اضطر الرئيس الفرنسي جاك شيراك الى التدخل مجدداً أمس في اطار قضية الرسوم الكاريكاتورية المسيئة الى النبي محمد ص وادان"الاستفزازات الواضحة الكفيلة بتأجيج المشاعر بشكل خطير"بعدما اختارت صحيفة"شارلي ايبدو"الفرنسية اعادة نشر الرسوم وارفقتها برسوم نقدية لردود الفعل العنيفة في العالمين العربي والاسلامي. ونقل الناطق باسم الحكومة الفرنسية الوزير جان فرنسوا كوبيه عن شيراك قوله خلال الاجتماع الاسبوعي للحكومة ان"كل ما يمكن ان يؤذي معتقدات الآخرين، وخصوصا المعتقدات الدينية، يجب تفاديه". واضاف:"ان حرية التعبير ينبغي ان تمارس بذهنية مسؤولة"وانه"اذا كانت حرية التعبير من ضمن اسس الجمهورية فان الجمهورية تستند ايضا الى قيم التسامح واحترام المعتقدات الدينية". ودان شيراك من جهة اخرى"اعمال العنف التي استهدفت رعايا وبعثات تمثيلية"اجنبية، معيداً التذكير بأن أمن الافراد والمقرات الاجنبية من مسؤولية الحكومات المضيفة وفقاً للقانون الدولي. وكانت صحيفة"شارلي ايبدو"الاسبوعية قررت امس على غرار صحيفة"فرانس سوار"اعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للاسلام التي سبق ان نشرت في صحف اوروبية عدة، وارفقتها برسوم اخرى خاصة بها تنتقد اعمال العنف والتعرض للمقرات الاجنبية في عدد من الدل العربية والاسلامية. وبررت الصحيفة التي نفدت نسخها البالغة 160 الفاً عند منتصف النهار فاصدرت طبعة ثانية، قرار اعادة نشر الرسوم ب"واجب الدفاع عن حرية التعبير ورفض الحظر". وكانت منظمات مسلمة في فرنسا بينها"المجلس الفرنسي للدين الاسلامي"، اعلى هيئة للاسلام في فرنسا، تقدمت بشكوى عاجلة الى القضاء لمنع هذا العدد من المجلة معتبرة ان نشر الرسوم يشكل"اهانة عنصرية ودينية". لكن شكواها رفضت لوجود عيب شكلي فيها. الى ذلك، ادانت وزارة الخارجية الفرنسية القرار الذي اتخذته احدى الصحف الايرانية بنشر رسوم كاريكاتورية حول المحرقة اليهودية، انطلاقا من ادانتها"شتى المبادرات التي يمكن ان تجرح قناعات الافراد ومعتقداتهم الدينية".