وجه رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان في اليوم الثاني من زيارته للبنان رسائل مبطنة إلى إسرائيل، مؤكدا أن تركيا "لن تسكت عن قتل الأطفال في لبنان واجتياح غزة وهدم المدارس والقرصنة في البحر". وقال "لن نسكت وسنقول الحق ونكون مع الحق"، داعيا اللبنانيين إلى التوافق الداخلي بشأن المحكمة الدولية. من جهته أكد رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الذي رافق إردوغان إلى مدينة صيدا الجنوبية حيث تم افتتاح مستشفى مولته تركيا، أن "لبنان سيكون بخير، واللبنانيين بكل أطيافهم وفئاتهم السياسية لن يفرطوا بوحدتهم الوطنية مهما تصاعدت حدة الخطاب السياسي ومهما سمعتم من الكر والفر الإعلامي". وقال إن "خيارنا في هذا البلد أن نعيش معاً، وأن نعمل معا وأن نتوحد في مواجهة التحديات الإسرائيلية وأن نعالج قضايانا بالحوار". وشدد على" أننا لن نيأس من الدعوة إلى تحكيم العقل، ومن التمسك بالحوار الوطني بقيادة الرئيس ميشال سليمان سبيلا وحيدا لحل النزاعات وتقريب وجهات النظر وفي ظل مظلة عربية توفرها المساعي المشتركة للقيادتين في السعودية وسورية". ولفت إلى أنه "إذا كانت تركيا قد نجحت بإحراز خطوات متقدمة على طريق التواصل وفتح الآفاق الواسعة نحو علاقات عربية تركية فإن لبنان يرشح نفسه ليكون حلقة أساسية في هذه العلاقات، ولبنان يرشح نفسه كجسر عبور نحو شراكة تركية-عربية". وزار إردوغان جنوب لبنان وتفقد الكتيبة التركية العاملة ضمن قوات "اليونيفيل"، وأطلق في مؤتمر للمصارف العربية في بيروت تأكيدا على تأسيس مجلس التعاون الرباعي بين تركيا وسورية ولبنان والأردن وقال "بدأنا بآلية الحوار الاستراتيجي مع جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي". وأكد أن تركيا "تبذل جهودها من أجل السلام، وسنستمر أن نقول غزة، كابول، بغداد، بيروت والقدس، من أجل السلام، وما أقوله الآن سيقال من آلاف القلوب في المستقبل وهذا مهم جداً". وقال "هل ستدخل (إسرائيل) أرض لبنان بأحدث الطائرات والدبابات وتقتل الأطفال والنساء وتهدم المدارس والمستشفيات، وبعدها تطلب منا أن نسكت؟". وأضاف "هل تستخدم أحدث الأسلحة والقنابل الفوسفورية والعنقودية وتدخل غزة وتقتل الأطفال الذين يلعبون في المزارع وبعدها تطلب منا أن نسكت؟". وأكد "لن نسكت، وسنقول بكل إمكانياتنا إننا مع الحق". وفي إطار الاحتجاجات على زيارة إردوغان إلى لبنان وقعت صدامات بين القوى الأمنية ومتظاهرين أرمن في وسط بيروت، بعد أن عمد المتظاهرون إلى تمزيق صور إردوغان المرفوعة في وسط المدينة، ورشقها بالحجارة. إلى ذلك أكد وزير النقل والأشغال العامة غازي العريضي بعد زيارته رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس "أن ثمة شيئاً جدّياً للغاية يجري بين الإخوان في المملكة وسورية". وأوضح "ليس صحيحاً أن الأمور معقّدة وليس صحيحاً أن ليس ثمة أساس لهذا التفاهم". من جهة أخرى استقبل الرئيس سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء السعودي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز. وجرى خلال اللقاء تبادل الأحاديث الودية واستعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها. كما استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة الأمير عبدالعزيز بن فهد.