اختتم الحزب"الوطني الديموقراطي"الحاكم في مصر مؤتمره السنوي الرابع أمس من دون مفاجآت تتعلق بتعديلات دستورية كان متوقعاً أن يطرحها الرئيس حسني مبارك في كلمته أمام المؤتمر، كما لم تشهد التشكيلات القيادية للحزب أي تغييرات. وألقى مبارك، بصفته رئيساً للحزب، كلمة في الجلسة الختامية أكد فيها أن العام المقبل"سيكون عاماً للإصلاحات الدستورية وتحرير الاقتصاد المصري الذي استرد عافيته واستعاد قدرته على جذب الاستثمارات"، معتبراً أنه"حان الوقت لتنعكس ثمار ذلك على الحياة اليومية للمواطنين". وقال مبارك:"عهد أجدده أمام الله والشعب أن أواصل تحمل مسؤولية الوطن بشرف، وأن أبذل من أجله ومن أجل ابنائه كل غال ورخيص". وأشار إلى أن الدورة البرلمانية المقبلة ستشهد تعديلات دستورية هي الاكبر والاوسع منذ العام 1980، لكنه لم يحدد مواد الدستور التي سيتم تعديلها. ومعروف أن قوى المعارضة تطالب بإعادة تعديل المادة 76 الخاصة بطريقة انتخاب رئيس الجمهورية، لإتاحة الفرصة لمرشحي الأحزاب والمستقلين لخوض الانتخابات المقبلة التي لا يفي بمتطلبات خوضها سوى مرشح يطرحه"الوطني". كذلك، تطالب المعارضة بتعديل المادة 77 لوضع قيود على عدد مرات ولاية الرئيس. واعتبر مبارك في كلمته أن تعديل المادة 76 الذي جرى العام الماضي"جاء ليؤكد حاكمية الدستور ومرجعيته ويرسخ النظام الجمهوري ويكون الناس أمام مزيد من الاصلاحات الدستورية والتشريعية التي ستعيد تنظيم العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، وتعزز دور البرلمان في الرقابة والمساءلة، وتوسع اختصاصات مجلس الوزراء، وتحقق النظام الانتخابي الامثل، بما يعزز فرص تمثيل الاحزاب السياسية وتمثيل المرأة في البرلمان، وتتيح اختيار التوجه الاقتصادي للدولة". وأكد أن التعديلات ستهدف أيضاً إلى"دعم الصلاحيات التنفيذية والرقابية للمحليات، وتعزز اللامركزية في أدائها، وتضفي مزيداً من الضوابط، على ممارسة رئيس الجمهورية لصلاحياته الدستورية عند مواجهة اخطار تهدد سلامة الوطن أو تعيق مؤسسات الدولة عن أداء دورها الدستوري، وتفتح الطريق امام قانون لمكافحة الارهاب ليصبح بديلاً تشريعياً لمواجهة مخاطره، من دون الحاجة إلى استمرار مكافحته بقانون الطوارئ". وانتقد مبارك مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي تطرحه الإدارة الأميركية. وقال:"إننا نعيش في منطقة تجتاز مرحلة خطرة من الاضطراب وغياب الاستقرار، نشهد خلطا للأوراق، وتضارباً في الرؤى حول مستقبل الشرق الاوسط، كما نشهد محاولات لفرض واقع اقليمي جديد، لا يعي ظروفها ومعطياتها وأولوياتها، ويتغاضى عما تواجهه شعوبها من تحديات، وما تتطلع اليه من آمال وطموحات". وأضاف أن"إخفاق عملية السلام وتوقفها هو جوهر مشاكل الشرق الاوسط". ورأى أن"اي حديث عن الشرق الاوسط الكبير أو الجديد، انما يتجاهل هذه الحقيقة، وأي حديث عن الحرب على الارهاب، لا بد ان يقترن بحديث مماثل عن جذوره ومسبباته، وتحرك عاجل للتوصل لحلول عادلة لقضايا عالقة تغذي مشاعر الغضب والتطرف وتمنح الارهاب الحجج والذرائع". وقال:"سندافع عن رؤيتنا لمستقبلها المنطقة. سنتمسك بأن يبقى العالم العربي قلب الشرق الاوسط ونواته وركيزته. ولن نسمح بمحاولات طمس هويتنا العربية أو تذويبها. وسنمضي في تعزيز مقومات القوة الشاملة للدولة، جيشاً واقتصاداً وشعباً، لن نسمح بالنيل من دور مصر الاقليمي، او المساس بأمنها القومي، أو بمصالحها العليا ومصالح ابنائها".