رأى رئيس تكتل"التغيير والإصلاح"النيابي ميشال عون وجوب تغيير المقاربة لحل مشكلة العدوان على لبنان، مؤكداً ان"المقاربة بالقوة لن تؤدي إلا الى الحرب، لذلك يجب ان يكون هناك نظرة قانونية"، وداعياً الى ان يشمل الحل الفلسطينيين الموجودين على الأراضي اللبنانية. وأضاف في مؤتمر صحافي عقده في منزله في الرابية عصر امس، بعد إقدام اسرائيل على تدمير عدد من الجسور في المنطقة التي يمثلها هو في المجلس النيابي:"من اليوم الأول عندما طلب منا التعليق على هذه الحرب وجهنا الكلام باتجاه اسرائيل وقلنا انه مضى عليكم 58 سنة وكلما واجهتكم مشكلة توجهون الطائرة والدبابة وتستعملون القوة، والحروب تستمر ويذهب جيل بعد جيل والحرب مستمرة. عليكم تغيير المقاربة لحل المشاكل. ان المقاربة بالقوة ووضع اليد على مكتسبات جديدة في الحرب لن تولد إلا الحرب. لذلك يجب ان يكون هناك مقاربة ونظرة حقوقية للموضوع كي ننهي الخلاف". وسأل عون:"هل يريد العالم الحرب أو يريد حلاً للأزمة؟"معتبراً ان"الحل بسيط جداً، هناك اسرى، ليتبادلوا الأسرى، لا أحد ينكر وجودهم. وهناك ارض، ومن يحمل صك ملكيتها تكون له. اين المشكلة؟ لماذا التعنت وهناك سلاح لپ"حزب الله"الذي هو نتيجة لهذين السببين. يعني الأزمة كانت أكبر وقد صغرت الآن. والمطلوب الآن معالجة الأسباب. أعيدوا الأرض، اطلقوا سراح الأسرى وتنتهي الحرب. لماذا على سبيل المثال مشروع قوة دولية لنزع سلاح"حزب الله"لماذا بند عودة السيادة اللبنانية انطلاقاً من حرب اسرائيلية على لبنان. شكراً على هذا. اتركونا نحن نعيد السيادة على أراضينا. لا نريد ان تعود عن طريق الأممالمتحدة. السيادة الشعب يمارسها من خلال ممثليه ولا تعود له من خلال منظمة دولية ولا في حرب تشن على بلد". وقال عون:"إذن، الحل سهل، اذا اراد الناس الحل. وإذا كانوا لا يريدون الحل فمهما فعلنا فإن الحرب ستستمر. إن لبنان موجود تحت الحرب بسبب هذه المشكلة وسيستمر اذا لم يكن الحل نهائياً. ولذلك نحن نريد حلاً شاملاً وعادلاً ووفقاً للحقوق ويرتكز على إعادة هذه الحقوق لأصحابها وهذا هو الذي يؤمن الاستقرار ويوجه الشعوب باتجاه السلام ولا يبقى فيه لا ظلم ولا غبن ولا حقد على رغم ان الحقد بسبب تراكم الحرب اصبح أكبر من الكرة الأرضية. كل مرة نفكر بالأطفال الذين سقطوا وبالمدنيين ما هو الذي يمكن ان نطوره في نفوسنا غير الحقد؟ ولكن حتى الحقد يمكن غسله اذا ما تجسدت إرادة دولية تريد حل القضية في شكل عادل". وأضاف:"ان سلاح"حزب الله"ونقولها للجميع هو نتيجة المشاكل، وهو لم يسبب احتلال شبعا ولا وجود الأسرى. إن الاحتلال والأسرى منذ الثمانينات هم من أوجد"حزب الله"ازيلوا الأسباب يصبح السلاح من دون غاية. اذا طبقنا هذه المقاربة نحل المشكلة في لبنان". وفي رده على اسئلة الصحافيين، قال عون:"يمكن للأمم المتحدة ان تنتدب قوى للمراقبة وللسهر على تنفيذ الاتفاق ولكن ليست قوى محاربة على أرضية خلافية"، مؤكداً ان لبنان"بحاجة الى وقف إطلاق النار وليس في حاجة الى قوات تكمل النار". وأشار الى المجزرة التي ارتكبها الإسرائيليون شمال بعلبك امس، وقال عن الشهداء:"ما ذنب هؤلاء الذين يعملون في مشروع زراعي؟ ما هي الجريمة التي ارتكبوها؟ وما يزالون يمارسون حق الفيتو على وقف إطلاق النار ويملون شروطاً. كيف يمكن ان نقبل هذا؟ كيف نشعر بأن الأممالمتحدة ومجلس الأمن مهتمان فينا؟ يتكلمون عن إعمار لبنان ويقولون انهم يحضرون مشروعاً للإعمار. أوقفوا الدمار اولاً ... ما هذه النجاسة في التعامل؟ ما هو هذا الاستغباء للشعب اللبناني". وركز عون على ضرورة صون الوحدة الوطنية وعدم الأخذ بالتحريض ضدها، مؤكداً أن"لا شيء اغلى من اطفال قانا وغيرها". وقال:"نحن نعمل للمحافظة على الوحدة والترابط بين الشعب اللبناني، ويجب ان نخرج من هذه الأزمة اقوى، وأن نفكر بعمق في اسباب الأزمة، كي لا تتكرر". ودعا الى عدم التفكير بسطحية، معتبراً ان"لا غلبة في معركة مثل هذه المعركة إلا بإنقاذ الوطن وإنقاذ المجتمع، لا غلبة فردية، هناك غلبة للجماعة، مهما يكون الذي قام بالمعركة". وشدد على ضرورة الوحدة، لافتاً الى ان الجسور لا تزيد ولا تنقص من ثروة لبنان. وقال:"إن الغايات المعلنة ليست هي الغايات الحقيقية، انا لا أفهم عندما قالوا في البداية ان"حزب الله"اسر جنديين هو الذي أشعل الحرب، بينما قال الإسرائيليون رسمياً أنهم حضروا لهذه الحرب إضافة الى ذلك تقول السيدة رايس هذه ولادة شرق اوسط جديد .... كل هذه الأمور لا تدل على ان هناك صراحة والمطلوب شيء آخر ليس معروفاً". وعما اذا كان يؤيد مقولة ان ايران تحارب اسرائيل على ارض لبنان اجاب عون:"لا يوجد أي فريق لبناني ربط المشكلة بإيران وسورية. بدأت الصحف الإسرائيلية والغربية تقول ان سورية وإيران وراء هذه الحرب. نحن نعرف رأي الرئيس الإيراني بإسرائيل منذ زمن بعيد وهذا لا يعني اننا مرتبطون بما يقوله". وأكد ان ما قامت به اسرائيل ليس عملاً حربياً، معتبراً انها لا تحارب"حزب الله"بقصفها المدنيين والبنى التحتية. ورأى ان الحكومة"حتى هذه اللحظة في حال إرباك ولا أدري لماذا. اذا كانوا يريدون ان يتنازلوا عن حقوقهم في مزارع شبعا وفي غير موضوع فليتنازلوا، ولكن لماذا تعقيد الأمور؟ لماذا وضعوا بنداً في السيادة. من هم اللبنانيين المختلفين حول هذه النقطة"؟ وقال ان الحل الشامل"يجب ان يتطرق الى السلاح الفلسطيني"، سائلاً:"من الذي يضمن لنا مستقبلاً عدم تفجير الوضع الأمني بسبب التوطين؟ نحن ورثنا مشاكل. لماذا لا يزال الفلسطينيون في أرضنا؟ لا يريدون ايجاد حل للمشكلة الفلسطينية، لنفترض ان"حزب الله"ترك سلاحه فمن يضمن ان لا يفجر الفلسطينيون الوضع غداً، إذاً نريد ايضاً إطار حل للمشكلة الفلسطينية وللفلسطينيين الموجودين على أرضنا".