اعلن الرئيس محمود عباس ارجاء المشاورات في شأن تشكيل حكومة وحدة وطنية الى حين عودته من الولاياتالمتحدة. وسبق هذا الاعلان تبادل للاتهامات بين حركتي"فتح"و"حماس"في شأن المسؤول عن هذا التأجيل، في وقت كشفت تصريحات الجانبين ان الخلافات مستمرة بينهما في شأن الاعتراف بالاتفاقات مع اسرائيل ومبادرة السلام العربية. راجع ص 7 وقال عباس، بعد لقائه رئيس الوزراء الاردني عمر البخيت في عمان:"عقدنا اتفاقا مع الاخوة في حماس... لكن صدرت تصريحات تسيء فهم هذا الاتفاق، لذلك فضلنا الا نقوم بأي اجراءات قانونية دستورية لتشكيل حكومة وحدة، وجمدناها حتى عودتنا من الاممالمتحدة". وسئل عن كون رفض"حماس"الاعتراف باتفاقات السلام الموقعة مع اسرائيل يعرقل تشكيل الحكومة، فأجاب:"لقد عقدنا اتفاقا واضحا بأن على الحكومة ان تحترم الاتفاقات التي وقعتها منظمة التحرير باعتبارها المرجعية السياسية للسلطة الفلسطينية". وكانت الازمة تصاعدت امس عندما اعلن عدد من الناطقين باسم"فتح"ان عباس"جمّد"تشكيل حكومة الوحدة بسبب عراقيل وصعوبات عزاها الناطق باسم الحركة احمد عبد الرحمن الى"كثرة التصريحات السلبية والمتضاربة من بعض قيادات حماس، ما كان له تأثير سلبي وردود فعل دولية غير مواتية تجاه الحكومة وبرنامجها". وقال عبدالرحمن:"لا يمكن ان يكون هناك رئيس حكومة يقول لا اؤمن بالاتفاقات الموقعة مع اسرائيل"، في اشارة الى تصريحات لاسماعيل هنية اول من امس بأن"حماس"ستتعامل مع هذه الاتفاقات لكنها لن تعترف بها. ورد هنية على هذه التصريحات بالقول ان عددا من الناطقين باسم"فتح"لا يروق له تشكيل حكومة الوحدة، مؤكدا انه اتفق مع الرئيس عباس على استئناف المشاورات لتشكيلها بعد عودته من رحلته الخارجية، ومجددا التزامه الاجماع الوطني على اساس"وثيقة الوفاق الوطني"المعدلة. ولم تهدأ هذه الزوبعة الا بعدما اعلن الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة في تصريحات لوكالة انباء الشرق الاوسط المصرية ان الرئيس عباس لم"يجمد"اجراءات تشكيل حكومة الائتلاف بل اتفق وهنية على"ارجائها الى حين عودته من نيويورك... والسبب الرئيس هو زيارته للولايات المتحدة". وكان تبادل الاتهامات بين"فتح"و"حماس"وصل الى دمشق التي يزورها رئيس الوزراء الفلسطيني السابق احمد قريع ابو علاء في مسعى لاقناع المسؤولين السوريين ب"ممارسة ضغوط"على قيادة"حماس"لقبول المبادرة العربية وبنود اخرى في البرنامج السياسي المشترك لحكومة الوحدة. وحمّل نائب رئيس المكتب السياسي ل"حماس"موسى ابو مرزوق الرئيس عباس مسؤولية تجميد تشكيل الحكومة بسبب"تراجعه عن وعوده لهنية"، وقال ل"الحياة"ان"ما تم الاتفاق عليه هو وثيقة الوفاق الوطني، والمطالبة بغير ذلك، هو تراجع اساسي". واضاف:"فتح ترفض ان تكون وثيقة الوفاق هي الاساس لحكومة الوحدة"، و"المطلوب منا قبول المبادرة العربية من دون تحفظات، وهذا غير ممكن". في المقابل، نقل مصدر فلسطيني عن قريع قوله خلال لقائه الامين العام ل"الجبهة الديموقراطية"نايف حواتمة ان هناك"عراقيل لتعطيل ورقة عباس وهنية، وتراجعا عن بنود اساسية، ومطالبة بشطب الموافقة على مبادرة السلام العربية وبنود اخرى". لكنه اضاف:"نحن متمسكون بالاتفاق على حكومة الوحدة".