أعترف رئيس الوزراء السويدي يوران بيرسون بأن الحركة العمالية السويدية منيت بهزيمة فادحة في الانتخابات الاشتراعية، ممهداً بذلك لاستقالته افساحاً في المجال امام تشكيل حكومة جديدة. وأكد بيرسون قبل ظهور النتائج الرسمية خسارة الحزب الاشتراكي الحاكم في الانتخابات بعد تقدم كتلة اليمين الوسط المؤلفة من تحالف أحزاب المحافظين والليبرالي والوسط والمسيحي بنسبة 48 في المئة على كتلة اليسار المؤلفة من تحالف احزاب الاشتراكي واليسار والخضر التي حصلت على 46.3 في المئة من الاصوات. وبذلك، يحصل اليمين الوسط على 178 مقعداً في البرلمان، أما اليسار فيحصل على 171 مقعداً. ويتوقع أن تخفض الحكومة الجديدة النفقات العامة، وخصوصاً تعويضات صندوق البطالة والتقليل من فرص الحصول على تعويض مرضي، لكنها ستسعى الى خفض البطالة التي تبلغ 8 في المئة. وكان رئيس حزب اليسار لارش أولي أكد ل"الحياة"امس، ان كتلة اليسار فشلت في الكشف عن مخطط خصمها، اذ اتضح لاحقاً أنها كانت تتكلم بلغة اليسار متمسكة بسياستها اليمينية. ويعتقد المحللون بأن دور السويد الدولي سيتراجع بفوز كتلة اليمين، خصوصاً في ما يتعلق بالمساهمة في دفع عملية السلام في الشرق الأوسط، بخاصة أن سياسة اليمين كانت تاريخياً ولا تزال تولي إهتماماً لسياسة أوروبا الداخلية ودول الجوار. كما أنها تعرف بدعمها الدائم لإسرائيل. ومما لا شك فيه أن تلك السياسة ستقلق التحالف الآخر في السويد الذي لعب على مدى 12 سنة دوراً ايجابياً في الصراع في الشرق الاوسط. وفي هذا السياق قال وزير الخارجية الحالي جان الياسن للحياة أمس:"أتمنى أن تتابع الحكومة المقبلة سياستها الدولية في اطار احترام قرارات الاممالمتحدة". ويتوقع المراقبون أن تصبح السويد أكثر تشدداً لجهة ملاحقة الارهابيين وكذلك اصدار قوانين جديدة للتعاون في مكافحة الارهاب. كما ينتظر من الحكومة الجديدة ان تمشي في ركاب السياسة الأميركية خصوصاً أن كتلة اليمين لا تزال تدافع عن الحرب الأميركية على العراق. وبعد اكتمال النتائج الانتخابية أعلن رئيس الحكومة أمس، استقالته من منصبه على أن يستمر في تصريف أعمالها لمدة اسبوعين الى أن يتمكن اليمين من تشكيل الحكومة الجديدة. كما أعلن بيرسون استقالته من رئاسة الحزب الاشتراكي.