قال المخرج السوري محمد فردوس الاتاسي إن منتج مسلسل"الملاك الثائر"الذي يتناول حياة الاديب جبران خليل جبران قرر عدم عرضه في رمضان، مفضلاً التريث الى ما بعد معمعة الشهر الفضيل التي تشهد تخمة في عدد الأعمال الدرامية المعروضة على الفضائيات. وأضاف الاتاسي، وهو مخرج العمل الذي كتبه الروائي نهاد سيريس، ان المسلسل منجز ويستحق أن تشاهده اكبر شريحة ممكنة من المشاهدين بهدوء وروية، وهو ما لا يتوافر في رمضان في ظل هذا الحشد الضخم من الأعمال الدرامية المتاحة أمام المشاهد. ورأى الاتاسي الذي عاد هذا العام للإخراج بعد غياب استمر عامين بعملين هما"الملاك الثائر"وپ"الوردة الأخيرة"ان العمل الأول من أهم الأعمال التي اشتغل عليها طوال مسيرته في الإخراج، مشيراً الى أن النص مكتوب بحرفية عالية. وحول تقاطعه مع عمل آخر سيتولى إخراجه الفنان حاتم علي تأليف إيمان خضر حول شخصية جبران، قال اتاسي:"إن العملين لن يتضاربا، إذ انني اطلعت على نص العمل الآخر منذ فترة طويلة وكل واحد منهما سيغطي فترة معينة من حياة جبران. ذلك أن"الملاك الثائر"يتناول الفترة الممتدة منذ ولادته وحتى سفره الى الولاياتالمتحدة الاميركية محاولاً التركيز على العوامل التي أسهمت بتشكيل فكره وعبقريته، والفترة التي شهدت النضال والكفاح ضد الإقطاعيين". ولفت الى أن الأعمال التي تناولت فترة الاحتلال التركي لسورية ولبنان والهجرات الكبيرة منهما الى القارة الاميركية قليلة جداً. موسم للانتاج الرمضاني فقط وانتقد اتاسي تكرار الازدحام في عرض الأعمال خلال رمضان، ورأى أنها عوامل تجارية بحتة ولا علاقة لها بالمشاهد الذي يحار خلال الأيام الأولى ماذا يشاهد ليحسم أمره لاحقاً بمتابعة عملين أو ثلاثة على الأكثر. ويرى اتاسي"ان شركات الإنتاج تساهم بتكريس هذا التقليد السيئ من خلال تكريس أعمالها للعرض الرمضاني، حتى ان بعض الفضائيات تقدم نحو عشرة أعمال يومياً"، متسائلاً:"من يتابع المسلسل الذي يعرض قبل الظهر أو في ساعات الفجر؟". ويوضح أتاسي ان استنفار الدراما السورية للعمل قبل شهرين أو ثلاثة من رمضان يؤدي الى ارتباط الممثلين والتقنيين بأكثر من عمل في وقت واحد، ما يجعل كثراً منهم غير متمكنين من أدوارهم، ولفت الى أن تلك الهجمة تجعل مهمة العثور على مهندس صوت أو مشرف إضاءة مستحيلة. واقترح البحث عن حلول جدية للخروج من هذا التقليد السلبي كأن تقدم المحطات ثمن ساعة الدراما خارج أوقات رمضان كما هي في رمضان. ويشير اتاسي الى مشكلة أخرى تواجه الإنتاج الدرامي السوري تتصل بغياب جهة توزيع قوية تشرف على تسويق تلك الأعمال، خصوصاً أن السوية الفكرية والفنية للأعمال السورية"جيدة جدا"، لافتا الى ان البيع غالباً ما يتم عبر العلاقات الشخصية وبأثمان بخسة مقارنة مع أعمال عربية ليست أفضل من الأعمال السورية كما يعترف الجميع. من هنا، غالباً ما يضطر هؤلاء الى التنافس في ما بينهم. وأشار أتاسي الى"ان الدراما السورية التي باتت تنتج ما بين 40 الى 50 عملاً سنوياً بحاجة الى الدعم والإشراف وإقامة مدينة تلفزيونية ضخمة في ظل عدم تلاؤم الاستوديوات الموجودة حالياً مع حجم العمل الضخم".