يدخل ممثلا الكرة السعودية في الاستحقاق الآسيوي الشباب والاتحاد مساء اليوم منعطفاً مهماً في مشوارهما نحو نصف النهائي، حيث يخوضان مرحلة الذهاب من دور الثمانية، فالشباب يواجه فريق أولسان الكوري الجنوبي في لقاء صعب لأبناء"الليث"خارج قواعدهم وبعيداً من أنظار جماهيرهم، بينما يستضيف الاتحاد الكرامة السوري. الشباب - أولسان لن تكون المهمة الشبابية سهلة وهم يواجهون البطل الكوري على أرضه وبين جماهيره ويدرك البرتغالي كويلهو أهمية تحقيق نتيجة ايجابية أمام فريق بقامة أولسان وهو يلعب في قواعده، وجاء التأهل الشبابي إلى هذه المرحلة عقب تصدره لفرق مجموعته التي ضمت إلى جانبه العربي الكويتي والسد القطري والقوة الجوية العراقي وقد استعد"الليث"جيداً لهذه الموقعة من خلال معسكر إعدادي أقيم في التشيخ سبق انطلاق المنافسات المحلية والتي خاض خلالها الفريق أربع مباريات كانت خير عون للمدرب كويلهو للوقوف على مدى جاهزية العناصر وتدارك الأخطاء، كون مثل هذه المباريات يصعب التعويض وتعد مباراة الذهاب بمثابة الشوط الأهم الذي يمنح الفائز دفعة قوية لبلوغ نصف النهائي ويلخبط حسابات الخاسر، لذا سيكون الحذر والحيطة هي العنوان الأبرز للدقائق الأولى فالفريق الكوري يخشى من ولوج هدف شبابي مبكر يتسبب في تشتيت الخطوط، كما أن الشبابيين يحاولون امتصاص الحماسة الكوري مع الدقائق الأولى من خلال إغلاق منطقة المناورة جيداً وعدم ترك أي منافذ نحو المناطق الخلفية، والفريق الشبابي من أكثر الفرق السعودية ثباتاً من حيث الأداء الفني وإجادة اللعب الجماعي من دون الاعتماد على أسماء معينة فعناصر الفريق تتحرك ككتلة واحدة هجوماً ودفاعاً، ما يجعل الهجمة تحمل في طياتها خطورة عالية ويكسب الشق الدفاعي الصلابة، ويفتقد الفريق لقائده زيد المولد والمحترف الغاني غودين أترام نظراً إلى إصابتهما، إضافة إلى غياب الموقف المحترف العراقي نشأت أكرم، ومن المنتظر أن يسعى كويلهو كعادته إلى فرض الهيمنة على منطقة المناورة مستفيداً من حيوية ونشاط رباعي الوسط بوجود منصور الدوسري على الارتكاز ويوسف الموينع بينما يتحرك على اليمين أحمد عطيف وعلى اليسار شقيقه عبده، وكلاهما يمتاز بالمهارة العالية والقدرة على الوصول إلى منطقة الخصم والمشاركة الايجابية في الناحية الهجومية، ما يعطي ثنائي المقدمة الغابوني هنري وفهد فلاته مساحات أكبر بين مدافعي الفريق المقابل ويزيد من فرص الوصول إلى الشباك، ولا شك ان مجرشي والسلطان هما خير من يقود هجوم الليث في ظل ما يملكانه من قدرات فنية. ويشارك ظهيرا الجنب حسن معاذ وسند شراحيلي بفعالية في الشق الهجومي ويترك كويلهو لهما حرية المساندة مع مطالبته بعودتهما سريعاً في حال ارتداد الكرة تجاه مرمى محمد خوجه، ويحمل صالح صديق وعبدالمحسن الدوسري على عاتقهما مسؤولية المحافظة على المنطقة الخلفية للشباب والتعامل بمثالية مع اختراقات الكوريين. وعلى الطرف الآخر يحاول فريق أولسان الاستفادة من عاملي الأرض والجمهور والخروج بانتصار يزيد من حظوظهم في مباراة الرد، والكرة الكورية تمتاز بالسرعة والمهارة العالية وأولسان للمرة الأولى يواجه الفرق السعودية وهو من أفضل الأندية الكورية ويضم في صفوفه عناصر دولية عدة في مقدمهم المهاجم الخطر لي سونغ. الاتحاد - الكرامة تأهل الفريق الاتحادي لهذه المرحلة مباشرة كونه حامل اللقب مرتين متتاليين حيث حصد البطولة عام 2004 أمام سيونغنام الكوري الجنوبي عندما خسر العميد ذهباً 1-3 وفاز إياباً 5-صفر، وكرر انجازه العام الماضي، وكان ذلك على العين الإماراتي. ويسعى أبناء"العميد"للمحافظة على اللقب انطلاقاً من شباك الكرامة السوري، وتبدو الجاهزية التامة تكسو الفريق الاتحادي على رغم ظهوره المتواضع في المباراة الدورية الأولى أمام الطائي إلا أن مدربه الفرنسي خليلهوفيتش امتدح أداء لاعبيه واعتبر الاستفادة كبيرة من المباراة لتدارك الأخطاء قبل مواجهة الكرامة. الاتحاد أقام معسكراً إعداديا في فرنسا طوال الشهر الماضي وخاض مباريات ودية مكنت مدربه من الوقوف على مكامن الضعف والقوة في فريقه، وخطوط"العميد"مليئة بالأسماء البارزة ذات الصفة الدولية إضافة إلى ثلاثي محترف مميز بوجود النجم المكسيكي بورغتي والغيني حسن كيتا والسلوفاني اسيموفيتش. ويعتبر الاتحاد سفيراً مميزاً للكرة السعودية في المحافل الخارجية ولدى لاعبيه خبرة عريضة في التعامل مع مثل هذه المباريات وتكمن القوة الحقيقية للفريق في منطقة الوسط بوجود سعود كريري ومناف أبو شقير ومحمد أمين وسعد العبود، وقد يشارك السلوفاني اسموفيتش منذ البداية بدلاً من العبود، وفي كل الأحوال تظل منطقة الوسط مفتاح الفوز الاتحادي والعلامة المميزة في خطوطه، كما أن خط الدفاع متماسك بقيادة رضا تكر وأسامة المولد وصالح الصقري واحمد الدوخي، وإن كان هناك بعض الهفوات من رضا تكر من خلال ارتكابه أخطاء قرب المنطقة، ما يشكل خطورة على مرمى تيسير النتيف، ويعتبر أحمد الدوخي مشاركاً دائماً في العمليات الهجومية ويعتمد عليه كثيراً خليلهوفيتش في تعزيز الهجمة وإمداد ثنائي المقدمة بورغتي وكيتا بالكرات داخل المنطقة، ونجد أن حسن كيتا يتحرك على الأطراف ويحاول خلخلة الدفاع والتوغل من أكثر من اتجاه، بينما مهمة بورغتي الوجود داخل الصندوق وانتظار الفرص المتاحة هناك ومنع المدافعين من مساندة هجمة فريقهم، ولدى المدرب الاتحادي دكة احتياط عامرة بالأوراق الرابحة أمثال المخضرم حمزة إدريس وإبراهيم السويد وخميس العويران. أمام الفريق الضيف الكرامة السوري فلا شك أن هدفه الخروج بنتيجة ايجابية أمام بطل المسابقة لنسختين متتاليتين وهو يلعب على أرضه وبين جماهيره، وكان الكرامة هو مفاجأة الأدوار التمهيدية عندما تأهل عن جدارة واستحقاق، ويتطلع جهازه الفني إلى مواصلة الحضور اللافت وتحقيق انجاز للأندية السورية ببلوغ نصف النهائي الآسيوي، ولن يكون هناك خيار لمدرب الكرامة أفضل من اللعب بأسلوب دفاعي ومحاولة الاستفادة من الكرات المرتدة، فمن الخطأ الكبير محاولة مجاراة الاتحاديين وفتح اللعب كون الفوارق الفنية تصب في كفة أصحاب الضيافة خلاف عاملي الأرض والجمهور التي تدعم الاتحاد في هذه الموقعة.