اعتبر المسؤول الرفيع المستوى في وزارة الخارجية الروسية اوليغ روجكوف أن إيران"تتلاعب"بالمناقشات في شأن ملفها النووي. وقال أن طهران"تستخدم أساليب سمسرة"في الحديث عن حقها في الاستخدام السلمي للطاقة الذرية. تزامن ذلك مع إعلان موسكو أنها بدأت نشاطاً عملياً لإنشاء مركز لتخصيب اليورانيوم على الأراضي الروسية. وفي لهجة غير مسبوقة في انتقاد مواقف طهران، اعتبر روجكوف وهو نائب مدير ادارة الأمن ونزع السلاح في الخارجية الروسية، ان طهران تبالغ في شكل متواصل عند الحديث عن حقها في الاستخدام السلمي للطاقة، معتبراً ان هذا الأسلوب يزيد من تعقيد المناقشات حول الملف النووي الإيراني. في الوقت ذاته اكد الديبلوماسي الروسي الذي كان يتحدث خلال اجتماع مع اعضاء لجنة العلوم والتكنولوجيا في المفوضية البرلمانية لدول حلف شمال الأطلسي ، على الموقف الروسي الداعي الى عدم استخدام القوة للضغط على طهران، مشدداً على ان موسكو"لا ترى سبيلاً آخر لحل المشكلة الإيرانية غير البحث عن تسوية سياسية ديبلوماسية". وزاد ان الضغوط القوية التي يتحدث عنها البعض في الغرب ستدفع ايران الى"عزلة سياسية يمكن ان تسفر عن نتائج سلبية للغاية"كما انها ستؤدي الى تقليص امكانات الرقابة على البرامج النووية من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية. في غضون ذلك، أكدت روسيا أنها بدأت العمل في مجال إقامة مركز دولي لتخصيب اليورانيوم. وأعلن رئيس الوكالة الفيدرالية الروسية للرقابة الفنية قسطنطين بوليكوفسكي أن خبراء شرعوا في دراسة المشروع الذي ينتظر ان يقام قرب مدينة انغارسك شرق سيبيريا، ولفت الى ان موسكو تنوي مناقشة موضوع أعمال الرقابة على المشروع من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية أثناء المؤتمر الحالي للوكالة . وأعلن مدير الوكالة الفيديرالية الروسية للطاقة الذرية سيرغي كيريينكو أن تشغيل المفاعل الأول في محطة"بوشهر"الكهرو- ذرية الإيرانية سيجري في أيلول سبتمبر المقبل. وأضاف أنه سيجري محادثات في هذا الشأن الاثنين المقبل، مع نائب الرئيس الإيراني غلام رضا أغا زاده الذي سيقوم بزيارة العاصمة الروسية في هذا الموعد"لمناقشة المسائل المتعلقة بوضع اللمسات الاخيرة على عملية تسليم المفاعل للجانب الإيراني وتشغيله فعلياً"، علماً بأن مناقشات الطرفين حول هذا الملف كانت تعطلت اكثر من مرة بسبب إصرار موسكو على استرداد الوقود النووي المستخدم في المفاعل الإيراني. الموقف الصيني في بكين أ ف ب، دعا ناطق باسم الخارجية الصينية مجدداً، إلى متابعة المفاوضات مع إيران حول برنامجها النووي من دون أن يبدي رأياً في دعوة الرئيس الفرنسي جاك شيراك القوى العظمى إلى التراجع عن السعي إلى فرض عقوبات على إيران في الأممالمتحدة. ورداً على موقف شيراك الاثنين، اكتفى الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية في مؤتمره الصحافي الدوري بالتذكير بموقف بلاده من الموضوع، قائلاً إن"هدف المجتمع الدولي هو التوصل الى حل سلمي للمفاوضات الديبلوماسية وهو متوافق مع مصالح كل الجهات المعنية". وقال:"هذا افضل خيار لكل الجهات المعنية"، داعياً كل الأطراف إلى"الهدوء"و"الاعتدال"والى"الاستفادة من الفرصة التي يتيحها الحوار بين إيران والترويكا الأوروبية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا". وكان شيراك قال في مقابلة مع إذاعة"أوروبا 1"الخاصة:"يجب أولًا التوصل إلى جدول أعمال للمفاوضات ثم مباشرتها وخلال هذه المفاوضات اقترح من جهة أن تتخلى الدول الست عن اللجوء إلى مجلس الأمن ومن جهة أخرى أن تتخلى إيران خلال هذه المفاوضات عن تخصيب اليورانيوم". وهي المرة الأولى التي يشير فيها أحد القادة الأوروبيين بوضوح إلى أن تعليق تخصيب اليورانيوم لم يعد"شرطاً مسبقاً"لبدء مفاوضات في شأن الملف النووي الإيراني. ونأى شيراك بنفسه عن موقف الولاياتالمتحدة التي تشترط وقف إيران تخصيب اليورانيوم قبل بدء أي مفاوضات مع طهران. ومن المقرر أن يكون البرنامج النووي الإيراني في صميم المحادثات والنقاشات في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث من المقرر أن يلقي الرئيس الأميركي جورج بوش والإيراني محمود احمدي نجاد والفرنسي جاك شيراك كلمات في المناسبة. واشنطن وحرصت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس التي وصلت إلى نيويورك لإجراء سلسلة من اللقاءات الثنائية على عدم معارضة الاقتراح الفرنسي. ولمّحت على العكس الى استعداد الولاياتالمتحدة لقبول مقاربة مزدوجة في شأن الملف النووي الايراني، تفسح في المجال امام الاوروبيين للتفاوض مع طهران من جهة وتواصل من جهة اخرى، نقاشاتها في مجلس الامن حول عقوبات محتملة تفرض على ايران في حال باءت المفاوضات بالفشل. وكان الناطق باسم الوزيرة الأميركية شون ماكورماك اكثر وضوحاً في دعمه لهذه المقاربة المزدوجة التي ستترك امام طهران خياراً بين جزرة الأوروبيين وعصا الأميركيين. وقال"إنها استراتيجية ترمي الى بذل قصارى الجهود لإقناع ايران باعتماد موقف ايجابي". وأكد البيت الأبيض هذه المقاربة المزدوجة معرباً عن استعداده لقبول تعليق ايران تخصيب اليورانيوم فترة محددة وان يتم التحقق من هذا التعليق لإطلاق مفاوضات حول الأنشطة النووية المشبوهة للجمهورية الإسلامية. من جانبه أعلن ستيفن هادلي مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي للصحافيين:"ما قلناه هو أن نتمكن من التحقق من تعليق إيران للتخصيب لإطلاق مفاوضات". وقال هادلي للصحافيين على متن الطائرة التي كانت تقل الرئيس الأميركي إلى نيويورك:"لا نقول وقف الأنشطة بل تعليقها". وأكد هادلي انه في حال تم التحقق من تعليق الأنشطة الحساسة فإن الولاياتالمتحدة مستعدة للانضمام إلى المفاوضات المتعددة الأطراف مع إيران.