وصلت الوساطة المصرية في المفاوضات لاطلاق الجندي الاسرائيلي الاسير لدى ثلاث جماعات مسلحة فلسطينية، في مقابل اطلاق اكثر من ألف أسير فلسطيني، الى طريق مسدود. واضطر الوفد الامني المصري المقيم في قطاع غزة منذ شهور طويلة والمشرف على المفاوضات مع الجانب الفلسطيني في الصفقة الى مغادرة القطاع فجأة الخميس الماضي، بعدما تراجعت اسرائيل عن تقديم ضمانات للقاهرة كانت كفيلة باقناع الفلسطينيين بتسليم الجندي غلعاد شاليت الى مصر كوديعة، تمهيدا لاطلاقه في مقابل الافراج عن نحو الف اسير ومعتقل فلسطيني. وبددت مغادرة الوفد الامني المصري القطاع ووصول المفاوضات السرية الى طريق مسدود الآمال التي انتعشت في الأيام الاخيرة بقرب التوصل الى صفقة تشمل، اضافة الى اطلاق شاليت، وقفا لاطلاق الصواريخ والعمليات المسلحة من جانب الفلسطينيين، واطلاق اسرى، ووقف الاغتيالات والاعتقالات والتوغلات في القطاع ورفع الحصار عنه. وكشفت مصادر فلسطينية ل"الحياة"ان اسرائيل تراجعت عن وعودها في شأن الصفقة. ونقلت عن مسؤولين مصريين ان اسرائيل وافقت اخيرا على اطلاق جميع الفلسطينيين دون ال18 من العمر نحو 355 معتقلا والاسيرات البالغ عددهن نحو 150 أسيرة، لكنها تصر على عدم اطلاق من تصفهم بأن"أيديهم ملطخة بدماء اليهود"، بعدما وافقت قبل اسابيع وللمرة الاولى على اطلاق مثل هؤلاء، وعدد من القادة واصحاب الاحكام العالية والمرضى. واضافت المصادر ان اسرائيل ترفض اطلاق امين سر حركة"فتح"في الضفة الغربية مروان البرغوثي والامين العام ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"احمد سعدات. واشارت المصادر الى ان الوفد الامني المصري لم يعد لديه ما يقوله للخاطفين والرئيس محمود عباس والحكومة الفلسطينية برئاسة اسماعيل هنية بسبب تعنت الموقف الاسرائيلي، فاضطر الى وقف المفاوضات ومغادرة القطاع. واوضحت ان الرئيس عباس ابلغ عددا من الدول، بينها دول اوروبية، ان المفاوضات وصلت الى طريق مسدود. ولفتت الى ان مصر تسعى للحصول على ضمانات تؤكد اسرائيل من خلالها لاطراف دولية انها ستنفذ أي صفقة محتملة مع الفلسطينيين وستحترمها ولن تخرقها. واوضحت ان مصر لجأت اخيرا الى فرنسا للمساعدة في الحصول على ضمانات مؤكدة من اسرائيل، بعدما طلبت ايضاً من تركيا المساهمة في الحصول على هذه الضمانات. وقالت ان فرنسا تدرس امكان المساعدة في تقريب وجهات النظر وردم الهوة بين مطالب الفلسطينيين واسرائيل. وكانت فرنسا نجحت قبل أيام قليلة في اقناع خاطفي الصحافيين الاميركي ستيف سنتاني والمصور النيوزيلندي اولاف ويغ، العاملين لصالح شبكة"فوكس نيوز"، باطلاقهما بعدما توسطت بينهم وبين الولاياتالمتحدة وبريطانيا. وكانت اسرائيل اتهمت في وقت سابق رئيس المكتب السياسي لحركة"حماس"خالد مشعل بأنه يعرقل اجراء صفقة شاليت. لكن"حماس"تساهلت ازاء الصفقة وتراجعت عن مطلبها ان تكون متزامنة كي لا تفشل مساعي مصر وغيرها من الدول التي دخلت بقوة على خط الازمة التي اندلعت في 25 حزيران يونيو الماضي، عندما خطف مسلحون من حركة"حماس"ولجان المقاومة الشعبية و"جيش الاسلام"شاليت في عملية فدائية نوعية.