ما كاد الحصار الاسرائيلي البحري يرفع حتى سارع مئات الصيادين اللبنانيين الى زوارقهم في ميناء صور لاستئناف عملهم الذي توقف لشهرين، منذ بدء العدوان الاسرائيلي على لبنان. وقال جبران كيال 51 سنة فيما كانت زوجته تعد طعوم السمك:"غالبية شباكي اتلفت واحاول ان اخيطها مجدداً لانني لا املك المال لاشتري مثلها". واضاف وهو يملأ خزان قاربه بمادة المازوت"سأخرج عند الثالثة فجرا، اعلمنا الجيش اللبناني أن اسرائيل سمحت لنا بالخروج واتوقع ان تكون سلتنا وافرة بالسمك لأن فترة شهرين من المنع تتيح للأسماك الاقتراب من الشاطئ". وعلق سامي رزق 48 سنة فيما كان ينقل على ظهره سلة كبيرة مملوءة بالشباك:"نحن فقراء، قضى الحصار على حياتنا". واضاف:"ديوني بلغت مليون ليرة 700 دولار ولا استطيع ان اسددها، نصطاد في البحر طوال الليل واذا حصلنا على ثلاثة كيلوغرامات من السمك فان سعرها يراوح بين اربعين وخمسين الف ليرة، اي ثمن المازوت لليلة واحدة". وتابع رزق وهو متجه الى زورقه:"اتمنى ان اعوض خسارتي لان وزارة الزراعة لم تقدم الينا اي مساعدة واحتاج الى اعالة اولادي الاربعة". عند جنوب الميناء تجمع مئات الصيادين ليعدوا مراكبهم وهم ينشدون:"نحنا الصيادين جايين يا بحر جايين لقطاف مواسمنا جايين". وقال نقيب الصيادين خليل طه:"شهر تموزيوليو كان مأسوياً بالنسبة الينا، اذ لم نخرج الى البحر سوى ثلاث او اربع مرات، ولكن بعدما قصفت اسرائيل الموانئ توقفنا عن العمل نهائياً". واضاف:"طوال حياتنا خضعنا لمزاجية الاسرائيليين، الجندي الاسرائيلي كان يتحكم بنا ويطلق النار علينا، كانوا يقطعون الشباك بالسكاكين ويأخذون ما اصطدناه". وتابع طه:"في الفترة الاخيرة اخذوا يخافون من"حزب الله"وابتعدوا عن الشاطئ، يقولون اليوم ان هناك دوريات لقوة الاممالمتحدة ونتمنى أن تحمينا". وأكد أن"الصيادين في صور إذا عملوا يأكلون واذا لم يعملوا جاعوا مع اولادهم، واثناء الحصار كانوا يأتون الي طالبين المساعدة وكنت الجأ الى بعض الاغنياء في مدينة صور". مع الفجر، اخذ الصيادون يعودون الى الشاطئ بشباك مملوءة بالاسماك وبابتسامات تعلو الوجوه. وقال تاجر السمك حسين مسلماني:"البحر كان كريماً جداً، ثلاثة صيادين باعوني سمكا بمليون ليرة في حين انهم كانوا بالكاد يغطون ثمن المازوت قبل الحصار". وعلق حسين شمعوني الذي عاد بدوره مع كميات كبيرة من السمك:"اتمنى ان يحافظ الصيادون على هذه الثروة، فخلال شهرين من الحصار امتلأ البحر بالاسماك ولم نعد في حاجة الى مساعدة احد".