قال مدير مركز "المقريزي" الدكتور هاني السباعي إنه"فوجئ"بإعلان محمد خليل الحكايمة أبو جهاد انضمامه إلى تنظيم"القاعدة"، موضحاً انه كان فعلاً على اتصال مع هذا الناشط المصري على مدى ثلاثة أيام لكنه لم يسمع منه انه بصدد إعلان تحالفه مع تنظيم أسامة بن لادن باسم تيار في"الجماعة الإسلامية". ووزع السباعي، في الأول من آب أغسطس الجاري، نداء من الحكايمة وجهه إلى"القيادة التاريخية"ل"الجماعة"وضمّنه انتقادات إلى منهجها الجديد ودعاها إلى إعادة بناء جناحها المسلح، بعدما تخلّت هذه الجماعة عن العنف في ضوء مبادرتها السلمية عام 1997 و"المراجعات"التي أجرتها على أفكارها في 2002. وقال السباعي في لقاء مع"الحياة"في منزله في لندن، أمس، ان الحكايمة اتصل به هاتفياً قبل أيام، وانه فوجئ بالاتصال كونه لم ير الرجل منذ فراره من بريطانيا في 2001 وكان يعتقد انه رُحّل إلى القاهرة من طهران مع عدد من عائلات الإسلاميين المصريين بعد الحرب الأميركية ضد"الإرهاب". وتابع ان الحكايمة أبلغه أن ابنه معتقل في إيران وليس هو، وإنه رفض تحديد المكان الذي يتصل منه. وقال إنه أرسل اليه كتاباً عن الاستخبارات الأميركية وفشلها "وهم الاسطورة" لتسويقه، لكنه اعتذر عن ذلك بسبب قرار من مجلس الأمن يفرض عقوبات عليه ويجمّد أرصدته قائلاً إنه"ممنوع من تسلّم ولو 10 بنسات". وأوضح انهما تواصلا على مدى ثلاثة أيام عبر البريد الالكتروني الماسنجر وتلقى منه نداء يريد توجيهه إلى"القيادة التاريخية"لجماعته في مصر، ووضع النداء فعلاً على موقع"المقريزي"في شبكة الانترنت. وقال السباعي:"هو أرسل لي نداء ليس فيه إشارة إلى انه انضم إلى القاعدة، بل تكلّم قائلاً انه مع القيادة التاريخية للجماعة الإسلامية في وقف العمل المسلح في مصر ولكنه ليس معهم في وقف العمليات ضد اليهود والصليبيين المحتلين لبلاد المسلمين. وبعد ثلاثة أيام، فوجئت بأن"السحاب"نشرت صورته وقالت انها ستبث شريطاً ل"الثابتين على العهد"في"الجماعة الإسلامية"ولم تقل انه سيعلن فيه انضمامه إلى"القاعدة". وانقطعت الاتصالات بيننا بعد ذلك". وانتقد السباعي حملة قادة"الجماعة الإسلامية"على الرجل الثاني في"القاعدة"الدكتور أيمن الظواهري الذي ظهر في الشريط ذاته ل"السحاب"مقدّماً للحكايمة. وقال إن الظواهري لم يعلن ان أمير"الجماعة"الدكتور عمر عبدالرحمن المسجون في أميركا وعدداً من قادتها في الغرب انضموا إلى"القاعدة"، بل أشاد بهم على أساس انهم"ثابتون على العهد"، أي أنهم ثابتون على العهد الأول للجماعة الإسلامية. الدكتور أيمن ليس ساذجاً ليقول إن هؤلاء انضموا إلى القاعدة. فهو يعرف انهم يعيشون في الغرب وسيُعتقلون لو انضموا إلى القاعدة. لكنّه يُفرّق بين الذين ارتضوا بالمراجعات الفكرية التي أجراها قادة"الجماعة" وبين الذين عارضوا ذلك". وشدد على أن كثيرين في"الجماعة الإسلامية"لا يوافقون على بعض الأفكار التي طرحتها قيادتهم التاريخية، مشيراً تحديداً إلى اعتبارها أن الرئيس الراحل أنور السادات قُتل"شهيداً". وقال إن تراجع القيادة التاريخية في موقفها من السادات وإقرارها بأنها أخطأت في قتله أثار بلبلة في أوساطها، مما دفع بالقيادي فيها محمد شوقي الإسلامبولي إلى إصدار بيان يرفض فيه موقف القيادة من العملية التي نفّذها شقيقه خالد عام 1981. وقال السباعي إن الإسلامبولي سيظهر في شريط جديد تبثه"السحاب"ويؤكد فيه تحالفه مع"القاعدة"، مما يُعطي وزناً لخطوة الحكايمة الذي قلل قادة"الجماعة"من تأثيره على أساس انه ليس عضواً قيادياً في صفوفها. ومعروف ان الإسلامبولي يرتبط مع أسامة بن لادن بعلاقة مصاهرة، ويُعتقد انه غادر مقره في إيران مشهد إلى مكان آخر يُرجّح أن يكون على الحدود الأفغانية - الباكستانية. وتوقع السباعي ظهور جيل جديد في"الجماعة"ينتقد"القيادة التاريخية"ويسعى إلى"محاكمتها على مراجعاتها"، معتبراً أن شريط الحكايمة يتوجه تحديداً إلى هذا"الجيل الصامت". وأكد أن الحكايمة إسم معروف في"الجماعة الإسلامية"إذ انضم إليها منذ 1979 في أسوان، وعمل في"صوت فلسطين"في إيران، وساعدت قادة"الجماعة"على المجيء إلى إيران والاستقرار فيها، ثم شارك في إصدار منشورات"الجماعة"وتحديداً نشرة"المرابطون"، قبل أن يأتي إلى بريطانيا طالباً اللجوء السياسي في 1999. وفرّ الحكايمة من بريطانيا في 2001 وانتقل إلى إيران ومنها إلى مناطق الحدود الأفغانية - الباكستانية. وقال السباعي إن الحكايمة هو من أخبره أن القيادي الكبير في"الجماعة"مصطفى حمزة أبو حازم اعتُقل في السودان وليس في إيران وسُلّم إلى مصر قبل سنتين. وأضاف ان الحكايمة أبلغه أن الإيرانيين لم يُعطوا حمزة خياراً سوى السفر إلى السودان على رغم تورطه، عندما كان ينشط انطلاقاً من الخرطوم في التسعينات، في محاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك في أديس أبابا عام 1995. وسببت المحاولة حرجاً كبيراً للخرطوم آنذاك.