اعتقد كل من شاهد مباراة الزمالك والمكناسي المغربي في ذهاب الدور الأول لدوري أبطال العرب لكرة القدم أول من أمس الاثنين أن اللقاء سينتهي سلبياً، وتكفل لاعبو الزمالك الأكثر سيطرة على الأحداث بإهدار أسهل الفرص في حلق المرمى المغربي. وضرب مهاجم منتخب مصر وهداف الزمالك الأول في السنوات الأخيرة عبدالحليم علي رقماً قياسياً في التسديد خارج المرمى، وأكمل الحكم الإماراتي الامر بتجاهل احتساب هدف صحيح 100 في المئة للزمالك بعد عبور كرة جمال حمزة لخط المرمى. وشاهدها الجميع بوضوح إلا الحكم ومساعده. أداء الزمالك تدنى كثيراً في منتصف الشوط الثاني وقل اهتمام لاعبيه وهبطت حماستهم وسكتت جماهيرهم.. وزاد الطين بلة لأصحاب الملعب ان مدربهم البرتغالي كاجودا واصل أخطاءه في التشكيل والتغيير.. ولكن كرة القدم تبقى دائماً وأبداً الرياضة التي لا تعترف بالتوقعات ولا المنطق. الدقيقة ال75 ايقظت الجماهير العاشقة لفنون نجمها الفنان حازم امام عندما قرر المدرب اشراكه بدلاً من المدافع يوسف حمدي.. وعلى رغم غرابة القرار الا ان لمسات حازم غير المتوقعة وتمريراته السحرية اعادت سريعاً الاهتمام الى الجماهير.. وقبل ست دقائق من النهاية احتسب الحكم ركلة حرة لاصحاب الملعب خارج منطقة الجزاء مباشرة، وتكاثر لاعبو الزمالك حول الكرة في سباق للتسديد. طلب منهم كابتن الفريق حازم امام إعطاءه الفرصة ولو لمرة واحدة.. وحسناً انهم استجابوا له. تقدم حازم ولعب الكرة من فوق الحائط البشري المغربي وذهبت الكرة بوضوح صوب المكان الذي وجد فيه الحارس المغربي بوجيوني. واعتقد كل من يعرف كرة القدم ان الحارس سيمسك الكرة بسهولة، ولكن الاقدار تدخلت لتمنح الفنان الفرحة وافلتت الكرة بغرابة وبأسلوب غير مسبوق من يدي الحارس، وتهادت نحو شباكه، الهدف الوحيد في المباراة.. وفاز الزمالك بالهدف النظيف وانهمرت الدموع الصادقة من عيني حازم امام واهتزت معها كل القلوب العاشقة لاخلاق وفنون النجم المظلوم في ناديه. مباراة الاياب بين الفريقين في المغرب ستكون صعبة على الطرفين، ولا ينسى انصار الزمالك تكرار خروجهم من البطولات العربية والقارية على يدي الاندية المغربية.. وآخرها في العام الماضي على ملعبهم في القاهرة بسقطة تاريخية امام الرجاء بپ"ثلاثية"نظيفة.. وهي الهزيمة الأثقل للفريق المصري دولياً في القاهرة طوال تاريخه.