قدم فريقا المقاولين العرب والاسماعيلي واحدة من أغرب مباريات كرة القدم في تاريخ الدوري المصري، وانتهى اللقاء بفوز المقاولين العرب بهدف لعلي عاشور من ركلة جزاء في الدقيقة الرابعة من الوقت المحتسب بدل الضائع من الشوط الثاني لأولى مباريات المرحلة العاشرة. أهمية المباراة والاسم الكبير للناديين واقامتها في الاسماعيلية المدينة العاشقة لكرة القدم لم تؤثر سوى على ألف متفرج فقط ذهبوا الى الملعب لمشاهدة اللقاء، وتناثروا في المدرجات الواسعة التي تسع أكثر من 50 ألف متفرج. هاجم المقاولون العرب في البداية وحاصر الاسماعيلي في نصف ملعبه وحالت العارضة من دون احراز هدف ولا أجمل من تسديدة مظهر عبدالرحمن أخطر مهاجمي المقاولين. وتألق عبدالقادر البرازي الحارس المغربي المخضرم في انقاذ مرمى الاسماعيلي من تسديدات خطيرة، وأبقى فريقه في المباراة طيلة الشوط الأول الذي انكمش خلاله زملاؤه في نصف ملعبهم. تغير الحال تماماً في الشوط الثاني لمصلحة الاسماعيلي رغم عدم وجود أي تغيير في تشكيلة الفريقين، وبقي الطرفان والجمهور في انتظار هدف مؤكد له بعد أن نجح لاعبوه في اختراق دفاع المقاولين مراراً. وجاءت مشاركة خالد بيبو لتزيد فاعلية هجوم الاسماعيلي مع زميليه محمد أبو جريشة والنيجيري اوتاكا، ولكن أبو جريشة أفرط في إهدار الفرص السهلة أمام المرمى، وعندما اقتربت المباراة من نهايتها انطلقت الإثارة لتصل الى ذروتها. واستغل مظهر عبدالرحمن هجمة مرتدة للمقاولين العرب وأفلت من عماد النحاس وأنفرد بالمرمى من منتصف الملعب، ولم يجد النحاس حلاً سوى الإمساك به، واخطأ حكم المباراة محمد كمال بإنذاره أولاً ثم طرده، واعترض لاعبو ومدربو الاسماعيلي على القرار بداعي أنه لم يحصل على إنذار أولاً، واضطر الحكم الى الإعلان مجدداً عن طرده دون سابق إنذار لأنه منع لاعباً من إحراز هدف مؤكد، وقل عدد لاعبي الاسماعيلي في الدقائق الخمس عشرة الاخيرة الى عشرة لاعبين فقط، والأغرب أنهم ظلوا الفريق الأحسن ولاحت لهم فرصة الفوز المؤكدة في الدقيقة 77 عندما أفلت اوتاكا من الدفاع وتعرض لإعاقة من رامي عادل، ولم يتردد الحكم في احتساب ركلة جزاء للاسماعيلي واعترض لاعبو المقاولين طويلاً بداعي تمثيل اوتاكا للسقوط، ولم يستفد أبو جريشة غير الموفق من الركلة وسددها سهلة على يسار الحارس طارق سليمان الذي انقذها وحفظ للمقاولين العرب نظافة شباكه ونقطة التعادل. لكن كانت تلك اللعبة نقطة تحول جديدة في المباراة، وهاجم المقاولون بعدها لإحراز الفوز ولاحت فرصتان مؤكدتان لعبدالناصر محمد ومحمود عبدالحي أمام مرمى البرازي المتألق، وفي الدقيقة الرابعة من الوقت المحتسب بدل الضائع مرر عبدالناصر الكرة لعبدالحي المواجه تماماً للمرمى، ولم يجد عبدالحي صعوبة في تحويل الكرة نحو الشباك وتدخل محمد حمص مدافع الاسماعيلي لإبعاد الكرة بيده من على خط المرمى، وسرعان ما ظهرت له البطاقة الحمراء ليقل عدد لاعبي فريقه الى تسعة فقط واحتسب الحكم ركلة جزاء للمقاولين استغلها علي عاشور بنجاح واحرز هدف المباراة الوحيد وأهدى لفريقه الفوز الثاني في المسابقة هذا الموسم. ونال الاسماعيلي هزيمته الثانية وبقي في المركز الأول موقتاً حتى لقاء الزمالك والمنصورة اليوم، ويكفي الزمالك التعادل فقط للصعود الى الصدارة. واصبح موقف البرازيلي يوسف فييرا المدير الفني للاسماعيلي حرجاً للغاية في مواجهة الضغوط الإدارية والإعلامية والجماهيرية التي تطالب بإقالته وترحيله بعد فشله. الزمالك والمنصورة وفي القاهرة لن يجد الزمالك صعوبة في استعادة نغمة الفوز في مواجهة فريق مهلهل إدارياً وفنياً، ورغم الظروف السيئة التي يمر بها الزمالك بعد خروجه من كأس الاتحاد الافريقي وتعادله مع الالومنيوم 1-1 في نجع حمادي وغياب عدد من النجوم أمثال بشير التابعي وعمرو فهيم وسامي الشيشيني ومحمد صبري إلا أن كفته أرجح جداً، ويعود الى صفوف الزمالك لاعبوه أيمن عبدالعزيز وطارق السعيد وهيثم فاروق بعد انتهاء وقفهم ومحمد ابو العلا بعد شفائه. ويؤكد ابراهيم يوسف مدير الكرة في الزمالك ان الفوز في المباريات الثلاث المقبلة على المنصورةوالشرقية والاتحاد السكندري هو السبيل الوحيد للمنافسة على اللقب. وعلى الجانب الآخر يعاني المنصورة من هزة غير مسبوقة أثر توقف نشاط النادي وفريق كرة القدم لثلاثة أسابيع متصلة بسبب وجود مجلسين للإدارة ومدربين للفريق. وتوقف مران الفريق لأيام عدة وعاد تحت قيادة حسن مجاهد مدير الكرة الذي بدأ الموسم رغم محاولات مجلس الإدارة السابق لإقالته. وتأجلت ثلاث مباريات متتالية للمنصورة ما أبعد لاعبيه عن لياقة المباريات، وستكون مهمة أيمن محب وابراهيم حسن وتامر عبدالحميد وزملائهم صعبة للغاية في مواجهة الزمالك في القاهرة. وخسر المنصورة 4 مباريات أمام المصري البورسعيدي صفر-2 والاتحاد السكندري صفر-1، والاسماعيلي صفر-1 والسويس 1-2 وتعادل مع المقاولين العرب 1-1 وفاز على الشرقية 3-1، وله 4 نقاط فقط وبقيت له 3 مباريات مؤجلة ضد الاهلي والمعادن والكروم.