سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مخاوف من عودة التفجيرات والجرائم السياسية في لبنان واستهداف التحقيق في اغتيال الحريري . محاولة اغتيال مسؤول أمني واكب ميليس وأوقف الضباط ال4 واعضاء في "القاعدة"
عشية تقرير سيرج براميرتز رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، هز لبنان امس انفجار طاول قيادياً في فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، كان لعب دوراً بارزاً في تسهيل التحقيق في محاولات اغتيال وكشف خيوط كثيرة. وجاء الانفجار الذي استهدف مساعد رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي المقدم سمير شحادة، عشية وصول نيقولا ميشال رئيس الدائرة القانونية في الأممالمتحدة الى بيروت، لتسريع تشكيل المحكمة الدولية التي ستنظر في اغتيال الحريري، وقبل ان يقدم براميرتز تقريره الى مجلس الامن في 25 الشهر الجاري. وفرض الحادث سؤالاً كبيراً ومخاوف من احتمال عودة مسلسل الاغتيالات والتفجيرات الى لبنان واستهداف التحقيق في اغتيال الحريري. راجع ص 2 و3 وطغت محاولة اغتيال شحادة على الجهود الرسمية اللبنانية والدولية لرفع الحصار البحري والجوي الذي تفرضه اسرائيل على لبنان، عندما استهدفت موكب شحادة المؤلف من سيارتي جيب إحداهما بيضاء والثانية سوداء عبوتان موجهتان لاسلكياً، وذلك في بلدة الرميلة ساحل الشوف فيما كان في طريقه من منزله في صيدا الى مكتبه في الأشرفية. وأدى الانفجار الى استشهاد اربعة من مرافقيه وجرح اثنين وآخر مدني صودف وجوده في مكان الانفجار. ونقل شحادة الى مستشفى غسان حمود في صيدا، حيث عولج من اصابات طفيفة وانتُزعت شظايا من وجهه وبعض اجزاء جسمه. وأثار استهداف شحادة حملة تنديد واسعة، تصدرها رؤساء الجمهورية اميل لحود والمجلس النيابي نبيه بري والحكومة فؤاد السنيورة، والوزراء والنواب الذين كانوا يشاركون في الاعتصام النيابي في يومه الرابع في مقر البرلمان، احتجاجاً على الحصار الإسرائيلي، فيما وصف رئيس كتلة"المستقبل"النيابية سعد الحريري محاولة الاغتيال بأنها"رسالة سياسية مرفوضة"، في اشارة الى دور شحادة في مواكبة التحقيق الدولي في اغتيال والده طوال الفترة التي امضاها القاضي الألماني ديتليف ميليس على رأس لجنة التحقيق الدولية. وإذ تبنى وزير الداخلية بالوكالة احمد فتفت ما قاله النائب الحريري، رأى ان محاولة اغتيال شحادة تشكل استهدافاً مباشراً للتحقيق الدولي، قبل ايام من تقديم براميرتز تقريره الثاني حول اغتيال الحريري الى مجلس الأمن، عبر الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان. وأكد فتفت في مؤتمر صحافي عقده بعد ترؤسه اجتماعاً طارئاً لمجلس الأمن المركزي، ان ما حدث امس"رسالة امنية - سياسية موجهة بالتأكيد الى شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي وإلى كل القوى الأمنية الشرعية، بالتالي كل الأطراف التي أشرفت وتُشرف على تحقيقات جنائية، خصوصاً ان المقدم شحادة أشرف من خلال مهماته في شعبة المعلومات على ملفات عدة وخطيرة، وحقق نجاحات باهرة اهمها في التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الحريري، وتعاونه مع لجنة التحقيق الدولية". ولفت الى ان الجريمة الجديدة"تشكل محاولة لنسف الوحدة الوطنية، وردة الفعل الجامعة، سواء في المجلس النيابي أو في الوسط السياسي، جاءت لتؤكد الحفاظ على الاستقرار". ونبه الى ان محاولة اغتيال شحادة تعتبر"استهدافاً مباشراً من جهات محلية وخارجية للملفات الأمنية، بهدف إرباك الأجهزة الأمنية ودورها في ضبط الأمن ومنع الفوضى"، وكذلك"محاولة لعودة مسلسل التفجيرات الى لبنان". وأكد فتفت انه لا يريد ان يربط بين هذه الجريمة واقتراب موعد صدور التقرير في جريمة اغتيال رفيق الحريري، لكنه رأى ان"التاريخ والواقع على الأرض يربطان بينهما". ورداً على سؤال أكد فتفت عدم وجود موقوفين حتى الآن، موضحاً ان القوى الأمنية استمعت الى شهود صودف وجودهم في مكان الانفجار او لدى مرورهم على الطريق لحظة حصوله. ولفت الى ان شحادة تلقى في السابق تهديدات، لكنه لم يتطرق الى تفاصيل بهذا الشأن، اضافة الى تعرضه لحملات سياسية في الداخل والخارج. وأوضح فتفت رداً على سؤال ان لا دخل للمقاومة بكل هذه المواضيع عندما يتحدث عن السلاح الفلسطيني خارج المخيمات. الى ذلك، علمت"الحياة"من مصادر امنية ووزارية رفيعة المستوى ان المقدم شحادة من بلدة شحيم - قضاء الشوف تولى في السابق شعبة مكافحة الإرهاب في قوى الأمن الداخلي، ليرأس لاحقاً فرع المعلومات فيها، قبل ان يُعيّن خلفاً له المقدم وسام الحسن حيث عُيّن مساعداً له. وأشارت المصادر الى ان شحادة كان على رأس القوة التابعة لقوى الأمن الداخلي التي أوقفت في 31 آب اغسطس 2005 الضباط الأربعة، اللواءين جميل السيد وعلي الحاج والعميدين ريمون عازار ومصطفى حمدان، للاشتباه بتورطهم في اغتيال الحريري. كما واكب شحادة عن كثب التحقيقات التي اجراها ميليس، وأشرف على تنفيذ الإجراءات والتدابير التي كان يتخذها، بالتنسيق مع النيابة العامة التمييزية في لبنان، كما ان شحادة كان تسلم الشاهد السوري في اغتيال الحريري، هسام هسام، الموجود الآن في سورية من وزير الداخلية العميد حسن السبع واقتاده الى مقر لجنة التحقيق في"مونتي فيردي"وسلمه الى ميليس، بعدما نصح بعدم الركون لأقواله، تاركاً للأخير اتخاذ القرار المناسب بهذا الشأن، باعتبار ان الكلمة الأولى والأخيرة تعود الى المحققين في اللجنة. وتعرض شحادة لهجوم شخصي من هسام هسام، عندما فر الأخير الى سورية وعقد مؤتمراً صحافياً في دمشق، اتهمه فيه بأنه حاول رشوته، في مقابل الإدلاء بالأقوال التي يطلبها منه. كما لعب شحادة دوراً اساسياً في اعتقال ستة اشخاص، بينهم فلسطينيون، كانوا يشكلون مجموعة استهدفت مراكز للجيش اللبناني، إذ ألقت اصابع من الديناميت قرب حاجز له في صيدا، واستهدفت لاحقاً ثكنة الأمير فخر الدين في منطقة الأونيسكو غرب بيروت. وتردد ان شحادة تلقى تهديدات، وأن قنبلة أُلقيت قرب منزله في صيدا، وتزامنت مع توقيف المعتدين على مراكز الجيش، وإلقاء قنبلة على منزل الملازم اول في فرع المعلومات وسام عيد، انفجرت قبل ان يهم بفتح الباب. وكان لشحادة دور في توقيف 13 شخصاً، بينهم فلسطينيون ولبنانيون، يحاكمون الآن بتهمة الانتماء الى تنظيم"القاعدة في بلاد الشام"، بزعامة أسامة بن لادن، اضافة الى مساهمته المباشرة في توقيف الأستاذ الجامعي اللبناني عاصم حمود لحظة خروجه من الجامعة التي يدرّس فيها، بعدما ورد اسمه في عداد المتهمين بالتحضير لتفجير الأنفاق في مانهاتن في الولاياتالمتحدة. وأكدت المصادر الأمنية ان الذين نفذوا محاولة اغتيال شحادة اتبعوا الطريقة ذاتها لدى محاولة اغتيال الوزيرين مروان حمادة والياس المر، وفي اغتيال النائب جبران تويني، مع فارق بسيط هو ان منفذي هذه الجرائم استعانوا بسيارات مفخخة وقاموا بتفجيرها لاسلكياً لحظة مرور المستهدفين امام الأمكنة التي وضعت فيها، بينما استعاض منفذو جريمة الرميلة عن السيارات بالعبوات الناسفة. وفي التفاصيل ان التفجير حصل لاسلكياً بواسطة عبوتين موصولتين ببعضهما البعض، وهما من صنع محلي، تحتوي كل منهما على اكثر من 800 غرام من مادة"تي ان تي"شديدة الانفجار، محشوة بكمية كبيرة من الشظايا الحديد والكرات المصنوعة من الفولاذ. وفي هذا السياق، علمت"الحياة"ان المكان الذي وقع فيه الانفجار هو المكان ذاته الذي عثرت الأجهزة الأمنية فيه سابقاً على عبوات تفجير سيارة النائب الياس عطاالله. كما علمت ان العبوتين فُجّرتا لاسلكياً على الإشارة والموجة ذاتيهما، وأن منفذي الجريمة كانوا تلقوا إشارة من آخرين تواجدوا على طول الطريق الممتد من صيدا الى الرميلة، لمراقبة موكب شحادة وتحديد لحظة وصوله الى مكان الانفجار والذي تطل عليه تلة، تردد ان الجناة استخدموها مستهدفين موكبه، خصوصاً ان في إمكانهم رؤيته من دون ان يتلقوا أي اشارة من الفريق الذي تولى مهمة المراقبة. وفي نيويورك الحياة، شدد الناطق باسم الأمين العام للامم المتحدة ستيفان دوجاريك، في تعليق على محاولة اغتيال المقدم شحادة، على"التزام الأممالمتحدة استقرار لبنان ووحدته في الأوقات الصعبة للبلد". وقال إن الأممالمتحدة"تدين بشدة محاولات تقويضهما". وقال ان الأممالمتحدة"في انتظار المزيد من التفاصيل من السلطات اللبنانية حول هذه الحادثة المثيرة للقلق".