يستعد رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة لجولة عربية على مراحل، كي يقدم الشكر للقادة العرب لوقوفهم الى جانب لبنان وتضامنهم معه في تصديه للعدوان الاسرائيلي ونتائجه المدمرة، فيما أسدل الستار أمس على آخر فصول الحصار الاسرائيلي برفع الحصار البحري، ما أتاح لميناء بيروت معاودة استقبال السفن التجارية، بعد عودة الرحلات الجوية الى مطار بيروت اول من امس. راجع ص2 و3 و4 ومع بدء التحضير لجولة السنيورة، توقعت مصادر وزارية ان تشمل في مرحلتها الأولى السعودية ومصر ودولاً أخرى عربية. واكدت أن زيارة رئيس الحكومة لسورية ستكون ضمن هذه الجولة في حال أدت الاتصالات التحضيرية الى التوافق على جدول أعمال يتضمن المسائل العالقة بين البلدين، وأبرزها إقامة علاقات ديبلوماسية، وتحديد الحدود المشتركة بما فيها مزارع شبعا المحتلة، والتعاون لضبط المعابر البرية لمنع تهريب الأسلحة الى لبنان، وإعادة النظر في الاتفاقات الاقتصادية والتجارية المبرمة بين دمشقوبيروت، باتجاه تنقيتها من الشوائب. وأكدت المصادر ذاتها أن لا مشكلة لدى السنيورة في زيارة دمشق، لكن"لم يعد من الجائز أن تقتصر المحادثات اللبنانية - السورية على المجاملة. وبات ضرورياً فتح حوار مباشر بين الحكومتين على قاعدة تطبيق ما أجمع عليه مؤتمر الحوار الوطني اللبناني، خصوصاً بالنسبة الى تحديد الحدود وتبادل التمثيل الديبلوماسي، إضافة إلى طلب مساعدة دمشق لجمع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات ومعالجته وضبطه في داخلها، نظراً الى أن الفصائل التي تقيم قواعد في مناطق لبنانية تعتبر من القوى الحليفة لسورية". وأضافت أن زيارة السنيورة لسورية تتوقف على مدى استجابة قيادتها المطلب اللبناني بالتصدي للمشكلات العالقة بين البلدين، من خلال وضع جدول أعمال للزيارة، لا سيما ان رئيس الحكومة كان اتفق مع الرئيس بشار الأسد في اجتماعهما العابر على هامش القمة العربية في الخرطوم، على هذه الزيارة، وتفاهما على ضرورة إعداد جدول أعمالها. ورأت أن الزيارة التي قام بها أمس الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني - السوري نصري خوري للسرايا الكبيرة، واجتماعه مع السنيورة يأتيان في سياق رغبة الأخير في تحميله رسالة الى القيادة السورية، تتعلق بعزمه على زيارة دمشق وضرورة التحضير لها، من خلال التفاهم على جدول أعمالها. وقالت المصادر إن بعض الدول العربية، خصوصاً السعودية ومصر، كانت توسطت لدى دمشقوبيروت ناصحة السنيورة بأهمية زيارته العاصمة السورية. لكن هذه الدول، وفي ضوء توتر في العلاقات مع الحكم السوري، لم تعد متحمسة للقيام بهذه الوساطة، بالتالي فإن السنيورة سيتداول معها في زيارته من باب حرصه الشديد على وضع القادة العرب في آخر التطورات، نظراً الى أن معظمهم كان أبدى تفهماً لوجهة نظره. الحصار على صعيد رفع الحصار البحري، فقد ترافق أمس مع استعداد دول لإرسال وحدات عسكرية للانضمام الى القوات الدولية المعززة"يونيفيل"من أجل مؤازرة الجيش اللبناني في انتشاره في الجنوب، تمهيداً لاستكمال الانسحاب الاسرائيلي. وتوافرت معلومات ل"الحياة"عن تدخل الأممالمتحدة والمجتمع الدولي لدى اسرائيل لاختصار المدة المتبقية قبل خروج جيشها من لبنان، بعدما كانت أعلنت أنها في حاجة الى مهلة جديدة أقصاها أسبوعان. وجاء قرار اسرائيل برفع حصارها البحري في أعقاب استكمال القوة البحرية الدولية انتشارها قرب المياه الاقليمية اللبنانية، ريثما تنضم إليها القوة الألمانية، في إطار توفير الدعم اللوجستي والفني لسلاح البحرية في الجيش اللبناني، ليكون قادراً على تفتيش السفن المتوجهة إلى ميناء بيروت، والتدقيق في حمولاتها للتأكد من عدم نقل أسلحة لغير القوات المسلحة اللبنانية، والقوات الدولية الجديدة. وفي هذا الصدد أعلن ناطق باسم وزيرة الدفاع الفرنسية، جان فرانسوا بورو في مؤتمر صحافي عقده أمس أن القوة البحرية الفرنسية الموقتة ستؤازر البحرية اللبنانية، لا سيما في تزويدها معلومات، وان لا تفويض لديها من الأممالمتحدة لاستخدام القوة. وقال ان القواعد المطبقة تندرج في إطار القانون البحري الدولي، موضحاً أن في حال حصول تسلل الى المياه الاقليمية"لن يكون الرد رادعاً"، لأن القوة البحرية الفرنسية لا يمكنها ان تمنع مرور سفينة بالقوة. وزاد ان قواعد عمل"اليونيفيل"البحرية في المستقبل والتي ستقودها ألمانيا تناقش في مقر الأممالمتحدة في نيويورك. وفي انتظار وصول القوة البحرية الألمانية، باشرت القوات البحرية الدولية أمس، بقيادة إيطاليا وبمشاركة عناصر فرنسية وأخرى يونانية، بمراقبة الساحل اللبناني، فور تنفيذ قرار رفع الحصار البحري، والذي كان تبلغه السنيورة ظهراً من مساعد الأمين العام للأمم المتحدة في بيروت غير بيدرسون. الى ذلك، وعلى صعيد السهر على حسن مراقبة وضبط المراكز الحدودية البرية والمطارات والموانئ التي تربط لبنان بالخارج، عقد أمس اجتماع في مكتب رئيس اللجنة الفنية العليا للمعابر المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، في حضور أعضاء اللجنة وفريق ألماني كان وصل الى بيروت في الطائرة التي أقلت وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير الى مطار رفيق الحريري. ويتألف الفريق من ضباط من البوليس الفيديرالي ومن الجمارك. وجرى خلال اللقاء اطلاع الوفد الألماني على التدابير والاجراءات التي درست والمتعلقة بوضع كل المعابر البرية والجوية والبحرية، وتم التطرق الى الثغرات الأمنية فيها، والاقتراحات والتوصيات الآيلة الى تلافيها، منعاً لأي عملية تهريب أو تسلل عبر المعابر البرية. وتفقد الفريق الألماني مطار رفيق الحريري على ان يتابع اليوم جولته على مرفأ بيروت والموانئ الأخرى اللبنانية بما فيها المعابر البرية، للوقوف على حاجات الاجهزة الامنية اللبنانية من معدات وتجهيزات، كي تقدمها ألمانيا كهبة الى الحكومة اللبنانية. وتوقعت مصادر أمنية رسمية وصول المساعدات الألمانية قريباً الى بيروت، وسيتولى فريق من الخبراء الألمان تدريب المعنيين في الأجهزة اللبنانية على طريقة استعمالها، خصوصاً انها مزودة أحدث التقنيات لتفتيش حقائب السفر والطرود، إضافة الى أنها تلتقط الصور المجسمة والمسطحة، سواء للمسافرين أو للشحنات المرسلة من بيروت أو إليها.