انطلاق مهرجان الحنيذ الأول بمحايل عسير الجمعة القادم    «الأونروا» : النهب يفاقم مأساة غزة مع اقتراب شبح المجاعة    «طرد مشبوه» يثير الفزع في أحد أكبر مطارات بريطانيا    م. الرميح رئيساً لبلدية الخرج    شقيقة صالح كامل.. زوجة الوزير يماني في ذمة الله    فيتنامي أسلم «عن بُعد» وأصبح ضيفاً على المليك لأداء العمرة    «الزكاة والضريبة والجمارك» تُحبط 5 محاولات لتهريب أكثر من 313 ألف حبة كبتاجون في منفذ الحديثة    باص الحرفي يحط في جازان ويشعل ليالي الشتاء    «الأرصاد»: أمطار غزيرة على منطقة مكة    الرعاية الصحية السعودية.. بُعد إنساني يتخطى الحدود    فريق صناع التميز التطوعي ٢٠٣٠ يشارك في جناح جمعية التوعية بأضرار المخدرات    المنتخب السعودي من دون لاعبو الهلال في بطولة الكونكاكاف    الذهب يتجه نحو أفضل أسبوع في عام مع تصاعد الصراع الروسي الأوكراني    الكشافة تعقد دراسة لمساعدي مفوضي تنمية المراحل    الملافظ سعد والسعادة كرم    استنهاض العزم والايجابية    المصارعة والسياسة: من الحلبة إلى المنابر    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    حلف الأطلسي: الصاروخ الروسي الجديد لن يغيّر مسار الحرب في أوكرانيا    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    «السقوط المفاجئ»    حقن التنحيف ضارة أم نافعة.. الجواب لدى الأطباء؟    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    «الأنسنة» في تطوير الرياض رؤية حضارية    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    إطلالة على الزمن القديم    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    صرخة طفلة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    فعل لا رد فعل    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    ترمب المنتصر الكبير    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    فرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بحائل يفعّل مبادرة "الموظف الصغير" احتفالاً بيوم الطفل العالمي    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    استضافة 25 معتمراً ماليزياً في المدينة.. وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة    «المسيار» والوجبات السريعة    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



معركة التعديلات مفتوحة في نيويورك - السنيورة يتلقى دعماً فرنسياً وروسياً لمطالب لبنان - الجيش لن يسمح . بسلاح آخر بعد انتشاره في الجنوب الطائرات الإسرائيلية تطارد الجنازات وتوزع المجازر

لاحقت الطائرات الحربية الاسرائيلية جنازات ضحايا المجازر اليومية التي ترتكبها، كما حصل في بلدة الغازية أمس حيث سقط 14 شهيداً و23 جريحاً حين تعرضت البلدة للقصف الجوي اثناء تشييع اهاليها عدداً من شهداء الغارات التي نفذتها يوم الاثنين، والتي بلغ عدد ضحاياها 15 شهيداً.
وارتكبت اسرائيل مجزرتين جديدتين امس في بلدة الغازية الساحلية الوادعة التي تبعد أقل من 4 كيلومترات عن مدينة صيدا، واحدة قبل الظهر حين دمرت مبنيين اثناء تشييع شهداء مجزرة اول من امس، والثانية بعد الظهر حين قصفت طائراتها وبوارجها الحربية طريقاً يربط قرية مغدوشة بالغازية ما أدى الى سقوط 7 شهداء و30 جريحاً. وأفاد بعض وكالات الانباء ان عدد شهداء المجزرتين بلغ 14 مساء.
وجاءت مجزرتا الغازية بعدما تكشفت مجزرتا القصف العشوائي على منطقة الشياح في ضاحية بيروت الجنوبية عن 29 شهيداً و75 جريحاً، وبريتال في البقاع الغربي عن 8 شهداء و23 جريحاً، حيث استمرت عملية انتشال الجثث والجرحى من تحت الانقاض حتى فجر أمس.
وفي وقت تواصلت المعارك الضارية بين الجيش الاسرائيلي ومقاتلي"حزب الله"في العديد من المحاور الحدودية، كذلك القصف التدميري للقرى الحدودية والطرق والوديان في الجنوب، وواصل الحزب قصفه مستعمرات شمال اسرائيل، لقي قرار الحكومة اللبنانية بالإجماع استعدادها لإرسال قوة من الجيش اللبناني قوامها 15 ألف جندي الى الجنوب ردود فعل ايجابية لدى أطراف دولية معنية بمحاولة إدخال تعديلات على المشروع الاميركي - الفرنسي لقرار مجلس الامن والهادف الى وقف"العمليات العدائية"مع خطوات أخرى في المرحلة الاولى، والى تشكيل قوة دولية تساعد الدولة اللبنانية في بسط سلطتها في الجنوب، وإقامة منطقة عازلة في المرحلة الثانية.
وقالت مصادر حكومية ل"الحياة"ان قرار الحكومة اللبنانية بالإجماع، يأتي من روحية التعديلات التي اقترحها لبنان على المشروع الاميركي - الفرنسي، والتي تعالج الاعتراض اللبناني على تأجيل المشروع مسألة الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي اللبنانية الى ما وراء"الخط الازرق"، الى المرحلة الثانية من تنفيذ قرار مجلس الامن، كونه يربط هذا الانسحاب بانتشار قوة دولية مفوضة من الأمم المتحدة.
وأضافت المصادر الحكومية:"لبنان طالب بتعديلات على المشروع الاميركي - الفرنسي، تعطي الأولوية لوقف فوري للنار ولانسحاب فوري للجيش الاسرائيلي ويقترح لذلك مساعدة قوات"يونيفيل"الموجودة حالياً لتأمين هذا الانسحاب، ولانتشار سريع للجيش اللبناني في منطقة الجنوب".
وفي مقابل اعلان مسؤول اسرائيلي رفيع المستوى ان الدولة العبرية تريد انضمام قوة دولية جديدة وفعالة، الى ال15 ألف جندي لبناني الذين قررت الحكومة اللبنانية ارسالهم، قبل موافقة اسرائيل على الانسحاب من الاراضي اللبنانية، نقلت المصادر الحكومية اللبنانية عن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة قوله لزواره امس ان مفهوم الحكومة لاعلانها الاستعداد لإرسال الجيش الى الجنوب مع الاستعانة ب"يونيفيل"لضمان الانسحاب الاسرائيلي هو ان الجيش"لن يدخل الجنوب إلا وتكون الساحة خالية من القوات الاسرائيلية المحتلة، فتكون الدولة اللبنانية هي صاحبة السلطة الوحيدة فيه ولا سلاح على أرضه غير السلاح الشرعي أي سلاح الدولة اللبنانية". وقالت المصادر ان السنيورة شرح لزواره المقصود بذلك بقوله ان بدخول الجيش الى الجنوب فإن أي قطعة سلاح فيه تصبح ملك الدولة اللبنانية. وأوضح السنيورة ان المقصود بأن تتولى"يونيفيل"بعد تعزيزها اذا تطلب الامر ان تراقب الانسحاب الاسرائيلي ودخول الجيش فوراً، ان يحصل تزامن بين وقف"العمليات العدائية"المرحلة الاولى وبين الانسحاب الاسرائيلي المرحلة الثانية التي تعنى بتشكيل القوة الدولية الجديدة.
وأشارت المصادر الحكومية الى ان جوهر التعديلات التي حملها الوفد الوزاري العربي الى الأمم المتحدة، يقوم على هذا الحل لمسألة الانسحاب الاسرائيلي. وذكرت ان الجانبين الروسي والفرنسي يدعمان التعديلات التي اقترحها لبنان في هذا السياق. ولمحت المصادر الحكومية الى تفهم اميركي للاقترحات اللبنانية.
وفيما طرحت اوساط ديبلوماسية اسئلة محددة على الجانب اللبناني عما سيكون مصير سلاح"حزب الله"عند انتشار الجيش اللبناني، في شكل عملي بعد الانسحاب الاسرائيلي برقابة دولية، قالت المصادر الحكومية ان الجواب اللبناني على ذلك، ان موضوع سلاح الحزب هو جزء من الترتيب الذي يتعلق بانتشار الجيش ويستند الى البنود السبعة للحكومة بألا يكون هناك سلاح في الجنوب غير سلاح الشرعية عند بسط الدولة سيادتها عليه عبر دخول الجيش. وتعتبر المصادر الحكومية ان قرار الحكومة الاستعداد لإرسال الجيش والتعديلات التي طرحتها انسجاماً مع ذلك هي الحل الفعلي لمعضلة رفض اسرائيل الانسحاب الا لقوات متعددة الجنسية، ورفض"حزب الله"وقف النار اذا بقيت القوات الاسرائيلية على الاراضي اللبنانية.
ولم تستبعد مصادر ديبلوماسية مواكبة للاتصالات وأفكار التعديلات المطروحة، ان يشمل أي تعديل للمشروع الاميركي - الفرنسي وضع مهل زمنية لتسلم قوات"يونيفيل"المعززة المواقع التي تحتلها القوات الاسرائيلية، ومن ثم لتسلم الجيش اللبناني هذه المواقع لاحقاً، في صلب القرار، فلا يترك أمر الانسحاب لتشكيل القوة الدولية التي سيكلف الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، اعداد تقرير في شأنها في اطار"الحل البعيد المدى"، لأن تشكيلها سيأخذ وقتاً، وقد يواجه صعوبات اذا لم تكن هناك ضمانات بوقف الأعمال"العدائية". وتعتبر الأوساط الرسمية اللبنانية ان الجهد المركزي للبنان ينصب على وقف النار استناداً الى هذه الآلية، وان لبنان يعوّل على ان يؤدي الدعم الذي لقيه للتعديلات التي يقترحها، الى ترجمته بقرار يدفع الجانب الاسرائيلي الى الانسحاب السريع من الاراضي اللبنانية.
وعلمت"الحياة"من مصادر ديبلوماسية اوروبية ان الحكومة الاسبانية تتجه الى المشاركة في القوات الدولية في الجنوب، على ان يكون قوامها 800-1000 جندي نظراً الى اعتقاد المسؤولين الاسبان بوجوب المشاركة مع المجتمع الدولي في الحلول للوضع الجديد في لبنان.
في المقابل اعلن وزير الخارجية الألماني فرانك شتاينماير الذي زار بيروت امس ان لبنان"ليس في موقع يسمح له بطلب تعديلات على مشروع القرار"المعروض على مجلس الأمن، وان بيروت غير قادرة على تعديل صيغة مسودة القرار. وأضاف:"ليس ملائماً ان تعطي دولة غير عضو في المجلس تعليمات".
غارات وقصف منذ الفجر
على الصعيد الميداني تواصلت الغارات الاسرائيلية والقصف المدفعي ومن البوارج الحربية على قرى الجنوب منذ فجر أمس وأحصي سقوط اكثر من 1500 قذيفة على بلدة الخيام في القطاع الشرقي وطاولت احياء سكنية فيها. واستمر القصف على القرى المحيطة بمدينة صور زادها اليومي، وأدى ذلك الى طمر عائلة ناطور مبرة الإمام علي في بلدة معروب تحت ركام مبنى المبرة الذي دمر بالقصف الجوي وفيما انقذ الناطور بقيت عائلته تحت الانقاض.
ولم تسلم مدينة النبطية ومحيطها من القرى من القصف الذي سقط نتيجته عدد من الشهداء والجرحى. وألقت الطائرات الاسرائيلية منشورات فوق محيط مدينة صور، انذرت بتصعيد الجيش الاسرائيلي ضرباته"بين مجرى نهر الليطاني وجنوبه"، وأنه سيستهدف"كل سيارة من أي نوع لأنها تعتبر مشبوهة وتنقل صواريخ وعتاداً عسكرياً".
وقتل 3 جنود اسرائيليين في المواجهات بين القوات الاسرائيلية ومقاتلي"حزب الله"في قرية دبل ومحيط بنت جبيل وعيناتا وعيترون، وأصيب 5 آخرون بجروح. وذكرت مصادر قوات الامم المتحدة ان الجيش الاسرائيلي توغل في بعض المناطق بعمق 8 كيلومترات، فيما أعلنت الاذاعة العسكرية الاسرائيلية ان الجيش يمهد لتوسيع عملياته البرية في جنوب لبنان، عشية اجتماع حكومة ايهود اولمرت لاتخاذ قرار في هذا الصدد اليوم.
وفيما اعلن"حزب الله"عن قصف مستعمرات كريات شمونة، كفرجلعاد، نهاريا، كرمائيل، صفد، الكوش، الشومرة، ايفين مناحيم، هوغشاريم وسنير، ذكرت مصادر اعلامية اسرائيلية ان 4 جرحى سقطوا بالقصف وان 145 صاروخاً سقطت على اسرائيل امس.
وقصف الطيران الاسرائيلي ليل امس ضاحية بيروت الجنوبية مستهدفاً حارة حريك وجامع الإمامين الحسنين فيها.
مجلس الامن
وفي نيويورك، تحول يوم أمس الى يوم"استماع"للوفد الوزاري العربي الذي شملت برامجه مخاطبة مجلس الأمن في جلسة علنية، والاجتماع مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، ولقاء السفير الأميركي جون بولتون والسفير الفرنسي جان مارك دولاسابليير، لكن الديبلوماسية الأميركية - الفرنسية لم تتوقف عن اجتماعات ثنائية وأخرى على مستوى الخبراء بهدف التوصل الى نص منقح لمشروع القرار يتجاوب بقدر المستطاع مع التعديلات اللبنانية وعلى رأسها استعداد الحكومة اللبنانية لايفاد 15 ألف جندي من الجيش اللبناني ليتولى السيطرة وحده على الجنوب اللبناني بمساعدة قوة دولية، في غضون 72 ساعة من الانسحاب الإسرائيلي بعد وقف الاعمال العدائية.
وأكدت مصادر مجلس الأمن المطلعة على المواقف الفرنسية أن"هناك نصاً جديداً مختلفاً عن النص"الذي كان في أيدي أعضاء مجلس الأمن، وأن"الأفكار عديدة"وهي الآن"في صدد ادخالها في نص"تعمل عليه الوفدان الفرنسي والاميركي.
وحسب هذه المصادر، تتعلق الصياغة الجديدة في الاقتراحات الفرنسية بعنصرين أساسيين هما"نشر القوات"الدولية الى جانب قوات الجيش اللبناني ومسألة مزارع شبعا. وقالت إن هناك تفكيراً في"دور جديد"للقوة الدولية الموقتة في جنوب لبنان يونيفيل لكن المفاوضات على نوعية"القوة الدولية"مستمرة ولم تُحسم بعد. أما في ما يتعلق بمزارع شبعا فإن المواقف الفرنسية ليست ضد نقل المزارع الى وصاية دولية، والمفاوضات مستمرة في هذا الشأن مع الوفد الأميركي.
واستبعدت المصادر ذاتها ادخال تعديلات جذرية على الفقرة العملانية الأولى من مشروع القرار المتعلقة بالدعوة الى الوقف التام للاعمال العدائية على أساس توقف"حزب الله"فوراً عن أي هجمات وتوقف اسرائيل فوراً عن أي عمليات هجومية. وقالت ان التفاوض على هذه الفقرة بين الولايات المتحدة وفرنسا كان عسيراً"ومن الصعب جداً تغييرها". ولكن، اضافت المصادر، هناك تفكير في اضافة جملة تتعلق ب"الانسحاب الاسرائيلي".
وأكدت المصادر نفسها ان هناك مشاورات فرنسية مستمرة مع الحكومة اللبنانية حول التعديلات ومع الوفد اللبناني في نيويورك الذي يترأسه وزير الخارجية بالوكالة طارق متري.
ورحب بولتون بإعلان الحكومة اللبنانية عن ايفاد الجيش ووصفه بأنه"ايجابي جدا"فيما قال دولاسابليير"يجب أن نستمع الى ما يحدث هناك"في اشارة الى عزم الحكومة اللبنانية ارسال الجيش.
وبحسب مسؤول اميركي اشترط عدم ذكر اسمه قررت الديبلوماسية الاميركية - الفرنسية عدم التقدم بأي صيغ نهائية الا بعد الاستماع الى الوفد الوزاري"وليس هناك الآن نصوص جاهزة جديدة"لمشروع القرار.
وقال المسؤول الأميركي"علينا أن نقر بعنصر ال15 ألف عنصر من الجيش"في النص الجديد لمشروع القرار"لكننا لا نزال نحتاج الى قوة دولية هناك". وعبر عن الرغبة الأميركية في قوة مختلفة عن"اليوينفيل"، واضاف"نحن لسنا متحمسين لفكرة تعزيز هذه القوة".
أما في ما يخص مزارع شبعا، لمح المسؤول الى امكان النظر في نقلها الى وصاية دولية"انما هذه المسألة لا تشكل أولوية بالنسبة الينا". وقال:"نفهم أهميتها للآخرين"في اشارة الى الحكومة اللبنانية وربما لفرنسا ايضاً"ونحن نجري محادثات في هذا الصدد".
وفي تصريحات الى"الحياة"قال متري:"هناك محاولات من قبل الفرنسيين لاقتراح بعض الصياغات الجديدة"التي تأخذ في حسابها مواقف مجلس الوزراء". وأضاف ان"هناك مرونة فرنسية ولكن لا نعرف الى أي حد يستطيع الفرنسيون بهذه المرونة أن يصلوا مع الاميركيين الى نص"يعكس أفكارهم. واضاف ان الفرنسيين"يحاولون الاستماع الينا. انما لم يتوصلوا الى صيغة مع أحد لنقول ان كانت مقبولة أم لا. لا توجد صيغة بعد لنوافق أو لا نوافق عليها".
وأكد متري"نحن نريد أن يأتي قرار مجلس الأمن واضحاً لجهة انهاء الأعمال العدائية، أي انهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية من غير تمييز بين ما يسمى دفاعية أو هجومية. نريد نصاً صريحاً يقول البدء بالانسحاب الإسرائيلي بتزامن مع نشر الجيش بمساعدة قوات دولية يونيفيل معززة. ونريد اشارة واضحة أكثر لقضية مزارع شبعا، ونريد المقطع الخاص بالقوات الدولية ألا يشير الى الفصل السابع وإنما الى الفصل السادس"من الميثاق. وعن اعتزام الحكومة ايفاد الجيش واعلان ذلك، قال متري إن ذلك"ترجم النية الى استعداد فعلي باجماع وطني وراءه".
رئيس مجلس الأمن للشهر الحالي سفير غانا نافنا ايفه - انبتنغ اعتبر ان اقتصار المتحدثين خلال الجلسة العلنية أمس على ممثلي قطر ولبنان واسرائيل سببه"ان قطر عضو في مجلس الأمن ووزير خارجيتها الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني يتحدث باسم بلاده. وقد طلب ممثلا لبنان واسرائيل مخاطبة المجلس ايضاً"بينما لم تطلب أي من الدول الاربعة عشر الاخرى الكلام. وقال انه لن تتبع الجلسة أي مشاورات رسمية للمجلس حول مشروع القرار عن لبنان مضيفاً"الى حد الآن ليس هناك أي موعد محدد"لمناقشة الموضوع اللبناني اليوم.
لكن رئيس المجلس اعرب عن"تفاؤله"بالتصويت على مشروع قرار لوقف العداءات بين اسرائيل وحزب الله قريباً. وقال ان"خطورة الوضع وقلق جميع الدول الأعضاء يؤكد انهم سيعملون بأقصى سرعة ممكنة... لكنني لا استطيع اعطاء أي جدول زمني".
ورحب البيت الأبيض أمس بقرار الحكومة اللبنانية ارسال الجيش الى الجنوب وأكد الناطق الرسمي لمجلس الأمن القومي فريديريك جونز ل"الحياة"أن"الخطوة مشجعة وتستكمل فكرة نشر قوات دولية"انما"ليست بديلا منها".
وأكد جونز أن واشنطن تعمل مع باقي الأطراف في مجلس الأمن للتوصل الى"حل جذري"للمشكلة من"خلال نشر قوات دولية مؤهلة على الحدود اللبنانية الاسرائيلية". ورأى أن قرار الحكومة اللبنانية"مهم ونرحب به"وسيتم"تنفيذه الى جانب خطة نشر القوات الدولية"و"ليس كبديل منها".
من جهة أخرى أشارت مصادر في الخارجية الأميركية ل"الحياة"الى أن واشنطن تنظر الى الأزمة اللبنانية"من بعدها الاقليمي وتربطها بالوضع العراقي من خلال توسع النفوذ الايراني في لبنان والعراق". وقالت أن الادارة الأميركية"قلقة من نمو تأثير ايران في المنطقة وتهديده لاستقرارها سواء من خلال دعم حزب الله في لبنان أو تيار مقتدى الصدر في العراق".
وفي باريس، اعلن ان الرئيس جاك شيراك سيقطع اجازته اليوم لاجراء محادثات عاجلة مع رئيس الوزراء دومينيك دو فيلبان ووزيري الدفاع والخارجية ميشال اليو ماري وفيليب دوست بلازي بشأن تطورات الوضع في لبنان والمفاوضات الجارية في الامم المتحدة. وقال بيان رئاسي ان الاجتماع سيعقد في طولون بجنوب فرنسا لمناقشة"الوضع في لبنان والنشاط الديبلوماسي الجاري، بهدف تحقيق وقف اطلاق نار"وان شيراك الذي يمضي عطلته في المنطقة في قصر بريغانسون، مؤتمرا صحافيا بعد الاجتماع.
الى ذلك، ابدى مصدر فرنسي مطلع في تصريح الى"الحياة"تفاؤله بالتوصل الى قرار معدل في مجلس الامن يأخذ في اعتباره التحفظات اللبنانية، لكنه لا يتوقع التصويت عليه قبل بضعة ايام. واضاف ان الجميع يتفق على ان نشر الجيش اللبناني وحده في الجنوب غير كاف، لكن فرنسا متمسكة بطرح المرحلتين الذي يعني انتشار الجيش مع وحدات"اليونيفيل"اولا، ثم ارسال قوة دولية، وهو ما تعارضه الولايات المتحدة واسرائيل.
في هذا الوقت، دعت روسيا امس مجلس الامن الى تبني قرار يدعو الى"وقف اطلاق نار انساني"في لبنان"فورا". وجاء في بيان اصدره نائب وزير الخارجية اندريه دينيسوف انه"اذا بقيت الخلافات قائمة حول مسودة القرار الحالية، فيجب تبني قرار دولي بشان وقف انساني لاطلاق النار فورا كإجراء وسطي". واضاف"من المؤسف جدا ان السعي لاستصدار موقف متفق عليه من مجلس الامن حول هذه الازمة الملحة، تأخر من دون مبرر".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة