أرسلت "المحاكم الإسلامية" التي تسيطر على جنوبالصومال، وفداً إلى السودان أمس للمشاركة في محادثات سلام مع الحكومة الصومالية الموقتة، بهدف تفادي حرب أهلية يخشى كثيرون نشوبها إذا لم يتمكن الجانبان من الاتفاق على اقتسام السلطة. وقال شهود إن وفد الاسلاميين المكون من 17 شخصاً، بينهم مساعد مدير الأمن في"المحاكم"الشيخ مختار علي روبو، استقلوا من مطار مقديشو الدولي طائرة أرسلتها جامعة الدول العربية التي تقود جهود الوساطة في محادثات الخرطوم التي تبدأ غداً. ويقود وفد الإسلاميين مسؤول العلاقات الخارجية ابراهيم حسن عدو الموجود في العاصمة السودانية. ويقود رئيس البرلمان شريف حسن شيخ ادن وفد الحكومة الانتقالية الذي وصل إلى الخرطوم مطلع الاسبوع الجاري. واعتبر الناطق باسم الحكومة عبدالرحمن ديناري أن الاسلاميين أرسلوا وفداً منخفض المستوى لا يمكنه اتخاذ قرارات. وقال:"كانت الحكومة ترغب بالفعل في أن يرسلوا وفداً قوياً. نحن ملتزمون دائماً بالمحادثات وهذا سبب ارسالنا وفداً يتمتع بتفويض واسع". وفي المقابل، قال عضو وفد"المحاكم"أوغاس أحمد بيلي إن"الامل موجود دائماً. لكننا في حاجة الى أن نناقش مع الحكومة وجود تلك القوات الإثيوبية في بلدنا قبل التوصل الى أي اتفاق". والتقت الحكومة الانتقالية مع الإسلاميين في الخرطوم في 22 حزيران يونيو الماضي. واتفق الجانبان حينها على وقف الحملات العسكرية وتبادل الاعتراف بينهما. غير أن المناقشات تعثرت بعد مزاعم للحكومة بأن الاسلاميين خرقوا اتفاق منع التوسع العسكري، إضافة إلى شكوى"المحاكم"من وجود تدخل أجنبي في الصومال. وحض وزير الدفاع الجديد في الحكومة الصومالية باري ادن شاير بلدان المنطقة التي ناقشت ارسال قوات حفظ سلام الى الصومال، على مساعدته بدلاً من ذلك في بناء قواته المسلحة الوطنية. وقال من بلدة كيسمايو الصومالية:"أنا ضد نشر قوات أجنبية. لدينا قواتنا... القوات الوطنية الصومالية السابقة موجودة وينبغي اعادتها إلى الخدمة". وتناقض موقفه مع موقف وزير الشؤون الخارجية المعين حديثاً اسماعيل هوري بوبا الذي دعا الاتحاد الافريقي إلى تبني خطط سريعة لنشر قوات قبل قمة اقليمية تعقد الاسبوع المقبل للبحث في هذا الموضوع. وقال هوري ل"رويترز"في أديس ابابا حيث يناقش الاتحاد الافريقي خطط نشر قوات:"من المهم للغاية أن يتم تبني الخطة لأن الأممالمتحدة في انتظارها حتى يمكنها رفع حظر الاسلحة عن الصومال". وأضاف إن الاسلاميين يخطئون في اعتبارهم أن التأييد الشعبي الذي حصلوا عليه بعد طردهم زعماء الحرب تأييد لرؤيتهم في إقامة دولة اسلامية. وقال:"لعب الاسلاميون دوراً جيداً في مطاردة أمراء الحرب لكن ذلك لا يمنحهم تفويضاً بخطف الانتفاضة الشعبية".