يتهدد السلاح النووي عالم اليوم بخطر داهم ولكنه يفتح الباب أمام فرصة تاريخية. فيتوقع من الولاياتالمتحدة أن تنتقل بالعالم الى طور جديد ينهض على ميثاق يسهم جدياً في منع انتشار الأسلحة النووية، ويحول دون وقوعها بأيدٍ متهورة لا تؤمَن على سلامة العالم. والحق أن الأسلحة النووية كانت من ضرورات المحافظة على الأمن الدولي في الحرب الباردة، وكانت وسيلة ردع. ولكن نهاية الحرب الباردة جعلت النظرية هذه بالية. فتجارب كوريا الشمالية، ورفض ايران وقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم، قرينة على أن العالم على شفير مرحلة نووية جديدة وخطرة. والأدهى هو تعاظم حظوظ الارهابيين في الاستيلاء على السلاح النووي، فيصبح أداة مثلى للدمار الشامل. وبمعزل من التهديد الإرهابي، على الولاياتالمتحدة الإعداد لدخول عصر نووي جديد يتوقع أن يكون على قدر كبير، قياساً على الحرب الباردة، من الإرباك والنفس، وأبهظ تكلفة اقتصادية، وأفقر تنوعاً وفرصاً. وعلى هذا، فمن غير المحتمل تكرار التجربة السوفياتية - الأميركية، وردعها المتبادل، مع الأعداء النوويين المتسجدين على المسرح الدولي. فالدول النووية الطارئة لا تملك الخبرة المتراكمة التي أتاحتها الحرب الباردة، ومكنت أطرافها من تفادي الحوادث النووية، ومن إساءة التقدير أو ابتداء التجارب من غير إخبار سابق. وتعلم كلا الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفياتي من تجارب لم تبلغ حد الدمار. وحرصت الدولتان على إبطال استخدام السلاح النووي طوال الحرب الباردة، سواء عن قصد أو من طريق الخطأ. فهل يكون العالم محظوظاً، في السنوات الخمسين المقبلة، على ما كان في الحرب الباردة. هل في الوسع إنجاز اتفاق يصوغ جملة اجراءات عملية تقيد الخطر النووي؟ لا ريب في أن الحاجة الى الإجابة عن هذه الأسئلة ملحة. معاهدة الحد من الانتشار رمت الى الغاء السلاح النووي الجديد. وهي نصت على أن الدول التي لم تمتلك سلاحاً نووياً في 1967 تتعهد التخلي عن السعي في امتلاكه، والدول التي سبق وامتلكته قبل هذا التاريخ تتعهد التخلص منه تدريجاً. وتعهد الرؤساء الأميركيون، من الحزبين، منذ ريتشارد نيكسون، احترام هذه الموجبات. ولكن الدول غير النووية لم تثق بالقوى النووية. وتبذل اليوم جهود حثيثة لأجل الحؤول دون انتشار السلاح. ووقعت الدول، في هذا السبيل، عدداً من المعاهدات والاتفاقات. والمفاوضات الجارية مع كوريا الشماليةوايران بالغة الأهمية. ولكن الخطوات هذه كلها قاصرة عن احتواء المخاطر. والخطوات التالية هي أقل الضروري، فينبغي: تغيير حال الحرب الباردة، وكانت تقوم على استعراض الأسلحة النووية تعظيماً للتحذير منها، وتقليلاً من خطر استخدامها على نحو خاطئ أو من دون إخبار سابق. المضي على تقليل حجم القوة النووية في حوزة الدول التي تمتلكها. - نزع السلاح النووي القصير المدى، والمصمم للاستعمال السريع. تفعيل عملية ثنائية مع مجلس الشيوخ وانهاء التصديق على معاهدة حظر التجارب الشاملة في ضوء التطور التقني، والإسراع في تصديق المعاهدات المتبقية. توفير أعلى معايير الأمان الممكنة لمخازن السلاح المتبقية، والبلوتونيوم الذي يمكن استخدامه في الأسلحة، واليورانيوم العالي التخصيب في العالم كله. التحكم باليورانيوم المخصب، وتأمين اليورانيوم المستخدم في مفاعلات الطاقة بأسعار معقولة من مجموعة التزويد النووية، ومن الوكالة الدولية للطاقة الذرية. تشجيع انتاج المواد الأحفورية عالمياً، واستبعاد اليورانيوم العالي التخصيب من التجارة المدنية. - بذل مزيد من الجهد في سبيل حل المنازعات الاقليمية التي تخلف قوى نووية جديدة. عن جورج شولتز ووليم بيري وهنري كيسنجر وسام نان وزراء أميركيون سابقون تولوا الخارجية أو الدفاع"وول ستريت جورنال"الأميركية، 4 / 1 / 2007