستويات في الدولة الليبية"، موضحة ان الصفقة ستتناول ما بين 13 و18 طائرة وتقدر قيمتها ب 2.5 بليون يورو 3.24 بليون دولار. وذكرت وزارة الدفاع الفرنسية، تعقيباً على هذه المعلومات، ان"اتفاقاً أُبرم نهاية العام 2006 مع ليبيا ينص على تحديث طائرة ميراج أف1"، من دون أن تُعطي مزيداً من التفاصيل. وكان العقد المبرم بين الحكومة الليبية ومجموعة"سوفيما"الفرنسية ينص على"تحديث"12 من طائرات الميراج ال 38 في سلاح الجو الليبي بقيمة مئة مليون يورو. لكن الصحيفة الفرنسية أوردت أن"أحد ابناء العقيد معمر القذافي جرب بنفسه هذه الطائرة في فرنسا، كما اختبرها طيارون أيضاً في ليبيا اثناء معرض الدفاع في طرابلس في كانون الأول ديسمبر"الماضي. إلا أن مصدراً قريباً من الملف قال رداً على سؤال لوكالة"فرانس برس":"لا يوجد أي عنصر جديد في ذلك". وأضاف أن"طائرة رافال توجهت لتقديم عرض في معرض طرابلس، وهو ما اثار التكهنات". وقال ناطق باسم شركة"داسو للطيران"التي تصنّع الطائرة، ان أي مفاوضات لا تجري مع ليبيا لبيعها طائرات"رافال". و"رافال"أول طائرة قتالية فرنسية متعددة المهمات من"الجيل الرابع"لم يتم تصديرها حتى اليوم وبقيت فرنسا حتى الآن زبونها الوحيد. واقتصرت الطلبيات الى الآن على القوات البحرية والقوات الجوية الفرنسية، على رغم حملة كبرى للتصدير بدعم من الرئيس جاك شيراك. وخسر البرنامج صفقة محتملة في العام الماضي عندما وقعت المملكة العربية السعودية صفقة قيمتها ستة بلايين جنيه استرليني 11.61 بليون دولار للحصول على ما يصل الى 72 طائرة"يوروفايتر"من كونسورتيوم متعدد الجنسية. كما أن"بوينغ"الأميركية هزمت"داسو"الفرنسية في صفقات كبرى في سنغافورة وكوريا الجنوبية. وكان مصدر في وزارة الدفاع الفرنسية أعلن في نهاية تشرين الأول اكتوبر أن ليبيا مهتمة بشراء طائرات"رافال"ومروحيات"تيغر"، وقد تبدي رغبتها بمناسبة زيارة للزعيم الليبي معمر القذافي الى فرنسا. وعلى رغم أن أي جدول زمني لم يُحدد بعد لهذه الزيارة، إلا أن المصدر اعتبر ان"العقيد القذافي قد يبدي رغبته في القيام بها في عهد الرئيس جاك شيراك"التي تنتهي في أيار مايو 2007. وأضاف المصدر أن زيارة القذافي الى فرنسا قد لا تحصل قبل تسوية ملف الممرضات البلغاريات المحكومات بالإعدام في ليبيا بتهمة نقل فيروس الأيدز الى أطفال ليبيين. الممرضات البلغاريات في غضون ذلك، أعلن مسؤول في "مؤسسة القذافي للتنمية" أمس الأحد ان الممرضات البلغاريات المتهمات بنقل فيروس الأيدز للأطفال الليبيين، استقبلن أفراداً من عائلاتهن في سجنهن في طرابلس. وقال صالح عبدالسلام المدير التنفيذي للمؤسسة التي يرأسها سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، لوكالة"فرانس برس"ان المؤسسة"رتّبت زيارة لسبعة من أفراد عائلاتهن في سجنهن في طرابلس". وأضاف أن هذا الاجراء اتخذ"تقديراً للظروف النفسية السيئة للممرضات". وحكمت محكمة في 19 كانون الأول ديسمبر الماضي بالإعدام على خمس ممرضات بلغاريات وطبيب فلسطيني معتقلين منذ أكثر من سبع سنوات في ليبيا بعد ادانتهم بتهمة تعمد حقن 400 طفل بفيروس الأيدز في مستشفى بنغازي.