أعلنت القوات الدولية لإرساء الأمن في أفغانستان ايساف والتابعة لحلف شمال الاطلسي ناتو امس، انه قتل حوالى 150 من عناصر حركة "طالبان" في اقليم برمال بولاية باكتيكا شرق، مؤكدة انهم تسللوا من باكستان المجاورة. وأوضحت "ايساف" ان العملية العسكرية التي اعتبرت الأكبر للحلف شرق أفغانستان، نفذت بعد رصد تسلل مجموعتين كبيرتين من المتمردين من باكستان الى الولاية الأفغانية، مشيرة الى ان الهجمات شنت في شكل منسق جواً وبراً في اقليم برمال الذي يبعد كيلومترات قليلة من منطقة جنوب وزيرستان القبلية الباكستانية. وأعلنت ان ضباط الارتباط في الجيش الباكستاني اضطلعوا في شكل كامل ومتواصل على مجريات العملية. وأكد حلف الأطلسي للمرة الأولى منذ توليه قيادة العمليات العسكرية الدولية في شرق افغانستان في تشرين الثاني نوفمبر مجيء المتمردين من باكستان، علماً ان كابول دأبت طيلة العام الماضي على اتهام إسلام آباد بأنها تشكل قاعدة خلفية للمتمردين. تزامنت العملية مع بدء اجتماع ثلاثي دوري بين السلطات العسكرية الباكستانية والأفغانية و"ايساف"في إسلام اباد بهدف تنسيق مكافحة"طالبان"، في اضخم عملية تشنها ايساف منذ توليها القيادة في شرق البلاد. وتحدثت وزارة الدفاع الأفغانية عن مقتل ثمانين عنصراً، وأضافت ان القوات الأفغانية شاركت براً في العملية، وأشارت الى ضبط كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر. في المقابل، لم تعلق السلطات العسكرية الباكستانية على عملية الأطلسي، في وقت يدور جدل بين إسلام آباد وكابول حول خطة باكستان تشييد سياج وزرع الغام على الحدود. وفي كابول، دافع ريتشارد باوتش، مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس لشؤون جنوب ووسط آسيا، عن الجهود التي تبذلها باكستان لمكافحة الإرهاب، ووصفها بأنه"حقيقية"، مشيراً الى ان ذلك يجعل باكستان تستمر في الاضطلاع بدور الحليفة المهمة لبلاده في الحرب على الإرهاب. وأشار باوتشر الى ان جهود باكستان تنصب في اتجاهات عدة،"اذ يضاف الى المهمات الأمنية لقواتها العسكرية، محاولتها انشاء مجتمع حديث يخلو من التطرف"، فيما لم يوضح تأييد واشنطن خطة إسلام آباد لتسييج الحدود مع أفغانستان او عدمها،"لكن الأهم بالنسبة الينا هو ضبط الحدود وإزالة وجود طالبان وتنظيم القاعدة فيها". في غضون ذلك، اغلق رجال القبائل في ولاية قندهار الأفغانية معبر شامان الحدودي الذي يربطها بمدينة كويتا جنوب غربي باكستان، احتجاجاً على تشديد اجراءات المراقبة على الجانب الباكستاني عبر وضع نظام مراقبة الكتروني جديد للأشخاص الذين يعبرونه. ورشق آلاف الافغان في مدينة سبون بولدك المركز الحدودي الباكستاني بالحجارة، فيما أكد الجنرال الباكستاني أخطار شاه اتخاذ الإجراء لمكافحة الإرهاب ووقف التحركات غير الشرعية للأشخاص عبر الحدود".