واصل النواب اللبنانيون اعتصامهم المفتوح في البرلمان حتى رفع الحصار الاسرائيلي المفروض على لبنان، واتسعت حركة الاعتصامات لتشمل هيئات وفاعليات، وكذلك النقابات العاملة في المرفأ التي ستنظم اعتصاماً اعتباراً من اليوم في محطة الركاب، على ان يرافق هذا الاعتصام تحركات متعددة، تبدأ بتظاهرة في الحادية عشرة والنصف قبل الظهر، في اتجاه المجلس النيابي، لتحية النواب المعتصمين وتأكيد التضامن الوطني اللبناني في وجه العدوان الاسرائيلي. ودعا النواب في كلماتهم الى تحرك شامل لدعم اعتصامهم، يشمل المغتربين والنقابات والبرلمانات عربياً ودولياً. وطغت امس، قضية محاولة اغتيال المقدم سمير شحادة على معظم مداخلات النواب الذين اعتصموا لليوم الرابع على التوالي، في مبنى البرلمان، وامضى رئيس البرلمان العربي محمد جاسم الصقر، 3 ساعات مع المعتصمين، مؤكداً مشاركة لبنان أفراحه وأتراحه وأن لبنان"بلده الأول". وأوضح أن مشاركته"هي لتأكيد رفض الحصار لأن لبنان يدفع أثماناً غالية". وفي خلال الجلسة النيابية التي تعقد يومياً، اعدت رسالة إلى المغتربين لحضهم على التحرك لدعم الاعتصام النيابي والمساهمة في رفع الحصار، وتم الاتفاق على مشاركة وفد نيابي في اعتصام منتظر لعمال المرافئ. ودعا المجلس النيابي المرافئ العربية إلى التوقف يوماً واحداً عن العمل وأبلغ رئيس المجلس النيابي نبيه بري النواب بأن قطر أعلنت عن تسيير رحلات منتظمة إلى بيروت لخرق الحصار وعدم الاكتفاء بالطائرة القطرية التي وصلت اول من امس، ونقل إلى النواب أيضاً رسالة من الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى رداً على رسالة كان أرسلها النواب اللبنانيون، أشار فيها إلى تحرك الجامعة العربية باتجاه الدول الغربية لحضها على الضغط على رفع الحصار، وقال موسى إنه سيبحث موضوع الحصار المفروض على لبنان اليوم امس خلال اجتماعه مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان. وتبلغ النواب ايضاً اعتصام مجلس الشعب السوري تضامناً مع لبنان. وخاطبت رسالة المجلس النيابي المغتربين بالقول:"ان بلدكم وفي هذه اللحظة يواجه حصاراً عسكرياً بحرياً وجوياً إسرائيلياً يستهدف النظام الاقتصادي العربي والمتوسطي والعالمي. هذا الحصار يهدد ايضاً لقمة عيش مواطنيه، ويهدد قوة عمل وانتاج اللبنانيين، وباسم مجلس النواب اللبناني نطلب إليكم إبراز حضور لبنان في كل الدول الصديقة بالتظاهر امام البرلمانات رافعين العلم اللبناني ومطالبين بوقف كل صور وأشكال العدوان الإسرائيلي وبصفة خاصة بفك الحصار الإسرائيلي العدواني الظالم". وتحدث بري عن دعوة"المرافئ العربية الى التوقف يوماً عن العمل وهذا يتطلب ان يجري وزير الأشغال العامة اتصالاً بوزراء الأشغال العرب، كما ان اتحادات العمال العرب يجب ان تساهم في هذا الموضوع". واشار بري الى ان"هناك نواباً من البحرين بدأوا اعتصاماً تأييداً للنواب اللبنانيين واعدت الرسائل من لجان الصداقة الى لجان الصداقة في البرلمانات الدولية، ونتمنى على رؤساء لجان الصداقة في لبنان ان يوقعوها". وتلا بري نص رسالة موسى التي حيا فيها"النواب المعتصمين في مقر البرلمان اللبناني، معبراً لكم عن دعم الجامعة وتضامنها المطلق معكم في هذا التحرك المشروع الهادف الى رفع الحصار الإسرائيلي عن لبنان". واكد موسى ان رسالة النواب أبلغت"الى جميع الدول الأعضاء كما وجّهت بعثات الجامعة العربية لدى الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن لتكثف اتصالاتها بالتنسيق مع مجالس السفراء العرب بهدف وقف الانتهاكات والخروق الاسرائيلية لقرار مجلس الأمن 1701، مع التأكيد على المطالبة بالرفع الفوري للحصار الاسرائيلي المخالف لكل القوانين والأعراف الدولية". ولفت بري الى ان الجزائر"خصصت يوماً كاملاً برلمانياً للتضامن مع لبنان، كما ان هناك اعتصاماً من مجلس الشعب السوري تضامناً مع لبنان، وهناك 250 عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني مقيمون في الأردن يعتصمون الآن في مقر المجلس في عمان. كما تلقيت عدداً من برقيات التضامن من الفلسطينيين". وأبلغ وزير الداخلية بالوكالة احمد فتفت المعتصمين"بتعرض موكب لفرع المعلومات بقيادة المقدم سمير شحادة يعبر جسر الرميلة، لتفجير من خلال عبوة ناسفة قرب السيارة". واعتبر ان الاعتداء موجه الى كل القوى الامنية وليس الى فرع المعلومات وهو موجه الى الجيش اللبناني ايضاً". ورأى ان"الحماية السياسية مهمة بقدر الحماية الامنية". وقال:"ان الجيش والقوى الامنية في حاجة الى تعاون الجميع في القوى السياسية". وتخوف النائب وليد عيدو من"عود على بدء". وسأل:"من المستفيد؟ من يريد الانقلاب على الأمن؟ من يريد ان يضرب العمود الفقري للبنانيين وهي الوحدة الوطنية عبر عودة التفجيرات؟". وتحدث بري مع رئيسة مجلس الشيوخ في بلجيكا التي وجهت عبر مكبر الصوت كلمة تضامن مع لبنان والاعتصام النيابي. وقال الوزير مروان حمادة:"طبعاً التحقيق هو الذي سيضع النقاط على الحروف بالنسبة الى محاولة اغتيال المقدم شحادة، ولكن اسأل هل من باب الصدفة؟". وهنا دخل رئيس البرلمان العربي الانتقالي محمد جاسم الصقر، فَعَلا التصفيق له. وتابع الوزير حمادة:"التفجير يعيد الى الذاكرة التفجيرات التي تمت منذ فترة، وهل هناك علاقة بين هذا التفجير وبين وصول المدير القانوني لهيئة الاممالمتحدة مساء غد اليوم الى بيروت حاملاً آخر النسخ المنقحة لمشروع الاتفاق بين لبنانوالاممالمتحدة حول انشاء المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري. اقول ذلك لأن الكثير من المعلومات تحدثت عن متفجرات جهزت لاستهداف عدد من الشخصيات اللبنانية لإنزال الرعب مجدداً في المجتمع اللبناني خصوصاً الطبقة السياسية التي بقيت موحدة خلال الحرب". واعتبر بري ان الاعتداء"هو رسالة مرفوضة ضد الموقف اللبناني الواحد. ودائماً الكلمة الفصل هي للقضاء. ولكن منذ الآن اقول باسم المجلس ان هذا الأمر طعنة في صميم هذا الاعتصام ضد استمرار العدوان الإسرائيلي". وأشار الى ان طائرة محمد جاسم الصقر رئيس البرلمان العربي"لم تستطع ان تخرق الحصار ولكنه اتى على ما اعتقد الى دمشق ومن هناك انتقل براً إلينا ليعتصم وإياكم. هذا ليس غريباً عن جاسم الصقر، ليس غريباً عن الكويت، ليس غريباً عن رئيس مجلس الأمة الكويتي، عن هذا المجلس الحي، عن جاسم الخرافي، عن كل فرد من الكويت، فباسم لبنان وباسم المجلس النيابي ارحب بك ايضاً متكلماً. ايضاً يسرني ان ارحب بنائب من نواب مجلس الشعب المصري النائب المستقل الأخ مصطفى الجندي الذي اتى ايضاً للمشاركة في هذا الاعتصام". ثم تحدث الصقر قائلاً:"قدركم ان تكونوا ساحة الصراع في كل ما هو مضر مع كل الأسف. هذا قدر لبنان وانتم تدفعون اثماناً غالية لأمور قد لا يكون لكم دخل فيها، احب ان اشيد بالدور الجبار والكبير الذي قام به الرئيس نبيه بري، ونحن ندعم خرق الحصار. وانا اعتقد بأن إسرائيل تخترق العالم وليس فقط القرار 1701 لعدم تطبيقها بنود هذا القرار. هذا حصار مجرم وقذر ويجب ان يخترق". وانتقد النائب مصطفى هاشم كلام الوزير السابق سليمان فرنجية أول من امس. فيما رحب النائب محمد رعد بپ"الضيفين العزيزين"، وقال:"لا بد من القول ان الحادثة المستنكرة والمدانة تثير لدى الكثير منا أسئلة لا بد من الإجابة الدقيقة عليها، خصوصاً ان وحدتنا الوطنية بها وحدها نستطيع خرق الحصار". واستنكر النائب ابراهيم كنعان الجريمة التي"لا تطاول ضابطاً او جندياً في قوى الأمن بل جميع اللبنانيين". وقال:"اي اعتداء يطاولنا جميعاً ويطاول السيادة اللبنانية". ورفع الرئيس بري الجلسة عند الثانية عشرة والنصف ظهراً وتقرر ان ينام في المجلس النواب: قاسم عبدالعزيز، محمود المراد، انور الخليل، عبدالمجيد صالح، علاء الدين ترو، ايوب حميد، عاصم عراجي، انطوان سعد، ناصر نصر الله، واسماعيل سكرية. الحريري: إرهاب جبان والتقى بري بعد الجلسة رئيس كتلة"المستقبل"النيابية سعد الحريري الذي انضم الى المعتصمين أمس. وقال الحريري بعد ساعة استغرقها اللقاء"إن اللبنانيين مستهدفون عندما يستهدف أمنهم فاستهداف رجال الأمن الذين يحافظون على استقرار بلدنا سواء من الجيش أو قوى الأمن رسالة مرفوضة"، واصفاً محاولة اغتيال المقدم شحادة ب"العمل الارهابي". كما وصف مرتكبيها ب"الجبناء ومهما حاولوا لزرع الفتنة نحن صامدون في وجه العدوان والحصار والارهاب الجبان". واعتبر أن رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري سيرج براميرتز يقوم بعمله في شكل جدي وسري جداً ونحن مستعدون لتقبل أي نتيجة للتحقيق". وأكد أن"ما من أحد يستطيع ضرب المحكمة الدولية".