في أول خطوة من نوعها منذ سقوط النظام العراقي، تسلم قائد الفرقة الأولى في الجيش العراقي اللواء طارق عبد الوهاب جاسم العزاوي القيادة العملياتية للواء الثالث من القوات الخاصة العراقية في منطقة الحبانية، من القوات المتعددة الجنسية، أي أصبحت المهمات العملياتية لهذا اللواء بقيادة عراقية. وقال اللواء العزاوي في مقابلة هاتفية مع"الحياة"من قاعدة عسكرية في الفلوجة، إن الجيش العراقي سيتسلم أمن محافظة الأنبار بشكل كامل في نهاية هذه السنة أو قبلها، مشيراً الى أن"منطقة عملي التي تبدأ من أبو غريب حتى الرمادي ستكون في عهدتنا الشهر المقبل ان شاء الله". وأوضح أن"التشكيل العسكري الذي استلمناه الخميس أول من أمس من قوات التحالف هو بمستوى لواء في القوات الخاصة من محافظة الأنبار". ووضع هذه الخطوة في اطار"خطط عسكرية ذات سقف زمني اتُفق عليها بين الحكومة العراقية وبالتحديد وزارة الدفاع والقوات الصديقة". وتقضي هذه الخطط"باستلام التشكيلات العسكرية العراقية في نقاط العمليات قيادة مهماتها من القوات الصديقة". وشدد اللواء العزاوي على أن"تخطيط العمليات العسكرية والانسانية وتنفيذها في منطقة عمل هذا اللواء، سيكونان باشراف الجانب العراقي وحده". وبعدما أكد"أننا ننتمي الى هذا الشعب العراقي القوي والصبور"وأن لا تحديات صعبة أمامه، قال إن"هناك عمليات ارهابية تشنها فئات ضالة، لكنها بدأت تتناقص شيئاً فشيئاً في الفترة الأخيرة، ما يعني أن أهلنا في الأنبار شرعوا يفهمون الوضع، وهذا يعود بالدرجة الأولى الى العملية السياسية". وأوضح قائد الفرقة الأولى في الجيش العراقي أن"هناك خطة زمنية بدأت بهذا اللواء الثالث من القوات الخاصة وسيكون هناك لواءان الشهر المقبل في الوضع ذاته. يبقى هناك لواء واحد في الرمادي بقيادة أميركية وسيخضع لسقف زمني مستقبلاً". ولم يتوقع تصعيداً في المواجهات بعد خروج القوات المتعددة الجنسية"لسبب بسيط جداً هو أن الشعب العراقي أصبح يتفهم الحالة، وان شاء الله فإن هذه الغيمة السوداء ستنجلي يوماً بعد يوم، وستصبح المواقف أحسن من قبل". لكنه توقع"اختلافاً في الرد والمعارضة والأسلوب أيضاً"من"هذه الجماعات المختلفة التسميات والمنظمات المعارضة للحكومة العراقية، في أعقاب خروج القوات الأجنبية". وأشار الى الحساسية النابعة من وجود قوات أجنبية لا تعرف تقاليد الشعب العراقي. وأوضح أنه"لو ذهبت سرية من الجيش العراقي الى أي بلد عربي آخر مثل مصر والأردن وسورية وغيرها، ستكون هناك اختلافات بالتأكيد. جيش أجنبي لديه عاداته وتقاليده التي يراها عادية بالنسبة اليه، اما نحن كعرب فنفسرها بطريقة مختلفة". وأقر بوجود"مشكلات في تجهيز الجيش العراقي"، لكنه"أشار الى أنها في طور الحل اذ أن هناك عقوداً مع دول صديقة شرقية وغربية أيضاً تهتم بالتجهيزات العسكرية كالآليات والأسلحة وغيرها". ونفى أن تكون مشكلة التجهيز نابعة من مخاوف أميركية، لأن الأسلحة المطلوبة"ليست استراتيجية تمثل تهديداً دولياً كالصواريخ البعيدة المدى"، لافتاً في الوقت ذاته الى"حقيقة أن عقيدتنا العسكرية واستراتيجيتنا تغيرت"عن السابق. وعن توفير القوات الأميركية غطاء جوياً للجيش العراقي في عملياته، أكد أن"ذلك يخضع الى حاجتنا وبحسب تطور الموقف. وكما قلنا فإن تسلم المسؤولية يعني اناطة التخطيط والتنفيذ بالجيش العراقي". لكن قائد الفرقة الثالثة أكد"لن نصل بالتأكيد الى هذا المستوى الذي نستخدم فيه الطائرات والمدفعية. نعرف كيف نتعامل مع شعبنا، وهم أهلنا وأعمامنا وليسوا بعيدين عنا. وحتى لو صفعونا على وجوهنا نتقبل هذا الأمر... ونحاول جهدنا أن نتفاوض ومعهم ونحل المشكلات بالسبل السلمية وليس بالوسائل العسكرية". وأشار الى أن ألوية الجيش المنتشرة في الأنبار تتكون من"خليط غير متجانس مذهبياً وعرقياً، تتوزع عناصرها على المناطق الشمالية والغربية والجنوبية". وقال:"بصراحة لم ألمس توتراً طائفياً في محافظة الأنبار. ولم نلمس أن هذا سني وهذا شيعي وقتلوا بعضهم بعضاً. ما لمسناه الاعتراض على سلطة القانون والسياسة والمبدأ". وأكد أن"العمليات التي سننفذها، وهي ضمن خططي كقائد فرقة، انسانية، اذ نحاول كسب هذا الصف العراقي الذي انسلخ للأسف من هذا الجسم. وستكون عمليات عسكرية محدودة وبسيطة جداً ولا تتعدى ذلك أبدا". وبالنسبة الى مشكلة الحدود، قال إن هناك تشكيلات تعنى بأمن الحدود من قوى الأمن الداخلي والجيش العراقي، لافتاً الى انخفاض عمليات التسلل. يذكر أن اللواء العزاوي ولد في بغداد عام 1960 وتطوع في الجيش العراقي عام 1990 ودرس في الكلية العسكرية الأولى وكلية الأركان، وخضع لتدريب ضمن القوات الخاصة قبل تعيينه قائداً لكتيبة الدفاع الرقم 506. ثم تطوع في الجيش الجديد عام 2004.