هل توجه رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان الى الشعب اللبناني أم الى الشعب التركي في حديثه الاذاعي الشهري الاخير؟ فهو دعا الأتراك الى المشاركة السريعة في القوات الدولية بلبنان، لأننا لا نستطيع ان ندير ظهرنا لما يحدث في جوارنا. فعلاقاتنا التاريخية وعاداتنا تفرض علينا أداء واجبنا في دول الجوار. وعليه، بحسب منطق اردوغان هذا، يصح القول إن مشاركة تركيا كانت واجبة في الحرب الايرانية - العراقية وفي حرب البوسنة وفي غيرهما من الحروب بالشرق الاوسط! ولا ريب في أن هذه الذرائع واهية، ويسوقها أردوغان للحصول على تأييدنا. ولا شك في أن أردوغان يتستر على السبب الحقيقي وراء اقتراحه المشاركة في القوات الدولية بلبنان. فكلامه على هذه المسألة مليء بالتناقضات، ويستثير مشاعر الاتراك. ويزعم أردوغان ان قواتنا ستحمي النساء والأطفال والأبرياء بلبنان حين لا نرى في القرار 1701 أثراً لمزاعم أردوغان أن القوات التركية لن تشارك في نزع سلاح"حزب الله"، ولن تقاتل. فهذا القرار واضح، وينص على احتمال دخول القوات الدولية في معارك، وانها قد تلجأ الى السلاح. ولو صح أن الامن والاستقرار استتبا بلبنان، فماذا يفعل كوفي انان في زياراته دول المنطقة؟ ولا ريب في ان أنان يسعى الى ضمان استمرار وقف اطلاق النار. وأردوغان يريد أن نهرول قبل أنان الى لبنان، وأن نقول إن السلام حل هناك، وإننا ذاهبون للمحافظة عليه. وعلى رغم زعمه أن قواتنا لن تهاجم ولن تشارك في نزاع مسلح، ينبه أردوغان الى أن المجازفة جوهر العمل العسكري، ويقول إن من لا يجازف لا يفوز. وزفت الينا وكالات الأنباء، في الوقت الذي كان يذاع فيه حديث اردوغان، أخباراً تفيد أن الارمن بلبنان يتظاهرون ضد مشاركة تركيا في قوات الپ"يونيفيل"، والامم المتحدة تنتقد استخدام اسرائيل قنابل عنقودية بلبنان، وصحفاً لبنانية تصف قوات"يونيفيل"بأنها قوات حملة صليبية جديدة. والحق أنني أعرف حقيقة أسباب دعوة اردوغان الى ارسال قوات الى لبنان ، وتمسكه بهذه المهمة الى حد تهمة من يعارض هذا التوجه بالخيانة. عن مصطفى بال باي، "جمهورييت" التركية، 2\9\2006