تواصلت المفاوضات أمس لاستيراد الوقود لمحطات الكهرباء والمولدات في لبنان، بعد أن فشلت آخر محاولة لإقناع أصحاب ناقلتين، يونانية ودنماركية بدخول الموانئ اللبنانية. وعلمت"الحياة"أن السلطات اللبنانية تدرس الآن احتمال إرسال ناقلتين صغيرتين إلى قبرص لتحميل الوقود من الناقلتين والمجيء به إلى لبنان بضمانة منها. وكانت المحاولة الأخيرة التي فشلت أمس، والتي بذلتها الحكومة اللبنانية، تستند إلى تأمين الناقلتين والوقود من جانب السلطات اللبنانية، على أن تتكفل البحرية الأميركية بمواكبتهما حتى مرفأي بيروت وطرابلس. وكشف مصدر مطلع لپ"الحياة"أمس، أن باخرتي محروقات يونانية ودنماركية رفضتا ضمانات خطية قدمها رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، وأخرى لوزارة الخارجية الأميركية، تؤمن لهما الدخول الى الموانئ اللبنانية. ويندرج اهتمام الحكومة المباشر بهذه الكميات المشحونة لحساب الدولة اللبنانية من الجزائر، بموجب عقد من دولة إلى دولة وقعه لبنان قبل الحرب مع كل من الجزائر والكويت، لاستيراد الفيول أويل والمازوت لتزويد معامل الكهرباء بها وتوفير كلفة العمولات. يشار إلى أن مالكي الناقلتين كانا يصران على ضمانات مكتوبة تمنحها الحكومة الإسرائيلية لتأمين سلامة الشحن، بينما أصرت إسرائيل على الاكتفاء بالنصح فقط حول إمكان إبحار الناقلتين إلى بيروت وطرابلس من دون أي ضمان خطي أو شفوي حول سلامتهما للتهرب من أي مسؤوليات قانونية ومادية. كذلك اشترطت إسرائيل تفتيش الناقلتين قبل دخولهما المياه اللبنانية وإفراغ ما تستطيع إفراغه من الوقود خلال النهار خلال 5 ساعات عمل والعودة إلى المياه الدولية قبل الغروب، على أن تتبع هذه الأوامر نفسها في الأيام التالية اللازمة لإفراغ كل الحمولة. وبرفض إسرائيل توفير ضمان خطي للناقلتين، وعلى رغم ضمان الحكومة اللبنانية والمواكبة الأميركية، رفض مالكو الناقلتين الإبحار بهما إلى لبنان. ومعروف أن إحدى الناقلتين تحمل 50 ألف طن من الفيول أويل فيما تحمل الثانية 37 ألف طن من المازوت، يتوقع أن تكفي حاجة الكهرباء في لبنان لشهر ونصف الشهر مع بقاء نظام التقنين الحالي. ولا يشمل هذا الاتفاق حتى الآن استيراد البنزين من طريق البحر. من جهة أخرى، أعلن الأردن أنه سيؤمن 10 آلاف طن من البنزين إلى السوق اللبنانية عمن طريق البر. ومع اشتداد أزمة الكهرباء والوقود أشارت مصادر دولية إلى أن كل مستشفيات الجنوب الحكومية ستغلق أبوابها خلال أسبوع نظراً إلى شح الوقود المطلوب لمولداتها الكهربائية. وقد أغلقت بالفعل بعض المستشفيات أبوابها لفقدان المازوت.