تسارع محركات المروحية"بلاك هوك ام. اي 62"قبيل إقلاعها يشير إلى تتابع تطورات الأزمات في هذه البقعة من العالم، أما هدير محركاتها القوي فيشي بالقلق المتصاعد في المنطقة، والتي تشهد تسخيناً متزايداً وقرعاً لدفوف الحرب على إيقاع الملف النووي الإيراني، كان الوقت صباحاً عندما أعلن الكابتن الأميركي التوجه إلى المروحية، وأيادي الفريق تلوح بالتقدم، إذ كانت الإشارات هي البديل للتخاطب، تماما كأزمات هذه المنطقة. لم يكن الثلثاء الخامس من أيلول سبتمبر يوماً عادياً في تفاصيله، بعد أن ارتفعت المروحية عن الأرض، مودعة مطار الكويت العسكري، منطلقة نحو شمال الخليج العربي، بمحاذاة مرفأ البصرة، معلنة بداية الرحلة. 45 دقيقة في أجواء الخليج، جمعتنا بعدها بطاقم الحماية البحرية في قوات التحالف، على متن البارجة العملاقة"كروزر""USS Philippine Sea CG-58"، والتي تحمل على متنها نحو 380 فرداً من القوات المتحالفة، منهم الأميركيون والأستراليون والبريطانيون، ومزيج من ملامح أخرى تنبئ بأعراق متباينة يجمعها التحالف. وتبث صور البحارة وهم يتجولون في أرجاء السفينة النشاط والحيوية، لاستنشاق رائحة البحر عن قرب في الصباح الباكر، وأمواج الخليج تتآلف مع الرطوبة وروائح السمك والروبيان، وما أن تنشق السماء عن الشمس في الأفق، حتى يدب النشاط في أوصال البارجة. الجميع يعمل كخلية نحل، بدءاً من البحارة والمسؤولين، وصولاً إلى كبار الضباط. لن تخدعك الرؤية في مشاهدة كل طاقم السفينة يتحرك بانضباط كبير، فأداء التمارين الرياضية الصباحية جزء يومي هنا، وعلى رغم حركاتهم اللا محدودة، فإن أجهزة التمارين الرياضية الآلية متوافرة أيضاً. الشمس لم تشرق بعد، حينما يبدأ طاقم العمل بأخذ حمام صباحي استعداداً لنهار جديد. وتنبعث رائحة الطهي من مطعم البارجة المخصص للتنفيذيين من كبار الضباط، الذي تبنى المهمة الإعلامية في الضيافة، فلكل طبقة مطعمها الخاص هنا.