اطلق أعضاء جمهوريون في الكونغرس حملة تستهدف وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس لموافقتها على منح الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي تأشيرة دخول الى الولاياتالمتحدة حيث يلقي محاضرات أمام الكاتدرائية الوطنية وجامعة هارفرد ومجلس العلاقات الاميركية - الاسلامية. وانقسم المعلقون السياسيون حول فائدة السماح لخاتمي بزيارة اميركا ومخاطبة الرأي العام فيها. وفيما يرى بعض، بمن فيهم مسؤولون اميركيون، ان الزيارة قد توفر فرصة لإطلاق حوار قد يساهم في عزلة النظام الحاكم في طهران، يرى آخرون ان الزيارة تخدم طهران ومصالحها وتساعد على اعطاء"وجه مسالم"للنظام الايراني المعادي ل"الشيطان الاكبر". وقال مسؤول اميركي ل"الحياة"إن زيارة خاتمي الذي كان صرح بأنه"لا يرى فرقاً بين جورج بوش واسامة بن لادن"، وبأنه يؤيد"حزب الله"وبرنامج ايران النووي، ستساهم في تعزيز صورة اميركا كمجتمع تعددي منفتح يسمح للجميع، بمن فيهم الاعداء، بالتعبير عن آرائهم. واعتبرت ايلين ليبسون، مسؤولة الاستخبارات السابقة التي ترأس مركز ابحاث هنري سيتمسون، ان الزيارة تستهدف اعطاء فرصة للإصلاحيين الساعين الى بناء جسور بين ايران والغرب. غير ان اعضاء في الكونغرس يرون ان الزيارة توفر فرصة للنظام الايراني لممارسة حملة للعلاقات العامة في اوساط الرأي العام الاميركي. وقالت عضو الكونغرس الجمهورية البارزة ايليانا روس - ليهتينن ان السماح بزيارة خاتمي، وهي اول زيارة لمسؤول ايراني على هذا المستوى منذ قطع العلاقات الديبلوماسية بين البلدين العام 1979،"يبعث برسالة خاطئة للأميركيين من ضحايا الارهاب الايراني ورسالة خاطئة للتنظيمات الارهابية الاسلامية مثل حزب الله وحماس، وأنظمة مثل سورية واعداء آخرين للحرية وكذلك للشعب الايراني". ووصل خاتمي اول من امس الى نيويورك وانتقل منها الى مدينة شيكاغو حيث من المقرر ان يبدأ سلسلة خطابات تتناول موضوع الحوار بين الحضارات قبل ان ينتقل ليحاضر في جامعات في ولايتي مساتشوستس وفيرجينيا ومقاطعة واشنطن العاصمة. في المقابل، اطلقت ليهتينن، وهي رئيسة اللجنة الفرعية للشرق الاوسط في مجلس النواب، حملة توقيعات في الكونغرس على رسالة ستسلمها لوزيرة الخارجية الاميركية تعبر عن"القلق العميق"بسبب منح خاتمي تأشيرة دخول الى الاراضي الاميركية. وتنص الرسالة على ان السماح له بالزيارة"يقوض مصالح الأمن القومي الاميركي في ما يخص ايران والشرق الاوسط الاوسع". وقال عضو مجلس الشيوخ الجمهوري السناتور جورج آلان ان"اداء النظام الايراني في ظل حكم خاتمي تميز بإنفاق بلايين الدولارات لبناء مفاعلات نووية واسلحة متطورة، فيما فشل في احداث اصلاحات سياسية كان تعهد إجراءها". وبعث السناتور برسالة خاصة لرايس اول من امس قال فيها ان"منح تأشيرة دخول لخاتمي تقدم دعماً للاستراتيجية الايرانية الحالية التي تستهدف المماطلة وشراء الوقت فيما تواصل ايران بناء قدراتها التسليحية النووية". ومن المقرر ان يلتقي خاتمي الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر الذي خسر الانتخابات الرئاسية في العام 1980 لمصلحة رونالد ريغان بسبب مواصلة ايران احتجاز رهائن السفارة الاميركية في طهران ورفض اطلاقهم الى ما بعد وصول ريغان الى البيت الابيض. وكان كارتر مني بانتكاسة كبيرة في الشهور الأخيرة من رئاسته بسبب محاولة فاشلة لإنقاذ الرهائن استخدمت فيها طائرات مروحية سقط بعضها بسبب رداءة الطقس. ومعروف ان النظام الايراني ابرم العام 1984 صفقة سرية مع ادارة ريغان في ما عرف بفضيحة"ايران - غيت"، التي شملت تزويد ايران أسلحة اميركية بوساطة اسرائيلية خلال الحرب العراقية - الايرانية. وأكدت وزارة الخارجية الاميركية ل"الحياة"أن المسؤولين الاميركيين سيقاطعون محاضرات خاتمي. وتوقع معارضون ايرانيون ان يتجاوز حجم تظاهرة الاحتجاج على زيارة خاتمي الخميس المقبل حجم آخر تظاهرة احتجاج ضد الحرب في العراق.